الأثنين. نوفمبر 25th, 2024

واغادوغو-بوركينا-19-8-2021


ارتفع عدد الأطفال الذين جندتهم الجماعات الإرهابية، في بوركينا فاسو إلى خمسة أضعاف خلال عام 2021، وفقًا لتقرير اطلعت عليه وكالة”أسوشييتد برس” من قبل خبراء المساعدات الدولية والصراع.

وقال إدريسا ساكو، مساعد المدعي العام في بوركينا فاسو، إن 14 صبيًا على الأقل محتجزون في العاصمة واغادوغو، بسبب ارتباطهم بجماعات مسلحة.

وأصبحت آثار النزاع على الأطفال -بما في ذلك إشراكهم في الحرب كجنود، وأيضًا الهجمات على المدارس والأطفال أنفسهم- مقلقة للغاية إلى درجة أنه تمت إضافة بوركينا فاسو هذا العام إلى تقرير الأمم المتحدة السنوي حول الأطفال والنزاع المسلح.

وتقول جماعات الإغاثة إنها ترى المزيد من الأطفال مع المقاتلين “الجهاديين” عند نقاط التفتيش على جانبي الطريق في منطقة قاحلة تمر عبر بوركينا فاسو لكنها تمتد مباشرة عبر القارة الإفريقية جنوب الصحراء.

وبينما يكافح جيش بوركينا فاسو غير المجهز لوقف العنف الذي أودى بحياة الآلاف وشرد 1.3 مليون شخص منذ بدء الهجمات الإرهابية، يقول خبراء في تجنيد الأطفال إن الفقر يدفع ببعض الأطفال نحو الجماعات المسلحة.

وقالت ساكو، التي تعمل مع النائب العام، إن بعض الأطفال يريدون المال للإلتحاق بالمدارس، ولكنهم ينضمون إلى تلك الجماعات لأنهم يتلقون وعودًا بتقاضي ما يعادل 18 دولارًا إذا قتلوا شخصًا ما، بينما وعد أطفال آخرون بتلقي هدايا مثل الدراجات البخارية.

وفي هذا السياق، قالت رئيسة عمليات المرأة من أجل كرامة الساحل، ميمونة با، إن هناك مزيدًا من العمليات الأمنية والإنتهاكات العسكرية من قبل السلطة، ومن ثم يصعب على الطفل أن يستيقظ صباحًا ليرى أباه وقد قتل أمام عينيه، مضيفة أنه عندما يتقدم الأطفال في السن يصبحون حانقين…

وفي يونيو 2021، ذكرت الأمم المتحدة وحكومة بوركينا فاسو أن المذبحة التي وقعت في شمال شرقي البلاد، وقُتل فيها أكثر من 130 نفذها في الأغلب أطفال بين سن 12 و14 عامًا. وأغار مسلحون على قرية سولهان وفتحوا النار على السكان وأحرقوا المنازل.

واعتمدت التنظيمات الإرهابية آليات محددة لتنفيذ “استراتيجية تجنيد الأطفال” تتمكن بموجبها من منح الأطفال السلطة والقوة والحماية والمال والإمكانات التي يفتقدونها في كنف مجتمعاتهم، بعدما تنجح في تنشئتهم على الفكر التكفيري، يتمثل أولها في إخضاع الطفل لنظام تعليمي ديني يتبنى بموجبه الفكر “الجهادي” التكفيري ويحدد من خلاله ما يتمتع به من مهارات يمكن للجماعة توظيفها، فمنهم من يتميز بالقدرة على الخطابة والتأثير في الآخرين، ومنهم من يتميز بدقة الملاحظة فيصبح جاسوسًا أو أحد حراس الحدود، ومنهم من يتميز بالثبات الإنفعالي وانعدام العاطفة ويتم توظيفه في عمليات الجلد والإعدام، أما من لا يتمتع بأي من المهارات ويرفض الإنصياع للتعليمات فإما يتعرض للقتل أو التعذيب أو يتم الزج به في العمليات الإنتحارية.

By Zouhour Mechergui

Journaliste