قوات النخبة التابعة لكتائب القسام
من أبرز وأخطر ما سيواجهه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملياته البرية في غزة، هي قوات النخبة في كتائب عز الدين القسام، التي ستتولى الى جانب قوات النخبة ومجموعات المشاة التابعة لفصائل المقاومة الأخرى، مهام الالتحام والمواجهة البرية مع جنود وضباط الإحتلال، وتأكيد المؤكّد للعالم كلّه، عن حقيقة المقاتل الإسرائيلي وفقدانه للروح القتالية، واعتماده الكامل على آخر ما توصل له العلم من تجهيزات ومعدات وتكنولوجيا ومنظومات وأسلحة، براً وجواً وبحراً، وإلا فإنه لن يتقدّم خطوةً واحدةً الى الأمام.
وبالعودة الى قوات النخبة في كتائب القسام، فإن أوساط الكيان العسكرية والأمنية والإعلامية، تعترف بأن أفرادها على مستوى عال من الإعداد والتجهيز، والأهم من كل ذلك الروحية القتالية، لتحقيق الأهداف التي تضعها قيادتهم لهم، ولو كانت بالقتال حتى الاستشهاد.
ولا بد الإشارة إلى أن هذه القوات لم يشارك القسم الأكبر من أفرادها في عملية طوفان الأقصى في الـ 7 من أكتوبر الجاري، بل كانت مهمة أغلبية مجموعاتها، الاستعداد ورفع الجهوزية لأي إجراء بري يقوم به جيش الاحتلال على إثر العملية.
فما هي أبرز وأهم المعلومات حول هذه القوات؟هي قوات خاصة كوماندوس ظهرت بشكل رسمي في العام 2014.
يقدّر مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي عديدها بحوالي 5 آلاف مقاتل، فيما تقدّر بعضا الجهات الفلسطينية بأن عديدها يصل الى 7 آلاف مقاوم.
من مهامها الأساسية تنفيذ هجمات في الأراضي الفلسطينية المحتلّة خارج قطاع غزة عبر الأنفاق الهجومية، لكنها تتدرب أيضاً على تنفيذ العمليات الدفاعية في قطاع غزة.
تتخصص هذه الوحدة في حرب العصابات، واستخدام المضادات المتقدمة للدبابات (كورنيت وقواذف ياسين 105، ووضع العبوات على الدبابات والآليات المدرعة الإسرائيلية)، والقنص، والملاحة، والتخريب، والتمويه، وحرب الأنفاق، والعمليات الخاصة.
تتركز مهامها على تنفيذ العمليات السريعة والمعقّدة والتسلل، لمهاجمة المواقع والدوريات وقتل الجنود وتدمير الأسلحة والمنظومات المختلفة، على أن يتم إخلاء أفرادها عبر الأنفاق وباستخدام وسائل النقل السريعة (سيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية).
يتدرب مقاتلوها بشكل مكثف، وقد تم تجهيزهم بأسلحة متطورة ودقيقة. فمثل باقي القوات الخاصة في مختلف أنحاء العالم، يتم انتخاب أفرادها بعناية بعد دورة تدريبية مرهقة وبعد اختبارات فحص متنوعة من اللياقة البدنية والذكاء والمرونة العقلية والمهارات وقدرة التحمل النفسية والجسدية، والأهم من كل ذلك الروحية الإيمانية.
ومن بعد المرحلة الأولى، يتم تدريبهم على استخدام أغلب الأسلحة المتوفرة لدى المقاومة أو لدى جيش الاحتلال، حتى كيفية السيطرة على الدبابات والآليات. كما يتم تدريبهم على مهارات الرماية والملاحة والقنص والبقاء والاستطلاع والتمويه والتخفي والحركة السريعة والعمل الجماعي. وعادة ما يستمر التدريب الأساسي ما بين سنة وسنتين.
تحصل الوحدة على دعم معلوماتي وقوة سيبرانية لتعزيز قدراتها على الهجوم، ولديها القدرة على التعامل مع شبكة الأنفاق.
تنقسم الوحدة إلى سرايا وفئات، وهي منتشرة بين الكتائب المختلفة، والتي يتم وضعها حسب التقسيم الجغرافي لمناطق القطاع.
تتنوع أفرع قوات النخبة: برية، جوية، وبحرية “الضفادع البحرية”، وقد ظهرت كفاءة هذه الأفرع خلال عملية طوفان الأقصى، بحيث استطاعوا تحييد العديد من دوريات الجيش الإسرائيلي الأكثر احترافية: شيلداغ، دوفديفان، والبحرية خاصةً في قاعدة زكيم.
لم تكن عملية طوفان الأقصى هي المرّة الأولى التي تنفّذ فيها قوات النخبة عملية نوعية، بل نفذت قبلها في العام 2014 خلال معركة العصف المأكول، 5 عمليات إنزال خلف خطوط العدو في زيكيم وناحل عوز على سبيل المثال، كما خاضوا المواجهات في العديد من الكمائن داخل القطاع، وألحقوا خسائر كبيرة في جيش الاحتلال.
تزعم أجهزة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان المؤقت بأن قائد القوة الخاصة صابرين في حرس الثورة الإسلامية في إيران العميد أحمد علي فيض اللهي هو المسؤول عن تدريب قوات النخبة في القسام الى جانب قوة الرضوان في حزب الله، وقد جرى إدراج العميد فيض اللهي على لائحة العقوبات الأمريكية بعد عملية طوفان الأقصى.
أنشأ جهاز الاستخبارات الداخلية “الشاباك” وحدة جديدة اسمها “نيلي” تتركّز مهمتها على “مطاردة وتصفية” كل من شارك في عملية الـ 7 من أكتوبر، من بينهم عناصر وقادة هذه القوات.