تونس-8-3-2024
يحتفي العالم اليوم الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة ، وسط ظروف نسوية عالمية واقليمية مؤلمة، في وقت تبدن فيها نساء فلسطين على يد الاحتلال الغاشم، حيث ذكرت الإحصائيات أنّ أكثر من 16 ألاف امرأة وفتاة قتلن بوحشية دون احتساب من لازالن تحت الركام.
لا يمكن أن نتحدّث عن استقلال للنساء ونحتفي ، والفلسطينيات والسودانيات يُبَدن علنا على يد الاحتلال وقوات الدعم السريع والمليشيات، وفي اليمن على يد الحوثيين، أو غيرها من الدول التي تُنتَهَك فيها الحرمة الجسدية للنساء، ويُنَكَّل بهن أمام مرأى العالم ومسمعه دون أن يحرك له ساكنا، برغم التحركات النسوية والحقوقية وصيحات الفزع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكل اللغات لإيقاف التجاوزات التي بلغت درجة الإجرام المنظم المستهدف للنساء بشكل معلن “معركة يُشرِف عليها كارهو النساء”.
وذكرت تقارير أممية أن 16 ألف امرأة قُتِلت منذ بداية السابع من أكتوبر، وهو رقم خطير وغير مسبوق، فيما أكدت تقارير أخرى أن 29 ألف امرأة سورية قُتِلت منذ بداية الحرب على يد القوى المختلفة المحتلة للبلد، فيما قُتِلت 14 ألف امرأة وطفل في اليمن إلى حدود عام 2022، حسب غير محَيَّنة بسبب استمرار العدوان، هي أرقام تترجِم ماكينة العنف التي مسّت النساء بدرجة أولى، ولم توقفها أي جهة برغم المساعي المبعثرة والخجولة في إطار نظام عالمي رأسمالي يستهدف النساء، سواءً بالتشغيل الهش أو العنف المزدوج من السلطة المحتقرة للنساء ومن المجتمع الذي مازالت نظرته لهن بدونية واستنقاص.
ولا يمكن أن نغَيِّب بشاعة ماتعيشه السودانيات من تنكيل وقتل واغتصاب وتهجير قسري منذ انطلاق العمليات العسكرية بين الدعم السريع والجيش السوداني، وقبل اجتياح منطقة الجزيرة كانت النسب 10 آلاف قتيل و15 مليون جريح ولاجئ.
حتى البلدان المستقرة سياسيا عاشت نساءها مآسي محاطة بالعنف والدم، فقد كان عام 2023 الأشد على التونسيات من حيث جرائم تقتيلهن حيث قتلت 27 امرأة بطرق بشعة، واقع ذاته كابدته الليبيات والموريتانيات والعراقيات والمصريات والمغربيات والجزائريات نتيجة ماكينة العنف المتواصلة
ولئن يُحي المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس، نساء العالم وفلسطين بمناسبة هذا العام إلا أنه لا ينسى التذكير بأن أوضاع النساء في المنطقة غير مطمئنة، ويعبر عن أسفه من استمرار العدوان والإبادة لنساء غزة المحاصرة وفلسطين، والذي يعطي استمرار الإجرام لتطبيع المجتمع الدولي والأنظمة الإمبريالية والرأسمالية مع تقتيل النساء واستهدافهن.
ويؤكد المركز أنّ الحديث عن استثمار في النساء للتنمية في ظل العنف والتقتيل غير ممكن.