اعداد: فاتن جباري قسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية 04-04-2024
تقديم
مواجهات دامية، عاشتها القوات الإيرانية في مواجهات شرسة خاضتها خلال التصدي لهجوم “جيش العدل أو جند الله”، جنوب شرق البلاد، فيما اشارت مصادر ايرانية الى مقتل واصابة نحو 30 عنصرا خلال تلك المواجهات.
وكان تنظيم “جيش العدل” البلوشي المعارض قد، أعلن في بيان مقتضب له “بدء عمليات متسلسلة في مدن تشابهار وراسك وسرباز، وطلب من المواطنين عدم مغادرة منازلهم”….
وعلى الصعيد ذاته تحدثت وسائل إعلام إيرانية، عن وجود نشاط عسكري إيراني قرب الخليج العربي…
فماهي خفايا الأذرع الإرهابية في تهديد المنطقة الأوراسية؟
من هو “تنظيم جيش العدل” أو بلوش باكستان
تنظيم “جيش العدل” هو منظمة مسلحة بلوشية معارضة للحكومة الإيرانية، تقول إنها تقاتل من أجل حقوق البلوش القومية والمذهبية في إيران في حين تدرجها الحكومة الإيرانية وحكومات غربية في قائمة التنظيمات الإرهابية.
ظهرت جماعة “جيش العدل” في العام 2012 وتتألف بشكل أساسي من أعضاء “جماعة جند الله” المسلحة، والتي تم إضعافها بعد أن اعتقلت إيران معظم أعضائها.
يبلغ عدد البلوش في إيران نحو 4 إلى 5 ملايين في محافظات شرقية وجنوب شرقية إيرانية، ويشكلون الأغلبية في محافظة سيستان وبلوشستان المجاورة لولاية بلوشستان – بباكستان، وتشهد هذه المحافظة اشتباكات دموية متكررة بين تنظيمات بلوشية والقوات العسكرية الإيرانية.
لماذا يشكل “جيش العدل” مصدر توتر بين إيران وباكستان؟
لطالما تبادلت إيران وباكستان المسلحة نوويا الشكوك بشأن الهجمات المسلحة.
وتزايدت الهجمات على قوات الأمن الإيرانية والباكستانية في السنوات الأخيرة،
حيث مرت باكستان وإيران بأجواء من التوتر الدبلوماسي والعسكري بعد أن تبادل كلا البلدين ضربات صاروخية باستخدام طائرات مسيّرة ضد أهداف محددة في القرى الحدودية.
وقد بدأت إيران باستهداف مواقع قالت إنها لجماعة جيش العدل “بلوش” في إقليم بلوشستان الباكستاني، حيث تقول طهران إن تلك الجماعة تتخذ من الأراضي الباكستانية مقرات لها لمهاجمة الأراضي الإيرانية.
في المقابل ردت باكستان بالمثل واستهدفت 7 مواقع في 3 قرى مختلفة قالت إنها لجيش تحرير بلوشستان وجبهة تحرير بلوشستان، وهي جماعات مسلحة تسعى لاستقلال أوسع لإقليم بلوشستان عن باكستان.
ويتبادل البلدان من حين لآخر الاتهامات بدعم التنظيمات المسلحة أو عدم القيام بالإجراءات المطلوبة لمنع أي هجمات تخرج من أراضي أحدهما ضد البلد الآخر، أو استخدام هذه الأراضي ملاذا آمنا لتلك التنظيمات.
من هي أبرز الجماعات البلوشية المناهضة لباكستان، والتي تقول إسلام آباد إنها تعمل ضدها من الأراضي الإيرانية:
جيش تحرير بلوشستان – الثروة
منظمة قومية عرقية مسلحة تتألف غالبيتها من أفراد قبيلتي “المري وبوغتي”، تقاتل ضد الحكومة الباكستانية من أجل استقلال إقليمي أكبر لإقليم بلوشستان الباكستاني، وصنفت عام 2006 على قوائم الإرهاب في باكستان وبريطانيا.
نفذت العديد من العمليات المسلحة واستخدمت العبوات الناسفة، وهجمات الأسلحة الخفيفة ضد المؤسسات والمنشآت التابعة للحكومة الباكستانية والعمال الأجانب في بلوشستان.
عرقلة الاستثمار الصيني
هاجم جيش تحرير بلوشستان العمال الصينيين الذين كانوا يعملون في المشاريع الحكومية والشركات الخاصة التي تعمل تحت حماية الحكومة، ورد الجيش الباكستاني على تلك العمليات بنشر حوالي 20 ألف جندي إضافي في بلوشستان لمواجهة الجماعات والتنظيمات المسلحة وحماية المؤسسات الحكومية والعمال الأجانب في الإقليم.
لما زادت الاتفاقيات بين باكستان والصين لتطوير ميناء جوادر الباكستاني في بلوشستان والمطل على بحر العرب من حدة الصراع، حيث يرى جيش تحرير بلوشستان أن تلك الاتفاقيات تثبت صحة “مظالمه” مع الحكومة الباكستانية، التي يدعي أنها تحتكر الموارد الطبيعية في بلوشستان، وتميز عرقيا بين المواطنين في الإقليم.
في سبتمبر 2023 وجه زعيم جيش تحرير بلوشستان رسالة في المقام الأول إلى القوى الدولية، وبشكل خاص إلى الصين، حيث دعا إلى الامتناع عن الشراكة مع باكستان في استغلال موارد بلوشستان واقترح أن تقيم هذه الدول علاقات مع البلوش فقط بعد انسحاب باكستان من الإتفاق.
جيش البلوش المتحد
منظمة عرقية بلوشية مسلحة تقاتل ضد الحكومة الباكستانية من أجل استقلال إقليم بلوشستان، تشكلت عام 2010 بعد انفصالها عن جيش تحرير بلوشستان، وتصنف في باكستان وسويسرا على قوائم الإرهاب. اعتقل زعيمها مهران مري الذي يحمل الجنسية البريطانية- في نوفمبر 2017، ومنع من دخول سويسرا مدى الحياة.
الجيش الجمهوري
اندمج الجيش الجمهوري البلوشي مع جيش البلوش المتحد منذ 2022، لتشكيل جيش بلوشستان الوطني، حيث أعلن عن حل كلا التنظيمين بعد تأسيس التنظيم الجديد، الذي ترأسه “جولزا إمام “واعتقلته القوات الباكستانية في 2023.
يعتبر جيش بلوشستان الوطني من أوائل المنظمات البلوشية التي وسعت دائرة هجماتها لتشمل هجمات خارج إقليم بلوشستان، حيث نفذ عملية تفجيرية بعاصمة إقليم البنجاب “لاهور”
خلاصة :
ترى إيران أن “جيش العدل” هو أداة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية تدعمها إعلاميا وسياسيا وأمنيا من أجل إسقاط الجمهورية الإسلامية في إيران فقد اتهم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، في اجتماع مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية- الولايات المتحدة الأمريكية بدعم جيش العدل، قائلا:
“النقطة المهمة في هذا الموضوع أن الدور الذي تلعبه وكالات الاستخبارات الأمريكية عبر المخابرات الباكستانية هو تنفيذ الهجمات الإرهابية على قوات الحرس الثوري الإيراني”
أصبح من الواضح أن السلطات الإيرانية تواجه مأزقا في التعامل مع الحركات المسلحة داخل إقليم بلوشستان، رغم توقيع اتفاقيات أمنية مع باكستان لتحجيم عمل هذه الحركات إلا أنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي من هذه الأهداف…