السبت. مايو 4th, 2024

قسم البحوث والدراسات الأمنية والعسكرية 19-01-2024

تقديم

تتصاعد حدة المخاوف بشأن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بعد الضربات الصاروخية المتبادلة بين إيران وباكستان، حيث تشهد المنطقة بالفعل صراعا منذ أكثر من ثلاثة أشهر على خلفية الحرب التي بدأت بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وما أعقبها من دخول حلفاء إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن على خط المعركة.

قالت إيران يوم الثلاثاء أنها استهدفت قواعد لمسلحين “على صلة بإسرائيل” داخل باكستان. وتنتمي المجموعتان المستهدفتان إلى البلوش، لكن من غير الواضح إذا كان هناك تعاون بينهما.

إلا أن باكستان قالت إن مدنيين أصيبوا وقُتل طفلان، محذرة من أنه ستكون هناك عواقب تتحمل طهران المسؤولية عنها.

وجاء الرد الباكستاني يوم الخميس عبر تنفيذ ضربات داخل إيران استهدفت مسلحين انفصاليين من البلوش.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن عدة صواريخ أصابت قرية في إقليم سستان وبلوشستان المتاخم لباكستان، مما أسفر عن مقتل تسعة على الأقل. وذكرت تقارير سابقة أن ثلاث نساء وأربعة أطفال قتلوا، وجميعهم غير إيرانيين.

شهدت العلاقات بين باكستان وإيران توترا في الماضي، لكن هذه الضربات غير مسبوقة لأنها الأكثر عمقا عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.

ورأى بعض المراقبين أن هذا التوتر قد يؤدي إلى اندلاع نيران حرب إقليمية جديدة تزيد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط، فيما قلل آخرون من ذلك الاحتمال.

خلال أقل من ثلاثة أيام تبادلت كل من إيران وباكستان ضربات صاروخية استهدفت “جماعات إرهابية” و”منظمات انفصالية”، بحسب بيانات رسمية صدرت عن طهران وإسلام أباد، بيد أن بعض المراقبين يرون أن ذلك قد يؤدي إلى اندلاع نيران حرب إقليمية جديدة تزيد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على إبعاد إيران عن الحرب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة دعمها لقوى المقاومة فخلقت لها “ثغرة” إسمها باكستان كقوة دولية ودولة جوار…

فهل تنجح في زرع هذه الفتنة و”تلهية” إيران مع بكستان وبالتالي الإستفراد بالمقاومة في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وسوريا؟

وبهذا يمكن أن نضطلع على القوتين الإيرانية والباكستانية وهل ممكن أن يدخلا ألإثنين في حرب إستنزاف لصالح الولايات المتحدة الأمريكية مع العلم أنهما الإثنين يدركان تماما المخطط الأمريكي الصهيوني لهما.

مقارنة بين القوتين العسكريتين:

الترتيب العالمي

حلت باكستان في المرتبة التاسعة لأقوى الجيوش على مستوى العالم في أحدث تقييم لمؤشر “Global Firepower Index”، فيما جاءت إيران في المرتبة الرابعة عشرة في نفس المؤشر.

الميزانية

تتفوق ميزانية الدفاع الإيرانية البالغة 9.95 مليار دولار على نظيرتها في باكستان التي خصصت ميزانية دفاعية قدرها 6.34 مليار دولار.

القوة البرية

تمتلك باكستان ترسانة أقوى من القوات البرية بواقع 3742 دبابة مقارنة بـ1996 دبابة لدى إيران. وأيضا، عندما يتعلق الأمر بالمدفعية ذاتية الدفع والقطر، فإن باكستان لديها أعداد أكبر. ومع ذلك، تمتلك إيران مركبات مدرعة (65,765) أكثر من باكستان (50,523) وأيضا منصات إطلاق صواريخ متنقلة أكثر – 775 مقارنة بـ 602 على التوالي. يبلغ عدد أفراد القوات المسلحة الباكستانية حوالي 650 ألفا في الخدمة الفعلية و550 ألفا في قوات الاحتياط، وفي الوقت نفسه، تعتبر القوات المسلحة الإيرانية هي الأكبر في الشرق الأوسط من حيث القوات النشطة حيث تضم حوالي 610 فرد في الخدمة الفعلية وقوات احتياط يقدر عددها بـ 350 ألف فرد مدرب جاهز للتعبئة.

القوة البحرية

تعتبر البحرية الإيرانية، نسبيا، قوة متواضعة، فهي لا تمتلك حاملة طائرات ولا أي مدمرة. ووفقا لمؤشر ” Global Firepower”  تمتلك باكستان أسطولًا يتكون من 114 سفينة بينما تمتلك إيران 101 سفينة. والجدير بالذكر أن أيا من البلدين لا يمتلك حاملات طائرات، لكن باكستان تتفوق على إيران عندما يتعلق الأمر بالمدمرات، حيث لديها مدمرتان مقابل لا شيء لإيران وكذلك الفرقاطات (9-7) والطرادات (7-3).

القوة الجوية

تتكون القوات الجوية الإيرانية من إجمالي 551 طائرة، منها 186 طائرة مقاتلة و23 طائرة هجومية مخصصة و129 طائرة هليكوبتر و10 طائرات للمهام الخاصة. من ناحية أخرى، تمتلك باكستان 1434 طائرة، منها 387 طائرة مقاتلة بما في ذلك مقاتلات F-16 و90 طائرة مخصصة، و352 طائرة مروحية، و25 طائرة للمهام الخاصة. بالمقابل تمتلك إيران أيضا ترسانة كاملة من الطائرات بدون طيار، ولدى الحرس الثوري الإيراني وحدة للهجوم الإلكتروني معروفة بأنها مسؤولة عن العديد من الهجمات في الخارج.

الصواريخ والقوة النووية

على الصعيد النووي، تتفوق باكستان بكل تأكيد، وفقا لتقرير نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، حيث تمتلك في مخزونها 170 سلاحا نوويا، وهذا يجعلها سادس أكبر ترسانة نووية في العالم. بالمقابل ليس لدى إيران أسلحة نووية بشكل معلن على الرغم من التقارير الغربية التي تتحدث عن اقتراب طهران من صنع قنبلة نووية. لدى إيران برنامج للصواريخ الباليستية، ولكنها لا تمتلك صواريخ بعيدة المدى عابرة للقارات. تمتلك إيران ما يقرب من 1000 صاروخ استراتيجي، يُعتقد أنها قادرة على ضرب جميع أنحاء الخليج وخارجه. أنتجت طهران أيضا صواريخ باليستية استراتيجية متوسطة المدى تتراوح مدياتها بين 1000 و2400 كيلومتر. من ناحية أخرى، تمتلك باكستان برنامجا صاروخيا يضم أسلحة متنقلة قصيرة ومتوسطة يصل مداها إلى 2000 كيلومتر

By admin