الأثنين. ديسمبر 23rd, 2024

قال تقرير موقع “ريسبونسبل ستيتكرافت” أن برامج التدريب الأميركية في أفريقيا أثبتت نتائج عكسية، وأن الوقت حان لإغلاق التعاون والمساعدة الأمنية الأميركية للدول الأفريقية.

التقرير افاد أنه على مدى أكثر من 25 عاماً، أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات قدمت خلالها أسلحة وتدريباً للجيوش الأفريقية، وأنشأت قيادة عسكرية أميركية إقليمية منفصلة لأفريقيا  وقدمت الدعم الاستخباراتي والعسكري لعمليات مكافحة الإرهاب، وأنشأت قواعد عسكرية عاملة أو نشرت قوات في غرب أفريقيا بما في ذلك مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا”.

وأشار الموقع إلى أن “الهدف الظاهري من كل هذه الجهود العسكرية هو تعزيز قدرة الجيوش الأفريقية على منع الإرهاب وهزيمته، وثانياً بناء أو تعزيز الحكم الديمقراطي”.

وقال إنه “بالإضافة إلى زيادة عدد الإرهابيين والمنظمات الإرهابية، فقد استولت القوات العسكرية التي دربتها وسلحتها الولايات المتحدة على الحكومات. وقد بدأ هؤلاء القادة الجدد هذا العام في طرد الجيش الأميركي من بلدانهم، إلى جانب الجيش الفرنسي المنتشر هناك منذ سنوات”.

وأضاف “ريسبونسبل ستيتكرافت” أنه “في النيجر يغلق الجيش الأميركي قاعدة عملياته الجديدة التي تبلغ تكلفتها 110 مليون دولار والتي استخدمت الولايات المتحدة منها طائرات بدون طيار للتجسس على الجماعات الإرهابية في المنطقة ومهاجمتها”.

وتابع الموقع: “ما كان ينبغي أن يكون الجيش الأميركي في هذه البلدان أصلاً وإذا كان كذلك، فقط كجانب ثانوي من الجهود الأميركية للمساعدة في تعزيز الحكم واقتصادات هذه الدول الفقيرة.

وحتى في ذلك الحين، ليس من الواضح أن الولايات المتحدة لديها أي قدرة سواء على وقف الإرهابيين أو تدريب جيوش أخرى لوقف الإرهابيين أو تعزيز الحكم في بلد آخر بالتأكيد لا يمكننا فعل ذلك باستخدام القوة العسكرية ولكن القوة العسكرية كانت في قلب السياسة الأميركية في أفريقيا لأكثر من عقدين من الزمن”.

ولفت الموقع إلى أن “الولايات المتحدة أفرطت في عسكرة المشكلة الأمنية فهي لا تقوم بمهمة التدريب والتجهيز بشكل جيد  فالفعالية العسكرية متفاوتة في أحسن الأحوال وقد أثبتت البرامج الأميركية نتائج عكسية فيما يتعلق بكل من مكافحة الإرهاب والحكم الديمقراطي ولم يحن الوقت لإصلاح هذه السياسة، بل حان الوقت لإغلاق التعاون والمساعدة الأمنية الأميركية في أفريقيا”.

“إن تعريف الجيش للأمن في أفريقيا هو جزء رئيسي من المشكلة أسميه نهج “الأمن أولًا” إن محور وجهة نظر الجيش هو أنه لا يمكن أن يكون لديك حكومة فعالة ما لم تكن الحدود والداخلية للبلد “آمنة” ومن وجهة النظر هذه، لا يمكن أن تكون هناك حكومة مستجيبة قبل أن يكون هناك أمن عسكري. يجب أن تنتظر الديمقراطية والحكم الرشيد” وفق ما نشر الموقع.

لقد أثبتت تجربة غرب أفريقيا بشكل واضح، ان مبدأ “الأمن أولاً” يؤدي في الواقع إلى مزيد من انعدام الأمن فالجيوش في هذه البلدان تستهلك المزيد والمزيد من ميزانية الدول وتفقر اقتصاداتها، ومن خلال عملياتها تحفز التهديد ذاته الذي يقول الجيش إنه يحاول القضاء عليه الكثير من هؤلاء القادة العسكريين الذين تدربهم وتدعمهم الولايات المتحدة يستولون على السلطة السياسية، والنتيجة هي المزيد من القمع التعسفي ومن المؤكد أن يتبع ذلك المزيد من الإرهابيين وتراجع الديمقراطية”.

ويقول الموقع إنه “بناءً على الفشل الذريع لخطط الحوكمة والإصلاح الاقتصادي الأميركية في العراق وأفغانستان، لا يمكن الوثوق كثيراً بقدرة المؤسسات المدنية الأميركية على تحديد وتنفيذ مثل هذه الإصلاحات من الخارج والأكثر من ذلك، فإن الولايات المتحدة الآن على شفا أن تكون هي نفسها ديمقراطية فاشلة، وهي بالكاد تمثل نموذجاً يحتذى به لأي دولة أخرى”.

ويعتبر الموقع أن “الوقت قد حان لضبط النفس لإعادة هذه القوات العسكرية إلى الوطن ودفن برامج المساعدة الأميركية. فهي لا تعمل، ولا تحقق الأهداف المتوقعة وتهدر الأموال وتؤدي إلى نتائج عكسية”.

ويؤكد المقال أنه “لا يمكن أن يأتي الإصلاح الحقيقي إلا من الداخل وإذا ما تدخلت قوة خارجية، مثل فرنسا أو بريطانيا في الخلل الوظيفي في السياسة الأميركية وحاولت تغيير الأمور فإن هذا التدخل لن يكون مرحباً به”.

وختم الموقع بالقول:

وكما هو الحال مع الولايات المتحدة كذلك هو الحال مع أي بلد، فإن آفاق التغيير في أفريقيا تعتمد على وعي واستعداد السكان في هذه البلدان لامتلاك عمليات التغيير الخاصة بهم، والمطالبة بحكم مسؤول ومتجاوب ثم السعي للحصول على الدعم الخارجي الذي يحتاجونه لتحقيق ذلك.

By amine