الأحد. نوفمبر 24th, 2024

فاتن جباري قسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية

تقديم : تعد القاعدة 8200 العسكرية لو الوحدة “أوريم ” من أهم المنشآت للتجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهي مقر عمل الوحدة التي تعد أبرز وحدات المخابرات العسكرية الإسرائيلية والمعروفة اختصارا باسم “أمان”، وموقعها في مدينة هرتسيليا شمال تل ابيب وتتمركز القاعدة جنوب فلسطينغرب  صحراء النقب  وهي التي تزود دوائر القرار الصهيونية  بمعظم المعلومات الامنية منها .

 لعب موقعها في منطقة تماس بين قارتي آسيا وأفريقيا- دورا في إمكانية رصد اتصالات وإشارات على نطاق واسع، وهذه القاعدة لم يتم الإعلان عنها إلا عام 2010 عندما سُربت معلومات عنها عبر وسائل إعلام غربية حيث ضلت نشاطاتها طي الكتمان ، ولا تزال تحافظ على الكتمان لدرجة عدم معرفة من يديرها بالضبط  ثم روجت اسرائيل بأنهامركز التجسس الإسرائيلي على العالم.

أُنشئت القاعدة بتعاون أميركي وبريطاني وكندي وأسترالي ونيوزيلندي، لاعتراض المكالمات والتجسس عليها في جميع أنحاء العالم، وتضم 30 هوائيا بأحجام مختلفة، بالإضافة لصف كامل من الأطباق الفضائية والرادارات والأبراج وتخضع لحماية أمنية مشددة، تتمثل بأسوار عالية وبوابات إلكترونية وأسلاك كهربائية وكلاب بوليسية.

اما عن المهام والقدرات فقد تم إنشاء القاعدة لرصد الأقمار الصناعية، وتوسعت لتشمل الاتصالات البحرية، ثم استهدفت الأقمار الصناعية الإقليمية. تُرسَل المعلومات التي تجمعها القاعدة إلى “الوحدة 8200″، وهناك يتم تحليلها وترجمتها ونقلها إلى الجهاز الاستخبارات الإسرائيلي  وباقي وحدات الجيش الإسرائيلي.

يمتد نطاق عملها إلى مناطق جغرافية واسعة تصل إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا، ونتيجة لهذا التوسع الجغرافي وكمية المعلومات الواردة لهذه القاعدة أصبحت مساوية في القدرات لعدد من أكبر قواعد التجسس في العالم.

و تتمثل مهام قاعدة “امان” فيما يلي:

  • اعتراض المكالمات الهاتفية والاتصالات البحرية.
  • مراقبة الحواسيب الشخصية والتنصت عليها.
  • رصد الأقمار الصناعية والتشويش عليها.
  • اعتراض الإشارات بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى رسائل البريد الإلكتروني.

أولا ،كيف استخدمت إسرائيل القاعدة 8200 لصناعة الوهم ؟

تعمد القاعدة امان الى عدم الاعتراف بأي قانون او نظام عمل ما في اتباع أساليب التجسس و اعتراض الاتصالات و المكالمات و اختراق الحسابات الإلكترونية وذلك في اطار حماية منظومة ما يسمى بالأمن السيبرني الإسرائيلي سبيلها في ذلك البرامج الضارة والفيروسات وتغيير البيانات الموجودة .

لقد روجت الى معلومات لم يثبت ابدا مدى جدية وقوعها بالفعل ن معلومات مفادها ان القاعدة استطاعت التسلل الى المفاعلات النووية الإيرانية بإطلاق فيروس “ستوكسنت”، وهو من الفيروسات الإلكترونية الأكثر شهرة ويرتبط بتخريب البنية التحتية.وهذا البرنامج من النوع المعروف بـ”دودة الحاسوب”، وهي برامج قائمة بذاتها لا تعتمد على غيرها صنعت بهدف تدمير وسرقة بيانات مستخدمي شبكة الإنترنت أو إلحاق الضرر بهموتتميز هذه البرامج بسرعة الانتشار وصعوبة التخلص منها، بسبب قدرتها على التلون والتناسخ والمراوغة. وبينما تروج اسرائيل لهذه الإنجازات الزائفة نفت الادارة الإيرانية ما اذا كان ذلك قد حصل فعلا باعتبار وان برنامج المفاعل النووي الإيراني قائم على برمجية قوية جدا خاضعة الى السرية التامة و غير القابلة للاختراق او للقرصنة المعلوماتية  اوالى أي برنامج تجسس عالمي اخر

ثانيا ،إخفاق بوجه “طوفان الأقصى

على الرغم من قدرة القاعدة و”نجاحاتها المتعددة”، فإنها أخفقت في معرفة تفاصيل وتجهيزات كتائب فصائل المقاومة الفلسطينية لعملية  طوفان الاقصى  التي فاجأت الاحتلال الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر 2023،  في مشهد مدو يبث الى العالم حول اختراق فصائل المقاومة المسلحين لهذه القاعدة السرية الدولية ، وقتلوا من فيها، وأخذوا منها ملفات استخباراتية وأجهزة غاية في الحساسية.

المثير في الأمر وان فصائل المقاومة قد تمكنوا من معرفة كيفية العثور على هذه القاعدة السرية من بين عدة قواعد بجوارها، ثم تمكنوا من التنقل والوصول بالضبط إلى البوابة الخلفية للقاعدة والتي كانت فارغة، ونجحوا بالانسحاب من الموقع بعد انتهاء مهمتهم فيه وإجهازهم على عدد من قوات الاحتلال. عملية طوفان الأقصى كشفت الوهم الزائف لما كانت تسميها اسرائيل  إمبراطورية التجسس الوهمي العالمي الذي ادعته لعقود مضت وبثت من خلاله ادعاءات باطلة وسربت معلومات زائفة كلعبة لفرض القوة التي لا تمتلكها اصلا في مجالات تكنولوجيا الحاسوب والرقمنة المعلوماتية وبرامج الذكاء الاصطناعي .

By Zouhour Mechergui

Journaliste