04-10-2023
إعداد قسم البحوث والدراسات العسكرية الإستراتجية
تقدم كبير وإختراعات لا يتوقعها العالم مما كان خيالا ليصبح حقيقة، إنه السلاح الروسي أو كما يحلو للروس تسميته “يوم القيامة”، والغرب والأمريكان يسمونه السلاح “الشيطان”، والاسمان لصاروخ واحد هو “سارمات” الخارق الذي وصفته بأقوى صاروخ نووي بعيد المدى في العالم.
وبحسب التقارير العسكرية فصاروخ “سارمات” ليس وحيدا، فهو أحد أفراد عائلة الرعب أو أحد عائلة “الشيطان” التي تضم أيضا صواريخ مثل “كينغال” و”تسيركون” و”أفانغارد” التي تلوح بها روسيا في وجه الغرب وأعدائها في معظم المناسبات، بخاصة منذ بدء حربها في أوكرانيا.
وقد أعلن وزير الدفاع الروسي شويغو إن الوزارة بدأت إنتاج صواريخ “تسيركون” الفرط صوتية (Hybersonice) بكميات ضخمة، وإنها وقعت في منتدى الجيش 2022 أيضا عقودا بقيمة نصف تريليون روبل تقريبا، وستواصل أيضا إنتاج صواريخ “كينغال” وهذا ما زاد في رعب ومخاوف الغرب والأمريكان.
وبحسب المحليلين والمختصين العسكريين فإن صواريخ روسيا المرعبة هي أحد الأسباب التي تمنع الغرب من استفزاز الدب الروسي الذي من الممكن أن يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة لا أحد مستعدا لها أو لتحمل تكاليفها، وخاصة وأن الغرب والأمريكان منذ عقدين من الزمن قد إتادوا إشعال فتيل الحرب ولا يدفعون الثمن بل ويجبرون الدولا بعينه على دفع التكلفة ولكن في الحرب الأكرانية الوضع قد تغيّر والمعادلة لم تعد كما كانت.
وقد أحدث صاروخ كينغال الروسي الفرط صوتي بعد الكشف عنه فعليا عام 2018 صدمة كبيرة لدى الغرب والأمريكان مما دفع المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إلى التحرك لمعرفة تفاصيله ومميزاته وما تخبئه روسيا من أسلحة متقدمة، وقد تكون وجدت في الحرب الأوكرانية فرصة مناسبة لذلك.
من هم أفراد عائلة صواريخ “الشيطان”؟
إبن الشيطان الأول: الصاروخ “سارمات” (Sarmat)
هو صاروخ نووي روسي باليستي عابر للقارات، تقول موسكو إنه يبلغ من القوة أنه يمكن أن يمحو معظم المملكة المتحدة أو فرنسا، وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 21 يونيو2022 بأنه سيدخل الخدمة نهاية العام الجاري.
حصل صاروخ “سارمات” (Sarmat) الروسي على تفويض السلطة العسكرية عام 2011، وصُنّف ضمن أسلحة قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية، وأصبح بديلا عن صاروخ “فويفودا” أو “ساتانا” الشيطان.
“سارمات” من طراز “آر إس 28″، وقد حلّ محل الصاروخ “آر إس 36 إم” الذي يعود لحقبة السبعينيات من القرن الماضي، والذي يطلق عليه حلف شمال الأطلسي “صاروخ الشيطان”.
يزن الصاروخ نحو 100 طن، وله قدرة على حمل حمولة نووية تقدر بـ10 أطنان، وبهذه الحمولة يمكن أن يسبب انفجارا أقوى ألفي مرة من القنبلة النووية التي ألقيت على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عام 1945.
يعمل “سارمات2” -الذي أطلق عليه الروس أيضا اسم “ملك الصواريخ” و”يوم القيامة”- بالوقود السائل، وينطلق من المنصات المخبأة تحت الأرض، ويسمح مخزون الطاقة للصاروخ بالتحليق عبر القطبين الشمالي والجنوبي.
كما أن للصاروخ تكنولوجيا جديدة من نوعها تختلف عن أي نظام دفاع صاروخي، ومن مميزات “سارمات” أنه خفيف الوزن نسبيا، ويصل مدى تحليقه إلى أكثر من 11 ألف كيلومتر.
ومن الممكن تزويد صاروخ “سارمات” بما بين 7 و10 رؤوس نووية، ذات توجيه مستقل، وقادرة على المناورة في الجو، وتطير بسرعات دون سرعة الصوت وفوقها.
ويتميز “الشيطان 2” بقدرته على تغيير الارتفاع والاتجاه والسرعة، ولديه مستوى عال من الحماية النشطة في شكل أنظمة مضادة للصواريخ والدفاع الجوي، ومستوى عال من التحصينات الأمنية.
