الأثنين. نوفمبر 25th, 2024

القاهرة-مصر-11-10-2023

بعد قرابة أسبوع من الحدث الكبير في فلسطين المحتلة، ومن الابادة الجماعية لأهالي غزة بأعتى الصواريخ والطائرات الأمريكية التي استخدمها كيان الاحتلال، يبدو أن النظام الرسمي العربي قد وجد نفسه في موقف مخزٍ أمام شعوبه فعمد باستحياء وبخطوات متثاقلة إلى الدعوة إلى عقد اجتماع لوزراء الخارجية رفعا للعتب، وليس في جعبة دولهم سوى بيان هزيل لا يراعي الدماء الفلسطينية بقدر مراعاته الموقف الأمريكي!
وبمناسبة الحديث عن العجز المزمن للجامعة العربية، نتذكر ما كتبه الصحفي الكبير، الراحل طلال سلمان بتاريخ 4-11-2020، تحت عنوان: “إسرائيل” لن تصبح فلسطين.. والشعوب ستحاسب:
صارت جامعة الدول العربية مجرد دائرة تصديق الانحرافات والتيه، ولم يعد لها دور ولا لأهلها بقيادة أحمد أبو الغيط أية وظيفة أو مهمة تتصل بنضال الأمة وسعيها لتحقيق أهدافها في التحرر والاستقلال والوحدة. الأمين العام كبير الموظفين، مرتبه أدسم وتعويضاته مجزية، أما العمل فيختصر بكلمتين: استقبل وودع.. بل إن مهمته الرسمية تتحول في حالات عديدة، إلى دائرة التصديق على اتفاقات العار والتنازلات الكارثية والركض إلى الصلح مع العدو الاسرائيلي، وبشروطه، استرضاءً للإمبراطور الأمريكي المهيمن، كائنا ما كان اسمه، ترامب أو كيندي أو جونسون أو بوش الأب أو حتى بوش الابن.. فكل منهم قد نال التنازل من الرئيس أو الملك أو الشيخ أو الأمير العربي، نصراً مذهباً، وتم تقديمه مجانا للعدو الاسرائيلي.
المهم أن “إسرائيل” لم تعد رسميا دولة معادية لمائتي مليون عربي ينتشرون على الأرض بين مضيق جبل طارق (حيث قفز العرب بقيادة طارق بن زياد لإنشاء عاصمة عربية إضافية في الأندلس تتابع ما باشرت به الشام وتابعته بغداد وأكملته القاهرة الفاطمية وتوجهات صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين وتحرير القدس تمهيداً لخروج الصليبيين من أرض العرب) وبين الخليج العربي.

لكن أطفال العرب، واليافعين، والشباب والكهول والعجائز، بطبيعة الحال، يستذكرون، بالتأكيد شهداءهم الذين قضوا في نصرة فلسطين أو في المحاولات التي بذلها جنود مصر وسوريا ومجاهدو فلسطين قبل عبد القادر الحسيني وبعده وعلى امتداد السنين من ثورة 1936، إلى حرب 1948 التي وقف العالم (الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة فضلاً عن بريطانيا وفرنسا) إلى جانب إسرائيل، ولم يجد المقاتلون العرب من مصر وسوريا ولبنان، والأردن إلى حد ما، من يساندهم ويدعم نضالهم للصمود في أرضهم المحتلة، فلسطين، ومن حولها مصر ولبنان وسوريا والأردن وأهالي المناطق التي لم تحتلها قوات العدو الاسرائيلي في البداية، وإن هي احتلتها في ما بعد.

سنتجاوز معاهدة الصلح التي عقدها انور السادات، وقبلها ذهابه بعد حرب تشرين/أكتوبر 1973 إلى الأرض المحتلة في فلسطين ووقوفه أمام الكنيست وخطب ودّ قيادات الكيان الاسرائيلي التي أوحت وكأن عهد الصراع العربي الاسرائيلي قد انتهى وانفتحت الآفاق أمام” السلام الاسرائيلي” وعلى العرب السلام.

لن ينسى العرب عموما فلسطين، ولن يتخلوا عن أرضها المقدسة، ولسوف يبقى كل مجاهد عربي مع الدعوة إلى تحرير فلسطين لكي يستطيع أطفالنا وأجيالنا الآتية أن يقولوا: لقد هزمنا المحتل برغم قوى الدعم الدولي الهائل وعادت فلسطين عربية وعاد أهلها إليها ولو بعد حين

By Zouhour Mechergui

Journaliste