الجمعة. ديسمبر 27th, 2024

    تنفق إسرائيل تريليونات الدولارات من أجل ابتكار أحدث تقنيات التجسس واختراق البيانات الدولية وأنشطة الحكومات وبرامجها في شتى المجالات والميادين والتخصصات وتستعمل التجسس مع الصيدق والعدو على حد السواء.

 فإسرائيل تسرق العقول وبراءات الاختراع والبرامج والمخططات الحكومية في الهندسة والاقتصاد والزراعة والطب وعلوم الفضاء… وباختصار إنها لا تمتلك العقول بقدر ما تروج للأخاديع، وأنها تمتلك أعتى المنظومات والتقنيات المعدة للتجسس والاختراق وهذه البرمجيات الذكية المعتمدة للخوارزميات تعدها سلعة للترويج وجذب أرقام ربحية قياسية فهمها السيطرة على الإقتصاد العالمي وسرقة الأموال .

أخفاق الآلة الحربية الصهيونية في حرب غزة كشف انهيار قوة المنظومة الاستخباراتية التي كانت تصنف عالميا بأنها الأقوى. لقد كبدتها المقاومة الفلسطينية المسلحة خسائر فادحة فضحت أكذوبة صناعاتها الترويجية في المجال الحربي في تقنيات السلاح ومنظومات الأمن.

أفادت تقارير إيرانية بأن الاستخبارات الصهيونية تعمل على تطوير خطط لملاحقة قادة حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة “حماس”، الجناح العسكري. بعد التصعيد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وخاصة في دول المناطق الحدودية الجنوبية مع لبنان و المناطق المجاورة لفلسطين.

تصعيد دفع بأعلى الأجهزة الأمنية الداخلية للكيان الصهيوني “الشاباك” إلى إعادة الهيكلة، مع استثمار أعلى في القدرات المتنوعة بدرجة غير مسبوقة، وزيادة التواصل مع وكالات الاستخبارات الأجنبية للحفاظ على سلامة الإسرائيليين الصهاينة واليهود في وتيرة أمنية هي الأخطر على إسرائيل .

بات متوقعا أن تتسبب أي محاولة إسرائيلية لإغتيال قادة حماس في الخارج في عواقب مع الدول المضيفة لهم كقطع العلاقات الدبلوماسية خاصة وأن إسرائيل قد خسرت صفقاتها التاريخية ” الاتفاقيات الإبراهيمية ” التي كانت تأمل من خلالها التطبيع مع جل دول المنطقة العربية وبالتالي تهيئة ارضية ملائمة لبساط الاستحواذ الصهيوني…

لقد نجحت المقاومة المستبسلة في تكبيد العدو الصهيوني خسار فادحة فضحت منظومته الأمنية العمياء والغطرسة التكنولوجية في ترويج الأسلحة عديمة الجودة والفاعلية وهو ما أسقط التصنيف العالي التي كانت تحظى به الى هوة “سوق خردة السلاح ”  .

لم تتورط إسرائيل دوليا فقط في خداعة المتعاملين الدوليين ضمن أسواق السلاح في عمليات بيع وشراء العتاد الحربي في أسطولها بما فيه من لوازم ومعدات وأسلحة وبرمجيات وتقنيات… بل تكشف أحدث المعطيات وأن المستثمرين الصهاينة في مجال الرقمنة المعلوماتية والابتكار الرقمي، أن إسرائيل تسير نحو ابتكار برمجيات أمنية تعمل بالذكاء الاصطناعي وفق تخصصات متنوعة كتقنيات التجسس ومنظومات الاختراق والتنصت وأساليب فتح البيانات المشفرة والاستخدام الحربي وكشف الخطط التي تضعها الدول المستهدفة وقواعد بيانات راجعة الى منظومات أمنية أو استراتيجية حساسة لدول ما، في مجالات الأمن والاقتصاد والتنمية وحتى التجارب العلمية وبراءات الاختراع والتصاميم العلمية والمعلوماتية التي تعود الى أشخاص أو شركات أو دول (بيانات البنوك والمؤسسات المالية وكبرى الشركات والوزارات والإدارات والدواوين) كل هذه تصير بقبضة إسرائيل حتى دون وساطة عملاء.

