الخميس. ديسمبر 26th, 2024

إعداد الدكتورة بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية

تونس 11-01-2024

إنتفضت شعوب العالم وإنتفض كل أحرار العالم على ما يجري في فلسطين وبالتحديد في غزّة على الجرائم البشعة والإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان الإحتلال الصهيوني…

الاّ حكامنا العرب فهم في نوم عميق يغرسون رؤوسهم في التراب… والأغرب من ذلك كلّما يستفقون من الغفوة يجتمعون لكي يزدوا الطين بلّة، بل وفي بعض الأحيان يعطون لأسيادهم أفكارا جهنّمية للتخلص من الشعب الفلسطيني الذي ينغّص عليهم نوهم وتآمرهم ويقلق راحتهم…

حتى قامت دولة إفريقية “جنوب إفريقيا” برفع دعوى الى محكمة العدل الدولية ضدّ جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني… أين قادة العرب؟؟؟ لا حياة لمن تنادي…

قال أحدهم جيد أن تقوم دولة إفريقية بالدعوى وليست عربية حتى لا يقال أن العرب منحازين لبني جلدتهم… والآخر قال حتى لا نعترف بإسرائيل ضمنيا… رب عذر أقبح من ذنب…

فجميع قادة العرب “صنّاع” الكيان الصهيوني يلتزمون الصمت “عندهم الحق” فقد طلب منهم “عرفهم” “معلمهم الذي علّمهم السحر” ناتنياهو الصمت وإلا سيندمون…

الحكّام العرب صامتون… هم “أولاد أصول” لا يخنون من أوصلهم للحكم… طبعا لا ينقلبون على مصالحهم مع الصهيوني “إبن عمّهم” فإبن العم أقرب من الأخ…

فقيم ومبادئ قادة العرب لا تسمح لهم بمناصرة أخيهم… لا بل والغالبية منهم متواطئون مع الصهيوني… فمنهم من لا يتجرأ ويسحب سفيره ومنهم من لم يتجرأ ويتهم “بيبي” بقتل الفلسطينين “بصراحة عندهم الحق… هؤولاء قد حققوا سلاما مذلّ مع إسرائيل” ووعدوا الكيان بأن يحفضوه قبل شعوبهم فرفقا بهم يا “بيبي” لماذا تهددهم وتحملهم أكثر من طاقتهم الذليلة… تهددهم بأنهم سيندمون؟؟؟ على ماذا سيندمون؟؟؟

فأحد القادة العرب “الشهم” “العروبي” اصبح يفكر ليلا نهارا في حلول للمستوطنين وأمر سفارته بأن يقوم بإرسال حوالات مالية لسكّان مستوطنات غلاف غزة.

اليست هذه الشهامة العربية التي لا بعدها شهامة… والآخر يبعث في التقارير الإستخباراتية… والأخر فتح مسربا تجاريا بريا لإيصال المساعادات للشعب الصهيوني المحتل المستوطن المسكين… إنهم ابناء العمومة…

على فكرة هم نفسهم الذين سلموا العراق للشيطان ودمّروا اليمن السعيد وجعلوه تعيس وهم نفسهم الذين تآمروا مع الإرهاب لتدمير سوريا وهم نفسهم اليوم يساعدون على إبادة الشعب الفلسطيني…

فلماذا تهدد في “زعماء النشامة يا “بيبي”؟

وماذا تريد أكثر من ذلك يا”بيبي”؟  صراحة أنت طمّاع…

هذه الأنظمة العربية التي كونتها وتفاهمت معها لصفقة القرن وللتطبيع وخاصة “السلام الوهمي” تشعر بتوتر كبير ولا تستطيع النوم ليس لأنك تقتل وتسفك الدماء ولا خوفا من التهجير لا سمح الله، بل هم قد فعلوا كل ما بوسعهم من أجل أن تقضي على حماس وانت فشلت… فهم يخافون على مشاعر الفشل التي تشعر بها ويخافون عليك من النتائج السلبية التي ستحضى بها وربما يصيبهم جانبا مما سيصيبك…

“بيبي” هم تربية أيديك فإن فشلت فلا “تدور عليهم” فهم صنيعتك ولا يقدرون أن يفعلوا شيئا أكثر مما يفعلونه اليوم اليك فأرجوك “لا تفضحهم” فهم قلقون… ويعربون عن قلقهم… وهم مستاؤون ويعربون عن إستيائهم… فيكفي شعوبهم الجاثمة على رقابهم حتى تكمل أنت وتجهز عليهم…

هذه الأنظمة التعيسة البائسة اليائسة لا تكمل عليهم ونحن نعلم أنهم يركبون نفس سفينتك التي ستغرق في البحر… يعلمون جيدا بأنّ انتصار المقاومة سيكون وبالا عليهم، وقد يأتيها الدور في الإنتقام، ليس من قبل المقاومة، بل من شعوبها التي كرهتهم وفضحت تآمرهم، والتي تنتظر الساعة التي تعلن فيها المقاومة الإنتصار ونيل حريتها.

الكيان الصهيوني بما فيه من أجهزة الإستخبارات المساد وجهاز آمان يمسكون على أغلب الحكام العرب “ملفات” وخاصة “عقود بيع وشراء” تجعلهم يتحوّلون من ساكتين “بالعين ألسنتهم” الى متواطئين فأغلبهم يسرع لتقديم العون فالهدف واحد والمصير واحد.

 فحكّام العرب يرغبون في القضاء على المقاومة وبأسرع وقت، ودفن القضية الفلسطينية التي باتت تزعجهم كثيرا .

 فهم يريدون العيش في سلام والتطبيع وشراء الأسلحة والإستعراضات العسكرية ليس لا سمح الله للعدو الصهيوني المحتل بل لشعوبهم الذين أصبحوا عالة عليهم ويؤرقون مضاجعهم…

لما يا نتنياهو تهدد قادتك العرب وهم تحت أمرك في كل ما تريد وما تقرر؟

 لماذا قد قلت لهم “إذا لم تنتصر إسرائيل في هذه الحرب، فدوركم قادم”؟.

اطمئن نتنياهو فلن يخرجوا عن طوعك، فهم ومستشاريهم ليس لهم ولاء إلاّ الى إسرائيل…

فقلوب حكّام الردّة والتطبيع معك، هم يدركون ذلك ويعلمونه، ويعرفون جيدا بأنّ وجودهم في الحكم بات مرتبطا بانتصار المقاومة، وهذه المقاومة سوف تنتصر وقد إنتصرت، وحينها سوف تتزلزل الأرض من تحت أقدامهم فهم اليوم يسكنون رمالا متحرّكة ويستشعرون في كل يوم زلزالا ويستعدون لتسنامي سوف يجرفك ويجرفهم، وسنشهد سقوط أنظمة باعت نفسها للشيطان، فخانت وتآمرت وتخاذلت وتواطأت .

نحن نرى في الأفق القريب نهاية كابوس الإحتلال والأنظمة المنبطحة، وبداية التحرير والعودة إلى الأرض الأقدس على وجه الأرض .

لماذا لم ترفع أي دولة عربية الدعوى ضد إسرائيل بمحكمة العدل لا سمح الله؟

ها قد أجبنا…. وللحديث بقية…

By Zouhour Mechergui

Journaliste