السبت. نوفمبر 23rd, 2024

إعداد قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 

منذ أن تولّت حكومة المحافظين مهام عملها في إيران أواخر عام 2021، بدأت بعض ملامح السياسة الخارجية الإيرانية في التحول بشكل تدريجي وحتى أن المراقبين يقولون أننا ننتظر انفراجا كبيرا في العلاقات الدولية الإيرانية وانفتاحا وليونة أكثر.  

ويأتي من بين أبرز هذه الملامح التغير الذي يلحق في الوقت الراهن بالعلاقات الإيرانية العربية، خاصة منذ توقيع المملكة العربية السعودية وإيران في 10 مارس 2023 اتفاقا لعودة العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية.  

وفي الواقع، تنبع هذه الانفراجة الإيرانية في العلاقات مع الدول العربية من محفزات عدّة لعل من بينها ما يتعلق بنهج الانفتاح الإيراني على دول الجوار بشكل عام وما يخص الوضع الاقتصادي الداخلي في إيران. 

فما هي أبرز أسباب التحوّل في السياسة الخارجية الإيرانية؟  

وفي هذا الإطار، أسباب التحول في السياسة الخارجية الإيرانية إزاء الدول العربية مؤخرا يمكن ربطها بمحاولة إيران:  

1- “التأقلم” مع الظروف الخارجية الإقليمية والدولية الطارئة،  

2- وتوجهها للتعامل مع معطيات الوضع القائم في السياسات الدولية المتعلقة بالشرق الأوسط، خاصة ما يمكن الإشارة إليه من إنشغال أو خروج أمريكي تدريجي من الشرق الأوسط.  

3- كما أن توجه طهران نحو الدول العربية ينبع من رغبتها في تخفيف التوترات المحلية والضغوط التي تقابلها حكومةُ الرئيس إبراهيم رئيسي، وبوجه خاص على النواحي الاقتصادية، حيث تسعى عبر هذه العلاقات إلى رفع مستوى التبادل التجاري، وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي مع العديد من الدول العربية.  

4- رغبة إيران في التوصل إلى اتفاق نووي “مستدام” قد دفعها أيضا إلى التقارب مع الدول العربية، حيث أن طهران ترغب في ألا تكون التوترات الإقليمية سببا آخر لخروج أي طرف في الاتفاق النووي منه مرة أخرى كما حدث قبل 5 أعوام في ماي 2018 مع الولايات المتحدة الأمريكية. 

الخلاصة: 

إن الدوافع السعودية متعددة أيضا فيما يخص إستعادة العلاقات مع إيران، من بينها سعيها لحلحلة بعض الملفات الإقليمية وعلى رأسها القضية اليمنية والأنشطة العسكرية الإيرانية التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني في إقليم الشرق الأوسط، والتي تريد جميع الدول وضع حدٍّ لها. 

وفي السياق ذاته، أن التقارب بين إيران والدول العربية يواجَه بـ”حساسية” في إسرائيل، التي تتابع عن كثب هذه التطورات المتلاحقة، بل أنها أصبحت تضغط من أجل التطبيع مع الدول العربية حتى تقطع الطريق على إيران. 

كما أنه من المرجح أن تحاول إيران تحقيق تقارب في العلاقات أيضا مع دول عربية شرق أوسطية أخرى، مثل البحرين وتونس ومصر، مع العلم أن ايران تحاول التقرب من المغرب التي أصبحت تحت السيطرة الاسرائيلية وهناك تخوف جزائري وتونسي كبير من حجم العلاقات المغربية الاسرائلية. 

By amine