ويقول المسؤولون العسكريون الروس إن “سارمات” يعمل بالوقود السائل، ولا يمكن اعتراضه بأنظمة الدفاع الجوي الحالية، وتم تنفيذ أول إطلاق تجريبي للصاروخ من قاعدة بليسيتسك الفضائية في منطقة أرخانغيلسك في 20 أبريل 2022.
إبن الشيطان الثاني: الصاروخ “كينغال” (Kinzhal)
أعلنت روسيا أنها استخدمت صواريخ “كينغال” (Kinzhal) -واسمه يعني “الخنجر” باللغة الروسية- الأسرع من الصوت أول مرة في حربها على أوكرانيا وفي 3 مرات.
وأشار وزير الدفاع الروسي إلى أن صواريخ كينغال تمتلك خصائص لا يتحلى بها أي صاروخ من هذا النوع في العالم من حيث السرعة، والتوجه لضرب الهدف مع تغيير مساره على المستويين العمودي والأفقي، موضحا أن هذا الصاروخ لا يمكن اعتراضه، وتقوم موسكو باستخدامه لضرب الأهداف المهمة جدا.
ومن الممكن تزويد كينغال برأس حربي تقليدي أو نووي، مثل مادة “تي إن تي” (TNT) المتفجرة، ويبلغ وزن رأسه الحربي نحو 500 كيلوغرام، وهو مصمم ليطلق من على متن طائرات مقاتلة مثل “ميغ 31″، و”توبوليف 22″، ويمكن إطلاقه أيضا من السفن والغواصات.
وصواريخ “كينغال” مخصصة لتدمير السفن الحربية الكبيرة وحاملات الطائرات، وتستطيع تدميرها بالكامل أو جزئيا.
وللصاروخ قدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة متناهية تشبه دقة القنص، وانحرافه لا يتجاوز مترا واحدا، وفق المصادر الروسية. وتنطلق صواريخ “كينغال” بسرعة تبلغ نحو 5 آلاف كيلومتر في الساعة، أي ما يعادل أكثر من 4 أضعاف سرعة الصوت.
ويمكن لسرعة الصاروخ أن تبلغ نحو 12 ضعفا لسرعة الصوت، أي 14 ألفا و800 كيلومتر/ساعة، بمدى يصل إلى 3 آلاف كيلومتر، كما يستطيع القيام بمناورات في كل مرحلة من مراحل طيرانه، وسرعته العالية تجعله أكثر قدرة على اختراق الأهداف المدرعة بشدة.
يتبع الصاروخ مسارا متعرجا، يسمح له باختراق الشبكات المتخصصة لاصطياد الصواريخ، فضلا عن قدرته على تغيير اتجاهه في أثناء الطيران، والقيام بمناورات تمكنه من تجنب دفاعات صواريخ العدو، ولديه القدرة على تدمير الأهداف على بعد ألفي كيلومتر، وهو على ارتفاع منخفض يجعل سرعة رصده من أنظمة الدفاع الصاروخي أصعب، وإلى أن يحين اكتشافه يكون قد اقترب من هدفه بالفعل.
إبن الشيطان الثالث: الصاروخ “تسيركون” الذي لا يقهر Tsirkon
أعلن الجيش الروسي في نهاية مارس/آذار الماضي أنه نفذ بنجاح تجربة جديدة لصاروخ فرط صوتي ضمن أسلحة وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها “لا تقهر”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أطلقت صاروخ كروز من طراز “تسيركون” (Tsirkon أو Zircon) من بحر بارنتس وأصاب هدفا في البحر الأبيض، بمسافة تصل إلى ألف كيلومتر.
ويمكن للأسلحة الأسرع من الصوت أو الفرط صوتية، ومن ضمنها تسيركون، أن تتحرك بسرعة تصل إلى 9 أمثال سرعة الصوت، وسبق أن أجرت روسيا تجارب لإطلاق صواريخ تسيركون من السفن الحربية والغواصات في العام الماضي.
فقد أطلق أول صاروخ تسيركون في أكتوبر 2020، وأشاد الرئيس فلاديمير بوتين حينذاك بـ”الحدث الكبير”، وأجريت بعد ذلك تجارب أخرى ولا سيما انطلاقا من فرقاطة الأدميرال غورشكوف ومن غواصة تحت سطح المياه.
كما قال بوتين في كلمة ألقاها في سان بطرسبورغ في شهر جويلية 2022 ، بمناسبة يوم الأسطول الحربي الروسي، إن صواريخ “تسيركون” ستنضم للأسطول البحري الروسي في غضون أشهر قليلة، وستستند مناطق نشرها إلى المصالح الروسية، من دون أن يحددها.