أفريقيا-8-5-2024
برغم الدور الذي لعبته إيرن في دعم المقاومة الفلسطينية التي تخوض حربا ضد الصهاينة في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، إلاّ أنّ ذلك لا يخفي التخوف من تواصل تمددها في المنطقة ، سيما وأن توسعها عربيا وأفريقيا عبر الزمن كان ناعما على غرار العراق وسوريا ولبنان واليمن وقد دفع ذلك بخلق دول مُقسّمة وشعوب مشتتة بين ولاءات مختلفة وصراعات سياسية وخاصة إيديولوجية ومذهبية، وهو الخط الذي تسير نحوه طهران التي تلعب على خط المذهبية منذ عقود من الزمن .
وصدرت مؤخرا تحذيرات من التمدد الخفي الذي تقوم به إيران في القارة السمراء، تمدّد تُغذيه اتفاقيات يقال إنها جوفاء دون تنفيذ وعروض عمل وهمية تبيع عبرها الاوهام لشباب القارة التي تمزقها الحروب الأهلية والانقلابات السياسية والصراعات السياسية.
ومؤخرا بان بالواضح مساعي إيران لمنافسة جمهورية الصين الشعبية وروسيات الاتحادية في التمركز في أفريقيا، علما وأن بيكين وموسكو تتوسعان عبر مشاريع وخلق مواطن شغل و الاعمار والتكنولوجيا.
وحذّر المحلل السياسي السوري المختص في الشأن الإيراني، محمد علي النعيمي، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، من التمدد الإيراني في القارة السمراء، مؤكدا أنّ التمدد الناعم الذي بدأ بالمراكز الثقافية والتكنولوجيا في الشرق الأوسط أعطى طهران الضوء الأخضر لبسط سيطرتها على العراق ولبنان سوريا واليمن ودول أخرى تسعى جاهدة للتمركز فيها .
وأفاد بأنّ المشاريع التي تقودها إيران من الثقافية إلى الاغاثية تنتهي بالاستقطاب وتوظيف ذلك وفق الأولويات التي تراها مناسبة لإدارة هذه المنطقة ومن ثمّ الاستيلاء عليها.
ولفت إلى أنّ إيران تستغل ضعف مقومات الدولة في المكان الذي تريد التمدد فيه لتصبح الدولة الموازية التي تقود كافه قطاعات البلد من الاتصالات إلى المواصلات فضلا عن الجوانب الفكرية ووصولا إلى العسكرية وكذلك أيضا الهيمنة على الاقتصاد بشكل شبه كامل، كما حدث في لبنان والعراق.
ويعتقد محدثنا أنّ فكرة إنشاء المراكز الثقافية هي نهج استراتيجي تنتهجه بعض الدول بشكل ناعم للتمدد، منبّها من خطورة هذا التمشي.
ونبّه من الذهنية التي تتركز على البعد الديني والمذهبي وتستغل هشاشة مؤسسات الدولة وهو نهج انتهجه تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونجح في بلدان وأخرى تم إحباطه نتيجة الوعي الشعبي على غرار تونس ومصر.
وتطرق إلى استغلال هشاشة الوضع الاقتصادي لخلق بيئة عمل وهمية في تلك المراكز وغيرها من أجل جلب الشباب واستقطابه وتغيير فكره.
وأشار النعيمي إلى انّه منذ بداية تراجع النفوذ الغربي، في منطقة الساحل والصحراء وشمال إفريقيا، حضرت طهران في التحرك في اتجاه عدد من العواصم الإفريقية، خاصة نواكشوط وباماكو ونيامي ووكادوكو، مدعومة بتحالفاتها مع بعض الدول الوظيفية في المنطقة.
وتحقّق طهران اهتماما متزايدا بالتمركز في القارة الإفريقية من خلال مجموعة من الوسائل كباب الاتفاقيات التجارية والاقتصادية مع دول القارة.
وأكّد أنّ الحصار الذي فرضته أمريكا وحلفاؤها الغربيون على إيران من خلال الضغط على عدد من الدول بهدف صد كل المعاملات الاقتصادية والتجارية والاستثمار مع طهران دفع بهذا التمركز في أفريقيا.