الأحد. نوفمبر 24th, 2024

تونس*4-8-2021


برغم “إزاحة” منظومة حكم “الإخوان” التي دفعت إلى دمار تونس منذ2011، لم يتبخّر كابوس حكم الجماعة المتأسلمة من حياة التونسيين الذين ظلّوا يعددون فشلهم على جميع المستويات، معبرين عن امتنانهم لخطوة تاريخية قام بها الرئيس قيس سعيّد، ضمن مرحلة صعبة شهدت تغول من يتدثرون بغطاء الدين وتنكروا لكل وعودهم وعملوا على التغلغل في دواليب الدولة التي أُنهكت بالتعيينات العشوائية ونُهبت وسُلبت.

هبّة 25 يوليو جسد خلالها الشعب التونسي مرة أخرى إرادته وغضبه ورفضه تسلط”حكم الإخوان”.. لم يكن حكم بن علي درجة هذا الدمار الذي مسّ كل مجال ونخر الدولة وضرب هيبتها..

جاءت الهبّة الشعبية لتوقف الإنحدار الخطير نحو الهاوية وتقطع مع حقبة سوداء أدت بالبلاد إلى حافة الإفلاس ومخاطر جائحة تصدرت خلالها تونس دول العالم في الإصابات والوفيات إلى حانب سياسات زرعت الفوضى ويذور الكره والبغضاء بين التونسيين ..لذلك خرج التونسيون وفي مقدمتهم شباب الوطن مطالبين بإنهاء منظومة الفساد والتسلط على مقدراتهم.. جميعنا يعلم ماذا فعلت جماعة “الإخوان” بمصر في سنة واحدة فما بالك بحكم دام 10سنوات متتالية نتج عنه كتابة دستور على المقاس، قال عنه زعيمهم راشد الخريجي الغنوشي بأنه” أفضل دستور في العالم”!..

لن ينسى التونسيون ما قاله الغنوشي ذات يوم عام 2009 في إحدى القنوات الأجنبية، حين تهجّم على تونس ومؤسستها العسكرية قائلا حرفيا: ” إن الجيش هو احتياطي للبوليس ويُلجأ إليه فقط في المهام القذرة”.. إنها الشيطنة لمؤسسات الدولة المدنية الحداثية التي حافظ عليها الجيش الوطني عبر عقود متتالية..

حجم الخراب يحكي قصة فشل التنظيم ومخططاته الإجرامية التي طالت أمن المنطقة واستقرارها خدمة لأجندات خارجية لمزيد من تفتيت وإضعاف الدول الوطنية.

لنتخيّل ماذا كانت ستؤول إليه الأوضاع إن استمر حكم من لا يؤمنون بالدولة المدنية ومؤسساتها وبقيم الديمقراطية وبحقوق المرأة والمساواة ، عشرَ سنوات إضافية.. مجرّد التخيّل يشعرك بأن حائطا ضخما في طريقه إلى السقوط على بيتك الصغير..

كان يمكن لبعض الجهات أن تتحول إلى إمارات إسلامية على غرار الزحف الإرهابي على مدينة بنقردان عام 2016 والذي دحرته المؤسسة العسكرية والأمنية بمساندة شعبية..

صنعوا ” نموذجًا” إسلاميًا يناسبهم، ويناسب مخطّطاتهم، وأدخل البلاد في متاهات تاه نتيجتها شعب بأكمله اقتصاديًا واجتماعيا وحتى أخلاقيا خاصة بعد أن تضخمت”أنا” الغنوشي وحول البلاد إلى حكم ملالي وفاشية دينية، وربطها بمحاور إقليمية ودولية.
من أقدار محبّة الله أننا قد فهمنا لعبة كانت تحاك ضد شعبنا في وقت ينهشه الفقر والوباء والتعب.. شعب أنهكته الحكومات المتعاقبة..من ألطاف الله أننا تخلّصنا وخُلّصنا..

By Zouhour Mechergui

Journaliste