خدعة ترويجية عن الاستخدام الذكي الذي روجت له إسرائيل من خلال تقنية الخوارزميات حيث أن الفرضية التي باتت مطروحة اليوم  هي الإستغناء التام عن الوسائل التقليدية والمنظومات الدفاعية والخطط التدريبية التي تعتمدها الدول في المجال الحربي، يبدو أن الجميع كاد يصدق ذلك في مؤشر تحقيق هذه  البرمجيات التي تبتكرها اليد الصهيونية وتروج لها باعتبارها سوق جديدة لبيع المنظومات الأمنية للذكاء الاصطناعي…

مؤشر مبيعات حقق رقما عاليا، وسط دهشة أممية يكشفها خبراء الحرب وهو الفشل الذريع للصناعة الصهيونية الذكية. أنها تقنيات عنجهية عمياء منزوعة التفكير تعمل بغريزة تحطيم الأخضر واليابس دون إدراك الأهداف .

حرب غزة والتي قادها فصيل مسلح كبد العدو ما كبده وأفقده  صوابه كما أسقطت القناع عن زيف سياسات العدو بالداخل والخارج في قيادة المجتمع الدولي نحو خطورة كامنه وهي الحرب وليس هناك أبشع من الحرب .

يعد جهاز الأمن العام “الشاباك”، أحد الأجهزة الاستخباراتية الرئيسية المكلفة بتوفير إنذارٍ تحذيري استراتيجي، إضافة إلى إحباط أعمالٍ عسكرية مُحدّدة من غزّة، وهو المسؤول عن الاستخبارات البشرية، ولكنّه يستخدم الوسائل التكنولوجية، ويعتمد نظام التحذير الإسرائيلي ضد الهجمات الصغيرة أو الواسعة النطاق من قطاع غزّة على 3 طبقاتٍ دفاعية رئيسية  منها يتألف بشكلِ رئيسي من مصادر الاستخبارات البشرية في “الشاباك” بهدف تقديم تحذير بأنّ قيادة المقاومة قرّرت التخطيط والإعداد وتنفيذ هجومٍ كبير.

انهارت الطبقات الثلاث ولم يتم أي تحذير استراتيجي بشأن طبيعة الهجوم الوشيك وحجمه، لتنجح طائرات حماس المُسيّرة في تدمير ما يُقدّر بنحو 100 بُرج للمراقبة يحمل سلاحا رشّاشاً يتمّ تشغيله عن بعد.

 يعمل جهاز الأمن الداخلي على مكافحة التجسس الذي تمارسه جهات خارجية، والمؤامرات السياسية، والإيقاع بالجواسيس، كذلك حماية أمن المؤسسات والمنشآت الحيوية للدولة والسفارات في الخارج.

يلزم موافقة جهاز الأمن الداخلي الشاباك على أي قرار تتخذه الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومن مهامه أيضا الحفاظ على أمن وحماية القيادات الإسرائيلية، واكتشاف الخلايا الإرهابية، كذلك منح الموظفين العموميين والعاملين في القطاع العام التصنيف الأمني المناسب استنادا إلى قرارات الحكومة المتعلقة بكل وظيفة وشخصية

يقول “بروس هوفمان” الخبير الأميركي في دراسات الإرهاب أن حماس امتلكت القدرة على إبقاء استعداداتها مجهولة عن إسرائيل التي تمتلك أحد أكثر أجهزة الاستخبارات تطورا في العالم، واستغلت كذلك عنصر المفاجأة بنجاح مذهل، وفق تعبيره. يرى “نوعام أمير” المعلق العسكري الإسرائيلي بموقع مكور ريشون أن إسرائيل تحولت في السابع من أكتوبر 2023 من قوة استخباراتية كبرى في العالم إلى قوة لا توجد لديها أي استخبارات فعالة.

