الأحد. نوفمبر 24th, 2024

بعد أكثر من أربعة أسابيع على بداية الحرب الإسرائيلية ضد غزة، عادت فكرة “توطين الفلسطينيين في سيناء” إلى دائرة الضوء، عبر وثيقة إسرائيلية رسمية صادرة عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، كوثيقة توجيهية، تدعو لنقل سكان قطاع غزة بصورة نهائية عبر معبر رفح إلى سيناء المصرية.

أثارت بعض الدعوات التي أطلقتها شخصيات إسرائيلية رسمية في بداية الحرب ضد غزة، لسكان القطاع بالعبور نحو شبه جزيرة سيناء، الكثير من الجدل على المستوى الرسمي والشعبي في مصر والأردن، وأعلنت القاهرة وعمّان رفضهما المطلق لأي عملية لتوطين فلسطينيي غزة في مصر، أو توطين فلسطينيي الضفة في الأردن.

 واعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن خطوة من هذا النوع تعني تصفية القضية الفلسطينية، وهو الموقف الذي تبناه بدوره العاهل الأردني الملك عبد الله

تطرح الوثيقة التي تحمل تاريخ 13 أكتوبر ثلاث سيناريوهات لوضع أهالي القطاع بعد الهزيمة المفترضة لحركة حماس

•       يقول السيناريو الأول بالإبقاء على السكان في قطاع غزة مع تسليم القطاع إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، ولكن الوثيقة ترفض هذا الخيار لمخاوف استراتيجية تتمثل في أنه قد يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية

•       السيناريو الثاني قائم على الإبقاء على سكان القطاع مع تسليم السلطة فيه لقوة عربية محلية جديدة، ولكن الوثيقة ترفضه، أيضا، لأن سيناريو ظهور قوة فلسطينية محلية كبديل عن حماس لا يتمتع بمصداقية كبيرة، بل ويمكن أن تؤدي إلى وصول قوى أكثر عنفا من حماس إلى السلطة.

•       ويبقى السيناريو الثالث والذي يقضي بترحيل سكان القطاع بالقوة إلى سيناء، هو الذي تتبناه الوثيقة الإسرائيلية

توطين سكان قطاع غزة في سيناء

ترى وزارة الاستخبارات الإسرائيلية أن نقل سكان قطاع غزة، بالقوة، إلى سيناء في مصر يمكن أن يتم عبر ثلاث خطوات:

•       بناء مدن من الخيام في سيناء

•       فتح ممر إنساني من غزة إلى شبه الجزيرة.

•       بناء مدن في شمال سيناء، لا يسمح لسكانها بالعودة إلى غزة.

وترى الوزارة في وثيقتها أن مصر يجب أن تقبل دخول اللاجئين بموجب “القانون الدولي” – على حد تعبير الوثيقة -، وأن إسرائيل ينبغي أن تقوم بمبادرات دبلوماسية واسعة النطاق وحملات دعائية كبيرة لإقناع الدول في الغرب وفي الشرق بإستحالة عودة اللاجئين إلى قطاع غزة.

تريد اسرائيل لسيناء ان تصبح وطن قومي للفلسطينيين

وذهبت الوثيقة التي نشرها موقع “ميكوميتMekomitالإسرائيلي” ،إلى وضع الشعار الذي يجب توجيهه إلى سكان غزة والذي يقول “الفضل لله في خسارتكم لهذه الأرض بسبب حماس، ولم يعد أمامكم من خيار سوى الرحيل إلى مكان آخر بمساعدة أشقائكم المسلمين”، قال مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من أهمية هذه الوثيقة مؤكدا على أنها تأتي في إطار دراسات لفرضيات عمل وليست خطة إعتمدتها الحكومة للتطبيق.

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية لا تدير أيا من الأجهزة الأمنية في هذا البلد، وإنما تقوم مهمتها الأساسية على تحضير الدراسات ووثائق توجيهية بصورة مستقلة، بحيث يتم توزيعها على الأجهزة الأمنية وأعضاء الحكومة للدراسة ولكنها ليست وثائق ملزمة.

رئيس السلطة الوطنية محمود عباس أكد من جانبه معارضة السلطة المطلقة لأي عملية ترحيل، وتحت أي صورة كانت، وأنهم يعتبرون الأمر خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه.

وتتهم المعارضة الإسلامية الرئيس المصري بأنه كان يمهد عبر هذه الخطوات لعملية “التوطين”، في إطار صفقة القرن، ولكن الصورة الرسمية، على الأقل، منذ بداية الحرب ضد غزة، تؤكد رفض القاهرة القطعي لمبدأ ترحيل سكان غزة من أراضيهم، وتوطينهم في سيناء.

By Zouhour Mechergui

Journaliste