فاتن جباري قسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية
تقديم :
السنوار، هوالملقب والمعروف على نطاق واسع باسم “أبو إبراهيم السنوار ” لقد أصبح شخصية أسطورية باعتباره “العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى” ، وداخل قطاع غزة يشعر الكثير من الفلسطينيين بالفخر به، كما يحظى بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني. انه الرجل رقم واحد ذلك الذي تحول من المحكوم عليه ب 426 سنة سجن الى القائد الأول الى جانب محمد الضيف في عملية طوفان الأقصى .
تضع إسرائيل يحيى السنوار، زعيم حركة “حماس” في غزة، هدفاً استراتيجياً لعملياتها الأمنية والاستخباراتية بالنظر إلى وزنه ونفوذه الكبير داخل القطاع، لا سيما بعد عملية الأقصى ، التي شنتها الحركة على بلدات ومدن إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، ليصبح على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل ، ساعد على بناء الجناح العسكري لـ”حماس”، وكتائب القسام، منذ أيامه الأولى. ولكن عندما اعتقل في أواخر الثمانينيات، كان ذلك بسبب دوره الخاص داخل “حماس” في مطاردة الفلسطينيين المشتبه في تعاونهم مع إسرائيل ويتمتع يحيى السنوار بعلاقات مقربة مع محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إضافة إلى المساعدة التي قدمها لإنشاء الجناح العسكري للحركة. وعُيِّن مسؤولاً عن جهاز الأمن الداخلي في الجناح المسلح للحركة “مجد”.
- السنوار المطلوب رقم واحد لدى اسرائيل
السنوار يمثل الجيل الثاني من قادة “حماس”، لديه القدرة على قيادة الحركة بأكملها، وليس فقط شؤونها في غزة. السنوار “ساهم في تشكيل جهاز الأمن الداخلي لحركة حماس، كما قاد عملية إعادة تقييم علاقات الحركة الخارجية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر
بعد عامين من تصنيفه ضمن “لائحة الأرهاب” التي أعلنتها الولايات المتحدة في 2015، بسبب دعوته إلى أسر الإسرائيليين، تم انتخابه على رأس حركة “حماس” في غزة خلفاً لإسماعيل هنية في 2017، كما أعيد انتخابه في 2021 لولاية ثانية.
وتردد اسم السنوار على لسان عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، كان آخرهم وزير الدفاع يوآف جالانت الذي تعهد بالقضاء على زعيم حماس في غزة، فيما شبهه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”هتلر الصغير”.وكان لدى إسرائيل ما يقرب من 40 عاماً من الخبرة في التعامل مع السنوار، ومع ذلك، فإن هذه المعرفة المتراكمة في السنوات الأخيرة، ربما كانت سبباً لتهدئة مخاوف قادة الأمن في إسرائيل، ودفعهم إلى الشعور الزائف بالرضا عن النفس .وقبل بدء عملية “طوفان الأقصى” كانت إسرائيل تنظر إلى السنوار باعتباره “متطرفاً خطيراً” ومع ذلك لم تكن تعتبره مصدر تهديد حقيقي، حيث كان تركيزه منصباً على تعزيز حكم “حماس” في غزة وانتزاع تنازلات اقتصادية. - لقب بزعيم الأسرى
ولد يحيى السنوار، في مخيم خان يونس للاجئين بجنوب غزة عام 1962، وظهر لأول مرة على الساحة السياسية في أوائل الثمانينيات باعتباره مقرباً من مؤسس حركة “حماس” أحمد ياسين، وبرز اسمه تحديداً في عام 1982، حين ألقت إسرائيل القبض عليه، ووضعته رهن الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر بتهمة الانخراط في “أنشطة تخريبية”.
وأدانت محكمة إسرائيلية السنوار في عام 1988 بقتل جنديين إسرائيليين و4 فلسطينيين بتهمة التعاون مع إسرائيل، وأمضى عقدين من الزمن في سجون إسرائيل، قبل أن يفرج عنه مع أكثر من ألف أسير فلسطيني في 2011 مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في الصفقة التي عرفت إعلامياً باسم “الوفاء للأحرار”، وفي السجن أصبح زعيماً بارزاً لأسرى حماس، وكان شخصية مؤثرة جداً بين جميع السجناء الفلسطينيين. - قدرات قيادية
يقول ميكا كوبي، الذي استجوب السنوار في جهاز “الشاباك”: “لقد قرأ كتباً عن شخصيات إسرائيلية، مثل فلاديمير جابوتنسكي، ومناحم بيجن، ويتسحاق رابين”، مضيفاً “لقد قام بدراستنا من الأسفل إلى الأعلى”. وخلال فترة سجنه، دأب السنوار على دراسة اللغة العبرية، إذ بعد مرور 15 عاماً من سجنه، استخدم هذه اللغة خلال مقابلة مع قناة إسرائيلية، دعا خلالها الإسرائيليين إلى الهدنة مع “حماس”. وقال السنوار في المقابلة بلغة عبرية متقنة: “ندرك أن إسرائيل تملك 200 رأس نووي وهي القوة الجوية الأكثر تقدماً في المنطقة، نعلم أننا لا نملك القدرة على تفكيك إسرائيل لكننا نملك القدرة على محوها من الخريطة بالكامل.
وفي ما يتعلق بملامح شخصية السنوار، أشار تقييم استخباراتي إسرائيلي أُنجز خلال فترة وجود السنوار في السجن، إلى أنه كان “قاسياً، وموثوقاً، ومؤثراً ومقبولاً من قبل أصدقائه، ويتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والمكر والتلاعب، ويحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين”