الأحد. نوفمبر 24th, 2024

إعداد: صبرين العجروي

أظهرت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية خلافا عميقا بين الطرفين فيما يتعلّق بدعم للحملة العسكرية ضد قطاع غزة وحركة حماس. وقد وجّه الرئيس الأمريكي جوبايدن تحذيرا صريحا لإسرائيل من فقدانها لهذا الدعم مشيرا إلى أنّ “نتنياهو بحاجة الى تغيير نهجه” كما أضاف “أعتقد أن عليه ان يتغير، وأنّ الحكومة الحالية في إسرائيل تجعل من الصعب عليه التحرك”، واصفا أن حكومة نتنياهو بأنها “الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل”.

وكرّر بايدن في عديد المناسبات انّ الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية ضد حركة حماس يتضاءل مع استمرار إسرائيل في قصفها العشوائي العنيف على الفلسطينيين، معبّرا عن مخاوفه من فقدان واشطن لصورتها الأخلاقية والإنسانية في العالم بسبب هذا الدعم للجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.

كما زعم مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط إلى أنّ تغيير بايدن لموقفه من الحرب الواقعة ضد الفلسطينيين يعتمد على حد تعبيره لتغير الأحداث وتطورها، مشيرا الى تزايد الانتقادات الموجّهة ضدّ نتنياهو لدى “الإسرائيليين المستنيرين” وفقدان شعبيته بشكل عميق لدى العديد من الأطراف التي كانت سابقا داعمة لإسرائيل.

كما أشار بايدن إلى أنّ استمرار اسرائيل  في سيرها نحو تعميق الخلاف والازمة في قطاع غزّة من خلال مزيد القصف إلى أجل غير مسمى مخالف لرؤيته التي تتمحور حول الوصول الى حل بين البلدين معبّرا عن إحباطه المتزايد من حليف دعّمه كثيرا بالإمكانيات العسكرية خاصّة وأنّ ذلك يهدد واشنطن بشكل كبير على المستوى السياسي، في المقابل كان رد إسرائيل هو رفض هذه الرؤية التي تمثّلت بنحو صريح “في أنّه لن تكون هناك إعادة احتلال إسرائيلي طويل الأمد لغزة، وأنّ السلطة الفلسطينية المنشطة، ستتولى في نهاية المطاف السيطرة على القطاع، وأنّه عند هذه النقطة ستكون هناك مفاوضات نحو حل الدولتين”.

وأشار محللون لهذه المواقف أنّه من المرجح أن تخيّر واشنطن حكومة نتنياهو بين خيارين، يتمثّل الأول في الحفاظ على الدعم الأمريكي العسكري، أو الحفاظ على الحكومة الائتلافية اليمينة المتطرفة الحالية. حيث تريد امريكا التعامل مع حليف إسرائيلي يكون أكثر اعتدلا وهو ما لا تتسم به حكومة نتنياهو المتطرفة.

تخفي هذه المواقف العديد من الأسباب والأحداث المتخفية في الكواليس وراء هذه التصريحات المعلنة، التي لا تبدو منطقية لمراقبي الموقف الولايات المتحدة الأمريكية من العدوان على قطاع غزّة منذ السابع من اكتوبر والتي تمثّلت في الدعم الكلي المالي والديبلوماسي لحرب إسرائيل وموقف جوبايدن الداعي للقضاء التام على حركة المقاومة ورفضه لإيقاف إطلاق النار.

ومن بين أهم الأسباب التي لا تخفى عن كل الأطراف هو اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، حيث نشرت رويترز/إبسوس مؤخرا استطلاع جديد يبيّن بوضوح وصول شعبية بايدن الى أدنى مستوياتها خلال رئاسته قبيل الانتخابات الرئاسية في 2024 بإمكانية أن يكون الحظ الاوفر من نصيب الرئيس السابق دونالد ترامب. في حين وضعت شبكة “فوكس نيوز” الرئيس الامريكي جوبايدن على قائمتها لأكثر السياسيين فشلا في عام 2023. كما كشف مصدر مطلع في الكونجرس على أنّ مجلس النواب الأمريكي  صوّت في بداية الشهر الحالي على عزل الرئيس الأمريكي على خلفية تورطه في مبادرات الأعمال الخارجية لابنه هانتر بايدن. ذلك إلى جانب تعبير عديد المسؤولين السياسيين عن إدانتهم لقرارات بايدن السياسية فيما يتعلّق بالأزمة المرتكبة في حق الفلسطينيين واستمراره في دعم إسرائيل.

ولا يمكن اعتبار المزاعم القائلة بالخلافات القائمة بين أمريكا وإسرائيل سوى مجرّد أكاذيب  يسعى من خلالها جوبايدن الى تلميع صورته للفوز في الانتخابات القريبة في العام المقبل، خاصّة بعد انهيار صورته  السياسية بشكل كلي على خلفية تزويد إسرائيل بالدعم العسكري لارتكاب جرائمها.

By Zouhour Mechergui

Journaliste