الأربعاء. ديسمبر 25th, 2024

القاهرة-29-3-2024

 تحدثت تقارير إعلامية عن طرح مسؤوليين مصريين لطلبات للولايات المتحدة الأمريكية أثناء المفاوضات الحاصلة بخصوص الحرب على غزة .

وتطرّقت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية  إلى  مساعي القاهرة  خلال الأشهر الأخيرة في الحصول على مساعدة لتوفير شرائح إضافية من التمويل والمعدات العسكرية الجديدة – مثل أنظمة الأمن والرادار – لتأمين الحدود مع غزة، استعدادا لعملية عسكرية إسرائيلية برية في رفح.

وذكر مسؤولون لمجلة “بوليتيكو”، أن “التمويل والمعدات الإضافية التي طلبتها مصر، ستساعد جيشها في التعامل مع “التدفق المحتمل لسكان غزة على حدودها”.

وجاءت هذه الطلبات في الوقت الذي يتداول فيه المسؤولون الأمريكيون مع نظرائهم في قطر ومصر وإسرائيل، لوضع خريطة طريق تؤدي في النهاية إلى وقف إطلاق النار، للسماح بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس في غزة.

ومع هذه الطلبات تتنبأُ أطراف كثيرة بإمكانية الهجوم على رفح التي تضم حوالي1.4 مليون نازح فلسطيني وما قد  ينتج عنه من مآسي إنسانية غير مسبوقة وإبادة حقيقية شبيهة بتلك التي تُرتكبُ في غزة منذ  النصف عام .

 فهل يمكن للاحتلال الغاضب صدّ القرارات الأمريكية “المتذبذبة” واقتحام رفح؟

علّق المحلل السياسي المصري عبد العزيز مطاوع، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، عن ما يروج بخصوص طلب القاهرة الدعم من الولايات المتّحدة الأمريكية، قائلا إنّ الهجوم على رفح من قبل الكيان لا يظلّ مستبعدا خاصة بعد الخسائر الكبرى التي تكبّدها جرّاء الحرب وإثر هذا الانهيار  الاقتصادي للكيان الذي لم يعد يبالي إلا  بملاحقة  “”حماس” وقتل  قياداتها.

 ولفت إلى أنّ الادّعاءات الأمريكية التي تقول إنها قد أثنت تل أبيب عن الهجوم لا يغني من جوع، “واشنطن لا ترفض الاجتياح إلا في بياناتها الرسمية وتصريحات مسؤوليها، وهي من أعطت الضوء الأخضر لارتكاب المجازر  بحقّ الغزاويين كما أحرقت  قبل العراقيين والسنوات الفارطة السوريين والليبيين واليمنيين تحت ديباجة ” مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وأفريقيا”.

وأشار محدثنا إلى أن التصريحات الأمريكية المعلنة مُجانبة للمواقف الرسمية الداعمة لإسرائيل في حربها ضد غزة، ” لو كان رفضها لقتل الأبرياء وتجويع الأطفال واغتصاب النساء حقيقيا لأوقفت نار الحرب  وهي قادرة  على الضغط على تل أبيب وحرمانها من العتاد والسلاح والمال وخاصة من الدعم المعنوي الذي ضاعف الحقد الصهيوني تجاه المنطقة ككل”.

 ولفت المحلل السياسي إلى استهداف إسرائيل اليوم لمنطقة حلب السورية، في تحدّ واضح واستفزاز لدمشق وحلفائها للرد عليها وبالتالي التعلّل بالدفاع عن النفس كما حدث في غزة لإشعال المنطقة وبث الفوضى والبلبلة، ” كل فوضى في المنطقة اليوم ستخدم إسرائيل فقط”.

وعن تخوفات القاهرة من إمكانية شن عملية عسكرية في رفح، أكّد أنه من الواقعي أن تخشى مصر  على أمنها الحدودي والقومي، وتتخوفُ من ذلك حيث ستدفع العملية مئات ألاف النازحين الفلسطينيين تجاه الأراضي المصرية في سيناء واختراق الحدود ما قد يؤدي إلى احتمالية ملاحقة جيش العدو هؤلاء وشن هجمات على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) وهو أمر ترفضه القاهرة بشكل قطعي منذ بداية النزاع.

وأفاد مطاوع بأن المتابع للوضع في  غزة  سيلاحظ تصعيدا إثر كل  زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، ” بالتالي لا يمكن أن نثق كثيرا في التصريحات ونطمئن لعدم اجتياح رفح، ومصر مستعدة لكل السيناريوهات، العدو أمام جيش مصر الذي تضاعفت قدراته عن حرب أكتوبر مئات المرات، أرجو أن يتذكّر  ذلك قبل التفكير بالاعتداء على ترابنا او الاقتراب منه “.

وتابع: “كل العالم إكتشف منذ السابع من أكتوبر كذبة أكبر وأقوى جيوش العالم، ذلك اللغز تم تفكيكه، بالتالي من الصعب التجرؤ على مصر أو لبنان لو سرّا،  هو عصابة حسم أمرها بات أسهل مهمة  لو لا الدعم الغربي له”.

 ويعتبر تصريح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال تشارلز كيوبراون، اليوم  باستمرار واشنطن تسليح اسرائيل للتصدّي لحماس والدفاع عن نفسها تأكيدا على امكانية اجتياح، حيث قال: “لا يوجد تغيير في السياسة الأمريكية تواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدة الأمنية لحليفتنا إسرائيل خلال دفاعها عن نفسها ضد حماس”.

وعن تهديدات الكيان باجتياح لبنان  بعد “تصفية حماس”، علّق محدثنا: لا يستطيع جيشه اقتحام شارع في جنوب  لبنان، تهديدات الفاشل دائما ماتكون غير مدروسة، ونحن نتفهّمُ ذلك الجنون  بسبب الخسائر الحاصلة والضربة القاسمة التي تلقتها  إسرائيل من المقاومة الفلسطينية، كما ذكرت كان جيشا وقُهر”.

وشهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تصعيدا يُعد الأكثرَ دموية منذ بدء الحرب على غزة ومقتل أكثر من ستة عشر لبنانيا في يوم واحد.

وتستمر الحرب على غزة، برغم فيتو  وقف إطلاق النار و تحذير قادة العالم من اجتياح إسرائيلي لرفح على الحدود مع مصر، حيث يتكدس 1,5 مليون شخص معظمهم نازحون، لكن تل أبيب يصر على أن هذه العملية “ضرورية” لتحقيق أهداف الحرب .

الجدير  بذكره أن مصر كانت قد حذرت إسرائيل من “تهديد خطير وجدي” على العلاقات بين البلدين، حال تحركت نحو “احتلال” محور فيلادلفيا الفاصل بين غزة ومصر.

ومحور فيلادلفيا، المعروف أيضا بـ”محور صلاح الدين”، منطقة عازلة بموجب اتفاق السلام المبرم بين مصر وإسرائيل عام 1979، ويبلغ طوله 14 كلم، إذ تحتاج إسرائيل لموافقة مصرية قبل شن أي عملية عسكرية فيه، حسبما ينص اتفاق السلام بينهما.

By Zouhour Mechergui

Journaliste