الخميس. ديسمبر 26th, 2024

إعداد قسم البحوث الأمنية والعسكرية

تونس 25-11-2023

القيادي إبراهيم حامد اسم شخص يخشاه كيان الإحتلال حراً أو حتى أسيراً لديها، لأنه في الحالة الأولى سيكون شبحا  يعجز جهاز الشاباك عن اللحاق والإمساك به، وفي الثانية سيكون من الأسماء الأولى لأي صفقة تبادل أسرى قد تحصل ما بين المقاومة الفلسطينية وكيان الصهيوني، وهو مأزق يخشى الوقوع فيه كل مسؤولي الكيان السياسيين، وفي مقدمتهم رئيس حكومة الإرهاب بنيمين ناتنياهو.

هو من مواليد قرية سلواد شمالي شرق رام الله خلال العام 1965، والتي عاش فيها ضمن أسرة متواضعة وبسيطة، وتحمّل مع أشقائه منذ وفاة والدهم مسؤولية القيام بمتطلبات الأسرة.

منذ مراحله الأولى، عُرف بالشخصية القوية والجادة، وتحليه بالصبر والمكابدة تجاه ظروف عائلته الاقتصادية الصعبة، بحيث كان يذهب إلى الجامعة مشيا على الأقدام التي تبعد حوالي 14 كم عن قريته، كما كان منذ نعومة أظافره أحد رواد المسجد، وفي مرحلة الشباب كان أحد خطبائه المفوهين.

وقد تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدراس قريته سلواد، وتخرج بنجاح مع درجة امتياز في الامتحان التوجيهي. أما دراسته الجامعية فكانت في جامعة بيرزيت – كلية الآداب / قسم العلوم السياسية.

أمضى سنوات شبابه الأولى متنقلا في سجون الاحتلال، من الاعتقال الاداري بدون تهمة إلى التحقيق، لكن بقي سجله في زنازين التحقيق دائماً، بأنه أحد أبناء حماس الذين لم يقدموا أي اعتراف ولو بكلمة واحدة إلى أجهزة أمن الاحتلال.

بعد تخرجه من جامعة بيرزيت في تخصص العلوم السياسية، عمل في مركز الأبحاث التابع لها. ثم انتقل إلى جامعة القدس المفتوحة برام الله كباحث في قضايا اللاجئين، فأصدر العديد من المؤلفات والأبحاث حول القضية الفلسطينية مثل: أول دراسة عن القرى الفلسطينية المدمرة عام 48 تحت اسم (قرية زرعين). وعمل في مركز خليل السكاكيني في إعداد سلسلة أبحاث ودراسات في ذكرى أحياء النكبة.

وقبل ان تطارده قوات الإسرائيلية ويتوارى عن الأنظار كلياً، كان يتهيأ لمناقشة رسالة الماجستير في العلاقات الدولية.

بدأت قصة مطاردته من قبل كيان الاحتلال عام 1998، عندما أعلنت سلطات الأخير وروود اعترافات عسكرية خطيرة عليه من بعض المعتقلين من أبناء سلواد والبلدات المجاورة لها، معظمها تؤكد بأنه عضو فاعل في كتائب عز الدين القسام. ومنذ ذلك الحين أعلن الاحتلال أنه من أخطر نشطاء حركة حماس في رام الله.

قبيل انتفاضة الأقصى بقليل، اعتقله جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية، والذي كان يتزعمه وقتذاك جبريل الرجوب، وقضى فترة الاعتقال في سجن الوقائي في مدينتي رام الله وأريحا وسط الضفة الغربية، ولم يُفرج عنه، إلا عندما اضطروا لذلك مرغمين، بعد قيام جيش الاحتلال بقصف مجمعات السلطة الفلسطينية خلال الانتفاضة.

خلال مطاردته من قبل الاحتلال، لم تترك أجهزة الكيان أي وسيلة ضغط أو تنكيل ضد عائلته الا واستخدمتها، في محاولة يائسة لإرغامه على تسليم نفسه، ولكن لم تنفع كل محاولاتهم. ومن أساليب الاحتلال: اعتقال الأطفال أو أفراد عائلته، تفتيش المنازل والأودية والجبال والكهوف، تحطيم ممتلكات العائلة والعبث بمحتوياتها. ولم يكتفوا بذلك، بل عمدوا إلى إصدار قرار بهدم منزل العائلة كلها، إلا ان قراراً صادراً عن “محكمة العدل العليا”، اوقف تنفيذ قرار الهدم لكن بعد فوات الاوان، عندما بات المنزل غير صالح للسكن، ومهدد بالسقوط في أي لحظة.

كما جرى تنفيذ العقاب على قريته كلها، بحيث داهمها في إحدى المرات 300 جندي، وحظروا التجول على السكان لأكثر من اسبوع، وقاموا بتفتيش كل المنازل، واعتقلوا أكثر من 200 شاب للتحقيق معهم.

لما فشل الاحتلال في اعتقاله، بدأت القوات الإسرائيلية في مضايقة زوجته “أسماء” وطفليه. ثم عمدوا الى اعتقالها واعتقال شقيقها وأشقاء زوجها الأربعة، واحتجزوهم لمدة أسبوع في مركز التوقيف في مستوطنة بيت ايل القريبة من رام الله. لكن تم نقل شقيق أسماء إلى سجن المسكوبية، حيث تعرض هناك لأبشع أنواع التعذيب والضغط النفسي. اما أسماء فقد نقلت إلى سجن الرملة المخصص للنساء، لترحّل من بعدها إلى الأردن.

يتهمه الاحتلال بأنه كقائد للقسام في الضفة الغربية، قام بتخطيط وتنظيم عشرات العمليات ضد الإسرائيليين، بما في ذلك العمليات الاستشهادية الخطيرة. كما تتهمه بأنه خطط لتنفيذ هجمات ضد أهداف البنية التحتية الاستراتيجية للكيان، مثل السكك الحديدية والمباني المركزية ومستودعات الوقود.

1- العملية الاستشهادية المزدوجة في شارع بن يهودا بالقدس المحتلة ديسمبر من العام 2001، والتي أسفرت عن مقتل 11 إسرائيلياً وإصابة حوالي 180 آخرين.

2- العملية الاستشهادية في مقهى مومنت في القدس المحتلة 9 مارس 2002، والتي أسفرت عن مقتل 11 إسرائيليًا وإصابة 65 آخرين.

3- العملية الاستشهادية في نادي شيفيلد بمدينة ريشون لتسيون الاستيطانية في 7 مايو 2002، والتي أسفرت عن مقتل 15 إسرائيليًا وإصابة 57 آخرين.

4- الهجوم على الجامعة العبرية بالقدس المحتلة في 31 يوليو 2002، والذي قُتل فيه 9 أشخاص وأصيب حوالي 100 آخرين.

5- الهجوم على منشأة الوقود والغاز في غاليلوت بتاريخ 23 مايو 2002.

بعد 10 سنوات من المطاردة، التي تميزت ببرودة أعصاب حامد وقدرته العالية على التخفي والتمويه، تمكنت القوات الاسرائيلية صباح الثلاثاء 23 مايو 2006 من اعتقاله. ومنذ ذلك الحين يقضي 54 حكم مؤبد. وقد رفضت إسرائيل إطلاق سراحه ضمن صفقة وفاء الأحرار مقابل جنديها المخطوف “جلعاد شاليط”.

By Zouhour Mechergui

Journaliste