تونس-13-8-2021
القرارات التصحيحية الأخيرة لمسار الدولة التونسية التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد، فتحت الباب لهجمات سياسية وإعلامية شديدة الحماس والعدوانية من الدوائر التي تدعي الدفاع عن الديمقراطية، وأي ديمقراطية.؟ تلك الإخوانية المغلّفة؟
تلك القرارات لاقت غضبا إخوانيا غير موصوف،بعد أن سحب الرئيس سعيد كل البساط التي كانوا يعملون تحتها، ويتظللون تحت مسمى الحصانة.
القرارات التي اتخذها الرئيس بحسب الفصل 80 من الدستور التونسي، كانت بمثابة الخطوات الاستثنائية بكل المقاييس والحرجة بالنسبة لجماعة “الإخوان”، بعد أن خرج التونسيون وعبروا عن رفضهم لهذه المنظومة الحاكمة التي تحكم بالمحسوبية ودفعت إلى إفلاس البلاد ونهب ثرواتها.
الشعب الذي عبّر سلميا عن رفضه الأوضاع القائمة التي أدّت إلى أزمة سياسية خانقة وحرجة نتيجة التردد وضعف القدرة على الحكم واتخاذ القرارات المهمة والصعبة، خصوصاً فيما يتعرّض بإدارة الأزمة الصحية .
كان مكشوفا أن النظام السياسي التونسي بشكله الحالي لم يستطع أن يحقّق مطالب الشعب التي خرج من أجلها في ثورته في مطلع العقد الماضي، الحالة هذه جعلت تونس تعيش أزمات اقتصادية عجزت الحكومات المتعاقبة عن فضّها نتيجة النفوذ المهيمن لحركة النهضة الاخوانية .
انتفض الشعب ضد أي تمّرد كان سيحمل الدولة إلى مزيد الهلاك وكان الردّ القاسي من قبل الرئيس الذي اصطف إلى جانبه شعبه برغم صعوبة القرارات.. وقف صفا واحدا مع أبناء شعبه الذين انتخبوه ودفع بمساعيهم.
“الإخوان” المتأسلمون هبّوا في بداية المعركة ضد القرارات، ولكن مع احتداد الصراع أبدت الجماعة التنصّل من مسؤولية المآسي التي عاشها الشعب منذ2011، حتى أن راشد الخريجي الغنوشي، أبدى التراجع عن موقفه من الرئيس قيس سعيد، معلناً دعم الحركة للرئيس التونسي.
وأفاد في تصريحات إعلامية بأن الحركة “ستدعم الرئيس قيس سعيد ونعمل على إنجاحه بما يقتضي ذلك من استعداد للتضحيات من أجل الحفاظ على استقرار البلاد واستمرار الديمقراطية”.
وتابع “ننتظر خارطة الطريق للرئيس ولا حل إلا بحوار تحت إشرافه”.
وأردف “تلقينا رسالة شعبنا وحركة النهضة منفتحة على المراجعة الجذرية لسياساتها”.
وتعيش حركة النهضة أزمة داخلية كبيرة ، وذلك بسبب التباين في المواقف بين من يدعو إلى القبول بقرارات سعيد والتعامل معها ومن يطالب باعتبارها انقلابا، وذلك على وقع انشقاق داخل الحركة نفسها قد يقود إلى تفككها، بحسب مراقبين.
ويرجع مراقبون هذا التراجع من الغنوشي إلى التخبط فى الموقف المناسب الذي تريد اتخاذه الحركة، والنهاية لن يكون لها موقف واضح، وتحاول أن تكسب الوقت لإعادة ترتيب بيتها من الداخل، وتعاطف بعض الجهات لكى تعود إلى الساحة السياسية.
ويرى هؤلاء أن حركة النهضة الإخوانية تعتمد منذ سنوات سياسات لم تعد تنطلي على الشعب التونسي، ولفتوا إلى أن هناك من أعضاء الحركة من يصرح بالذهاب إلى الشارع وآخر بالحوارات السياسية والاجتماعية.
برغم صناّع الفتن وكل الدعوات إلى نشر الفوضى يواصل الرئيس سعيّد حملته ضد الفساد والمستكرشين والمتاجرين بقوت التونسيين.
وكان الرئيس التونسي، قيس سعيد، قد قال، إنه ليس من دعاة “الانقلابات”، ولكنه يدعو إلى تطبيق القانون على الجميع على قدم المساواة.
وذكر سعيد في تصريحات نشرتها الرئاسة التونسية أن “دواليب الدولة” تسير بصورة طبيعية حتى لو كانت تونس تعيش ظروفا استثنائية.