الخميس. أكتوبر 31st, 2024

تونس:-أميرة زغدود 15-09-2021

شيخ الأئمّة القرضاوي قيل إنّه داعية إسلامي.. والحديث قياس على حقيقة معنى الدعوة الإسلامية أهي حقيقة مسلّمة أم غطاء للمصالح الشخصيّة… فلنرَ!؟

الإسم يوسف عبد الله القرضاوي، ولد بمحافظة الغربيّة بجمهورية مصر العربيّة في الـ 9 من سبتمبر 1926، ليتحصّل على الثانوية العامّة من إحدى المدارس التابعة للأزهر، ثم ينتسب إلى كليّة أصول الدين في جامعة الأزهر ليتخرّج منها في العام 1953، ويتحصّل على الدكتوراه العام 1973.
ألّف العديد من الكتب مستلهما أفكاره من مؤسس جماعة الإخوان بمصر “حسن البنّا”، التي شاءت الأقدار ان تلتقي دروبهما معا ليصبح بعد فترة من الزمن أحد أبرز قياداتها، ولتكون السبب في اعتقاله خلال الفترتين؛ أولّها فترة حكم الملك فاروق في العام 1949 والمرّة الثانية خلال فترة الحكم الناصرّي في العام 1954 وتّمت عمليات الاعتقال لذات الأسباب: الانتماء الى حركة الإخوان والمواقف السياسية المعادية للسلطات الحاكمة.
من أهمّ مؤلفاته “كتاب القانون” و”الممنوع في الإسلام” وكتاب “فقه الزكاة” وكتاب “الحلال والحرام في الإسلام” وكتاب “فقه الجهاد” وكتاب “فقه الدولة”.
يهرب الشيخ “الجليل” هروبا اضطراريا لحاضنة الفكر الإسلاموي العزيزة على قلبه “قطر” والكلّ يعرف عداء قطر لسياسة عبد الناصر في ذاك الوقت، لتمنحه فيما بعد الفرصة الذهبيّة ليزداد صيته من خلال برنامجه “الشريعة والحياة” الذي كان يعرض على قناة الجزيرة القطريّة لسنوات، حيث كان المنبر الذي يصدح فيه “الشيخ” بفتاوى على القياس، والذي كان سببا مباشرا في استقطاب آلاف الشباب.. ولكن المكانة الإعلامية التي كسبها لم تبلغ سقف طموحه ليجلس مبجّلا على كرسي المفتي الخاص للأمير القطري .
كثيرة هي التوصيفات والألقاب التي وصف بها القرضاوي، فلئن قالوا عنه “شيخ الأئمة” أو “العالم النوراني” ولو أنّنا لم نرَ سوى الدماء بدل النور، لكنّهم لم يتجرّأو يوما على وصفه بداعية جهاد النكاح أو الداعية إلى الاقتتال والدماء كما حدث في مصر وسوريا وليبيا..
قالوا إنّ الشباب المتأثر بأفكاره مأتاه “حكمته” وأهميتها، لكنهم لم يمتلكوا الجرأة للحديث عن قوّة الإسم المتأتيّة من قوّة الأموال التي تُضخ له والتي لا تنفد في سبيل خدمة أفرع اتحاده المسمى بالإسلامي الذي أسّسه في يوليو 2004، ولئن تمّ تسجيله في العاصمة الإيرلندية “دبلن” فإنّ العاصمة القطرية “الدوحة” هي المقرّ الأصلي للاتحاد، والذي في الحقيقة وباعتراف أكبر الدول هو كيان إرهابي.
تحدّثوا عنه” شيخا أبيّا” ولم يتحدثوا عنه كمن اشترى أحلام شباب عاطل عن العمل مهمّش حالم بحياة أفضل لتكون أفكاره بذرة لإنبات دواعش الفكر والتطرّف.
كثيرة هي المغالطات حول شخص “الشيخ” المتلحّف بغطاء الدين خدمة لأجندات معروفة جيّدا، والدليل على ذلك شرط الدول المقاطعة لدولة قطر للمصالحة مع الدولة الخارجة عن السرب برفع يدها عن دعم الجماعات الإرهابية وقطع منابع التمويل للشخصيات القيادية ومنهم القرضاوي.
فكان المطلب الأساسي لكل من مصر والسعودية والبحرين والامارات العربية، “إيقاف كلّ أشكال تمويل الشخصيات أو المجموعات التي سبق وأن صنفتها هذه الدول على أنّها إرهابية كالقرضاوي ووجدي غنيم وغيرهما من الأسماء، وطلب تجميد أرصدتهم البنكيّة وتسليمهم الى بلدانهم..”.
(مقطع فيديو دعوة القرضاوي إلى قتل معمر القذافي)
كلمات كانت بمثابة أوامر عليا لتسيل الدماء وتتلطخ أيادي الشباب الضال بدماء الأبرياء، فلم تكن هذه تحريضات على الاقتتال بل كانت دعاوي بنكهات إرهابية من “الشيخ الجليل” المتلاعب بعقول الشباب الشارد.
لم يمتلكوا الجرأة على الحديث عن تناقض شيخهم، بل التزموا الدفاع عنه باستماته كمن غُسل دماغه ولقّن بأفكار لا يمكن تغييرها.. فكان الشاكر المادح للرئيس السوري بشار الأسد ليهجوه بعدها ويؤلّب عليه العباد، والتاريخ شاهد على ما نقول..
كما لا ينسى التاريخ، فتاويه ودعاويه إلى المشاركة في مظاهرات ميدان التحرير بمصر بعد هروب جاوز ثلاثة عقود من الزمن، لنجده أوّل المناهضين لرافضي نظام أوّل رئيس إخواني بالبلاد محمد مرسي، واصفا إياهم بالخوارج.. ولكن أيّكم خوارج يا “شيخ الإسلام” المسيّر لمصالح دولة رعتك فألّبتك على مسقط رأسك لإثارة الفتن لغرض زيادة صفر في أرصدتك البنكيّة.. من الخوارج في هذا الآن؟!
لقد وظّفت فتاوي الشيخ لخدمة مصالح الاخوان لذلك وجدناه مستشارا للشريعة الإسلامية لبنك “التقوى” بمدينة لوغانو السويسرية، البنك الراعي المالي للجماعات الاسلامية، ولكنّ الغطاء انتزع لتكشف التحقيقات في أحداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدّة الأمريكية تورّط البنك في تمويل الجماعة الإرهابية التي فجّرت البرج.
“شيخ” اكتسب هيبة فضفاضة مستغلا مجريات الأمور ليتلاعب بالدين خدمة لعمالته للأجندات القطرية ولكن التاريخ لا يموت ومن يبحث يجد بالدليل والحجة أن الشيخ” ما كان سوى مصدحا لجهة واحدة، وهنا نقول إنّ القرضاوي وقطر وجهان لعملة واحدة.. وللحديث بقيّة.

By Zouhour Mechergui

Journaliste