تونس-05-8-2021
دعا رئيس البرلمان التونسي(المجمد) ورئيس حزب “النهضة” راشد الغنوشي،مساء أمس الأربعاء، إلى ضرورة تحويل قرارات الرئيس قيس سعيّد إلى “فرصة للإصلاح”، بعد أن ظل طيلة الأيام السابقة يردد اسطوانة “الانقلاب” الممجوجة.. ودفعه جنون العظمة والصدمة التي أفقدته توازنه إلى التهديد ومحاولة غزو البرلمان والإستقواء بالقوى الخارجية عبر سلسلة متتالية من الإتصالات واللقاءات الصحفية مع وسائل الإعلام في فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا لتأليب هذه الدول على حراك الشعب التونسي وقرارات الرئيس سعيد الذي استجاب لمطالب الحراك، ومتباكيا على ديمقراطية قام هو وحزبه بـ”تشليكها” وتوظيفها لخدمة أجندته والتغلغل في مفاصل الدولة.
يبدو أن الغنوشي بدأ يستفيق ويستجمع مداركه لتوظيف تراث”الجماعة” في “التقية” والإنحناء للعاصفة “لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”،مثلما فعل في أزمات سابقة،حتى إذا هدأت العاصفة عاد إلى التغول والإستشراس..
ألم يلاحظ ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الأمين العام للتيار الشعبي زهير حمدي حين قال ، في يناير 2019:” إن الغنوشي مستعد لتقديم أية تنازلات.. فمنذ 2013 عهدناه ينحني للعاصفة …أسلوب التقية هذه المرة لن ينفع ولن يمرّ على الشعب التونسي؟”..
وحتى داخل “قلعته الإخوانية” كشر عن أنيابه حين طالب أكثر من مائة من”حوارييه”بالتنحي،فرد برسالة لم تخل من نبرة التحدي والإستعداد للمواجهة قائلا:إن “الزعماء جلودهم خشنة، يتحملون الصدمات، ويستوعبون تقلبات الزمان، ويقاومون عامل التهرئة”، واعتبر أن ” لا ديمقراطية في سبيل استبعاد زعيم الحركة”!
جماعة”الإخوان” بمجرد أن تشعر بالهزيمة واحتمال مطاردتها دأبت على اللجوء إلى أسلوب المراوغة لتجهيز نفسها، ثم العودة إلى نشاطها الإجرامي من جديد مع أول فرصة..
وقد حاول”الإخوان”على مر العقود إيهام الرأي العام بالقبام بـ”مراجعات فقهية وفكرية” .. حدث ذلك مرارا في مصر وليبيا وتونس والأردن وسوريا والسودان،متبعين أسلوب”التقية” بأن يظل الضعيف كامناً ومستكينا، حتى إذا بات قويا ينقض على خصمه بكل شراسة..
تغيير الخطابات لدى الجماعة الإرهابية مبدأ تاريخي ثابت لديهم منذ أيام المؤسس حسن البنا، الذي حرض على قتل فهمي
آنذاك، ثم خرج على النقراشي باشا رئيس وزراء مصر
الجماهير يهاجم منفذي الجريمة قائلاً: “ليسوا بإخوان وليسوا مسلمين”.. نفس الأمر تكرر مع قيادات عديدة في الجماعة في الوطن العربي.
القيادي السابق في جماعة “الإخوان” مختار نوح،يقرّ بأن” المراوغة سلاح رئيسي للعقل الإخواني، بالإضافة إلى احترافهم خدعة العامة والبسطاء”.
قرابة مائة سنة منذ شجع الإنجليز هذه الجماعة وهم ينتهجون ما يعتبرونه”شطارة” و”ذكاء” أسلوب”التقية”..لذلك لا يمكن الإطمئنان إلى أي خطاب تقدمه تلك الجماعة خاصة أن لها باعا طويلا في التحركات الخفية غير الشرعية ، فضلاً عن أن ما يقدمه”الإخوان” من تنازلات أو وساطة للتصالح مع الدولة عكس ما ينقلونه لأنصارهم من ضرورة التحلي بالصبر والحيلة حتى التمكن وتحقيق أهدافهم.
هم يحاولون فك العقدة لاستمرار عقيدتهم.. يغيرون القناع لا القناعة!