تونس-14-2-2024
قال الدكتور أكرم الفكحال، رئيس حزب النداء الليبي، في مداخلته في الملتقى الدولي حول الاستقرار السياسي في ليبيا الذي نظمه المركز الدولي للدراسات لاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس بشراكة مع مؤسسة شمال إفريقيا لرعاية الشباب، على مدار يومي 9و 10 فبراير الجاري بالعاصمة تونس، إنّ ليبيا تواجه العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الكبيرة، برغم وجود مساعي لتحقيق الاستقرار لكن ذلك يفتقر لاستراتيجيةولأدوات عديدة. .
المداخلة:
مشاركة بعنوان:
التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية ودورها في تحقيق الاستقرار في ليبيا..
سأتطرق في كلمتي إلى ملخص قصير لبعض التحديات الموجودة فعلا وتعاني منها ليبيا منذ فترة.. جميعنا يعلم ان ليبيا تواجه العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الكبيرة.. مع التأكيد على وجود مساعي لتحقيق هذا الاستقرار.. لكنها تفتقر للاستراتيجيةوللأدوات المطلوبة.
اولا التحديات السياسية..
كما يعلم الجميع.. تعاني ليبيا من وجود حكومتان تؤكد وجود انقسام في السلطة التنفيذية.. وهذا الانقسام يعيق الوصول الى الانتخابات وهي المطلب الشعبي الأساسي والرئيسي..
ويعوق ايضا عملية صنع القرار وتنفيذ أي إصلاحات عبر القنوات الصحيحة والسليمة.
ثانيا التحديات الأمنية..
تتمثل هذه التحديات في مكافحة الإرهاب وتهريب السلاح والجريمة.. وهذا يؤثر سلبًا على الأمن والاستقرار في البلاد.. وعلى دول الطوق أيضا..
هذا يحتاج الى حزمة من الإجراءات.. وفق استراتيجية موضوعة بدقة..تكون على مراحل محددة وفق خطة مدروسة.
ثالثا التحديات الاقتصادية..
وتتمثل في تفاوت إيرادات النفط مصدر الدخل الرئيسي للبلاد..بسبب تذبذب الأسعار.. وتدهور قيمة العملة مقابل العملات الأخرى.. مما يؤثر في القوة الشرائية للدينار الليبي.. وبالتالي تؤثرعلى المواطن مباشرة.. إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة..
ولا ننسىأيضا معاناة القطاع الخاص.. والى قرارات خصخصة بعض شركات القطاع العام..والتي تحتاج الى إعادة نظر ودراسة.. هذا كله يعوق أي جهود للتنمية الاقتصادية.
رابعا اشكالية تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين..
تتمثل هذه التحديات في التعامل مع هذه الفئة.. التي تعاني منها ليبيا كثيرا.. وسيكون لها تأثير مباشر وغير مباشر على التحديات السابقة.. هذه الفئة تستخدم ليبيا نقطة عبور رئيسية للأفارقة والشرق أوسطيين المتجهين إلى أوروبا بطرق غير شرعية وغير إنسانية.. وما ينتج عن ذلك من كوارث تحدث خلال هذه العملية.. والتي تمس حقوق الانسان وحقه بالعيش بعزة وكرامة.. هذا بالطبع يضع ضغوطًا إضافية على ليبيا كدولة.. ويتطلب تعاون دولي للتعامل مع هذه المشكلة.. كل هذه التحديات وأكثر تحول دون وجود أي استقرار.
عليه.. نحن على يقين انه لو كانت هناك رغبة فعلية وحقيقية محليا ودوليا لتحقيق الاستقرار في ليبيا..
فان هذا الامر يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية.. وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية.. وضرورة وجود تنوع في مصادر الدخل.. وتخفيض مستوى الانفاق العام من الميزانية التسييرية لكل قطاعات الدولة.. كما نشدّد على وجوب امتداد الدعم والمشاركة الدولية في ليبيا إلى ما هو أبعد من الدبلوماسية.. إذ يجب ان تتضمن تقديم الدعم التنموي المستهدف.. ليس في شكل مساعدات مالية.. بل بصفة استثمارات في القدرات المؤسسية الليبية والمجتمع المدني.
كما يجب تعزيز الأمن والتأكيد على ان تكون المؤسسات الأمنيةقوية.. وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي ايضا لتحقيق الاستقرار المنشود..
هذا يتطلب تنفيذ إصلاحات سياسية شاملة.. تتمثل في صنع القرار الوطني المشترك.. حيث ينبغي أن تشارك جميع الأطراف السياسية.. في وضع السياسات واتخاذ القرارات المهمة.. التي تؤثر على مستقبل البلاد..
اما بخصوص الهجرة غير الشرعية..فان مساندة ودعم ليبيا للوقوف على قدميها.. وفهم الدور المحوري الذي تلعبه في سيناريو الهجرة غير الشرعية.. أمر ضروري..لأنه سيساعد في إيقاف هذه الازمة إلى الأبد.. فحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد سينهي الظاهرة..
ويجب وضع واعتماد دستور لليبيا يُستفتَى عليه الشعب.. بحيث يحظَى بالتوافق.. ويضمن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.. ويوفر نظامًا قانونيًا فعالًا وعادلاً.
ولاستقرار ليبيا حقا.. يجب ان نصل الى انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشفافة.. لتعزيز المشروعية الديمقراطية.. وتحقيق التمثيل الشامل للشعب الليبي..كما ينبغي أن تتمتع الهيئات الانتخابية.. بالاستقلالية والشفافية والكفاءة.
كل ما ذكرته أعلاه.. من تحديات وإصلاحات.. ملخص لمشروع نشتغل عليه منذ فترة.. بحيث يمكن تنفيذه.. لتحقيق الاستقرار في ليبيا.. والتي ينبغي ان تتم بالتعاون والتوافق بين جميع الأطراف المعنية في ليبيا..كما سيكون للمجتمع الدولي دورًا مهمًا وفاعلا في دعم هذه العملية.
ان الشعب الليبي يضع آماله عليكم وفيكم.. باعتباركم نخب سياسية محليةودولية.. لها كيان وتواجد فعّال ومؤثِّر على مختلف الاصعدة.
رجاءاً.. لا تخذلوهم..وتعاونوا في تقديم كل الطرق والأدوات والآليات التي تساعد في تحقيق آمال وتطلعات وامنيات الشعب الليبي.. بحيث تكون مبنية على نزاهة وأصالة الشعب الليبي الكريم..
وتذكروا بأن الله ومن ثم التاريخ سوف ينصفكم ولو بعد حين..
وستبقى مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار..
تحياتي وتقديري للجميع
د. اكرم الفكحال
مرشح الانتخابات الرئاسية الليبية
رئيس حزب النِداء