تخطط إسرائيل الى ملاحقة عناصر المقاومة وتتبعهم في أي مكان وهي تدرك جيدا صعوبة استهداف حركة حماس خارجيا نظرا لأن قادة حماس ينتشرون في دول كثيرة وليسوا في دولة واحدة.

عزمت السلطات الصهيونية على تنفيذ سلسة اغتيالات سياسية لقيادات “حماس”، ليس فقط في داخل قطاع غزة، بل أيضا من خلال استهداف المقيمين في الخارج. تشير التقارير الاستخباراتية إلى إعلان جهاز الأمن الداخلي “الشاباك” عن أوامر لملاحقة قادة حماس في الداخل والخارج والقضاء عليهم حتى لو استغرق الأمر سنوات طويلة.

في الرابع من ديسمبر 2023 طلب “بينيامين نتنياهو” رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وضع خطة شاملة تستهدف اغتيال كبار القادة في حركة حماس في أي مكان في العالم

أعلن “رونين بار” رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي شاباك، مسؤوليته عن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس.

 وأضاف: “على الرغم من سلسلة الإجراءات التي قمنا بها، إلا أننا للأسف، فشلنا في تقديم تحذير كاف يسمح لنا بإحباط الهجوم. وبصفتي رئيسا للمنظمة، فإن المسؤولية عن ذلك تقع على عاتقي”.

حذر مراقبوا شبكات الاتصالات في غزة ووسائل الإعلام العربية، وينقلون المعلومات إلى الجيش الإسرائيلي في في جنوب إسرائيل “مزرعة الأقمار الصناعية”، من أن أعضاء حركة “حماس” كانوا يجرون مناورات حربية معقدة بالقرب من الحدود إلا أنه تم تجاهل تلك التحذيرات في التاسع من نوفمبر 2023.

بإلقاء نظرة عن أحدث التجارب والمنظومات الأمنية المقارنة وإدراك أخر ما توصل إليه الأنموذج الحربي… في مجال مكافحة الاختراق والتجسس وحماية الأمن القومي نجد وأن الصين كأنموذج رفعت من قدراتها لمواجهة أي تهديد أمني  من خلال انشاء الوحدات الإلكترونية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات علاوة على أن الصين تمتلك نظام أمن معلوماتي محصن لا يعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي بقدر ما يركز على جودة الابتكار العلمي والتكنولوجي وتحقيق التصنيف الائتماني في مصدقيه الصناعات الحربية والبرمجيات في مجال الاتصالات وربط الشبكات الدولية والأقمار الصناعية بمنظومات أمنة حيث يتم تأهيل نخبة صينية جديدة من “جنود الكمبيوتر” وخبراء الذكاء الاصطناعي في  مكافحة التجسس والتهديدات الامنية، وإنشاء البناية الجديدة ومختبرات ضبط الآثار الرقمية وتطوير البرمجيات، وذلك وفقاً لموقع “دويتشه فيلله”، منافسة بذلك نظيراتها الرائدة عكس الولايات المتحدة التي تعرضت للعديد من الهجمات الالكترونية في الآونة الأخيرة، حيث نجحت شبكات القرصنة في اختراق فضاء الانترنت الأمريكي في تقريرها المنشور للعام 2022.

 أصبح ميدان الذكاء الاصطناعي في حماية الأمن الدولي  إزاء التهديدات  الحالية، واحداً من أولويات الأمن القومي للدول خصوصاً مع مساعي دول، ومنها روسيا والصين وإيران وحلفاء لشحذ قدراتها الرقمية، مما يضفي إلى حدة المواجهات الدائرة بين الأطراف في الفضاء الامني والالكتروني والخطورة أن مثل هذه المواجهات تهدد بتدمير البنية التحتية للدولة، ومن أبرز ضحاياها المؤسسات الاقتصادية، والمؤسسات الأمنية ولذلك فقد تنامت أهمية “الأمن الالكتروني” للدول. وذلك بهدف ضمان توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات التابعة للدول أو الشخصية واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين من المخاطر.

By Zouhour Mechergui

Journaliste