الثلاثاء. نوفمبر 19th, 2024

تسلط وثيقة “صحوة الجنوب العالمي” الضوء على المسارات التاريخية والمعاصرة التي سلكتها دول الجنوب في سعيها نحو الاستقلال وتحقيق نظام عالمي متعدد الأقطاب. تستعرض الوثيقة تطلعات هذه الدول لتعزيز سيادتها الاقتصادية والسياسية في مواجهة الهيمنة الغربية، مشيرة إلى أمثلة متنوعة من مختلف أنحاء العالم.

تبدأ الوثيقة بمناقشة التحولات الجيوسياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة، مع بروز مجموعة بريكس كقوة اقتصادية وسياسية متنامية. هذا التحول يعكس سعي دول الجنوب لإعادة تشكيل النظام العالمي ليصبح أكثر توازنًا، بعيدًا عن الأحادية القطبية التي هيمنت لفترة طويلة.

تتطرق الوثيقة أيضًا إلى تجارب ملموسة لدول الجنوب، مثل كينيا التي حولت شبكة السكك الحديدية من مشروع استعماري بريطاني إلى رمز للاستقلال والتعاون مع قوى عالمية مثل الصين في تطوير بنيتها التحتية. وتسلط الضوء على تأميم قناة السويس في مصر كنقطة مفصلية في مسيرة التحرر الاقتصادي والسياسي.

تشمل الوثيقة أمثلة من أمريكا اللاتينية، حيث تعرض تجربة بوليفيا في منطقة بوتوسي، التي كانت رمزًا للاستغلال الاستعماري لموارد الفضة. وتبرز الجهود الراهنة لاستعادة استقلالها الاقتصادي وتعزيز سيادتها. كما تركز على رحلة رواندا من الإبادة الجماعية عام 1994 إلى مرحلة إعادة الإعمار والتنمية، مسلطة الضوء على السياسات التي اتبعتها لتحقيق الوحدة الوطنية.

من ناحية أخرى، تؤكد الوثيقة على أهمية التضامن بين دول الجنوب من خلال استذكار إرث مؤتمر باندونغ عام 1955، الذي كان بمثابة نقطة تحول في تعزيز التعاون المناهض للاستعمار. تستمر هذه الروح اليوم في مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وتعكس الوثيقة أمثلة من العالم العربي مثل العراق، الذي واجه استغلالًا استعماريًا لثرواته النفطية قبل أن ينجح في تأميم موارده، ولعب دورًا رئيسيًا في تأسيس منظمة أوبك لتحقيق استقلاله الاقتصادي. كذلك تشير إلى مقاومة هندوراس للنفوذ الأجنبي، خصوصًا في صناعة الموز، وسعيها لاستعادة سيادتها.

أخيرًا، تستعرض الوثيقة الرحلة الثقافية والتاريخية للشتات الأفريقي، مشددة على الروابط التي تربط أفريقيا بمجتمعاتها في الشتات عبر الأطلسي، مما يعزز الفهم المتبادل والتعاون المستمر.

By Ciessm

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *