ما بعد مجزرة وإبادة مستشفى المعمداني في قطاع غزة، تصاعدت وتيرة وشكل دعم حركات المقاومة في المنطقة، لا سيما في العراق وسوريا، للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في تأكيد جديد على وحدة الساحات من جهة، وعلى أنهم جزء لن يتجزأ من معركة طوفان الأقصى، بالأفعال كما الأقوال، ومتى ما احتاج الميدان لذلك.
فالرسائل العراقية والسورية الأخيرة، كانت موجّهةً بشكل مباشر نحو قوات الاحتلال الأمريكي، التي تعدّ المشرفة والموجّهة والراعية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في معركته ضد قطاع غزة، وبالتالي فهي شريكة ومسؤولة عن جرائمه ومجازره بحق مدنيي القطاع.
المقاومة الإسلامية في العراق تقصف قاعدتي عين الأسد والحرير
فبعد ساعات من مجزرة المستشفى المعمداني، الذي ارتقى خلالها أكثر من 500 شهيد مدني فلسطيني، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق عن مهاجمتها للقاعدة الأميركية في عين الاسد في الانبار بطائرات دون طيار.
وقد اتهم المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله في العراق جعفر الحسيني عقب هذه العملية الأمريكيين، بأنهم شركاء اساسيون في قتل أبناء غزة وبالتالي عليهم تحمل العواقب، لافتاً إلى أن كتائب حزب الله ومنذ يوم الأمس الأربعاء بدأت عملياً المقاومة في العراق بتوجيه ضرباتها الى القواعد الامريكية. كاشفاً بأن المقاومة في العراق حققت أولى الإصابات وأنها ستستمر بتنفيذ عملياتها بوتيرة أعلى. مضيفاً بأن الامريكيين “يعرفون جيداً امكانات المقاومة العراقية والتي تضاعفت منذ فترات ونحن اليوم في مرحلة قادرين على ضرب كافة القواعد الامريكية في العراق”.
وقد اعترفت القيادة الوسطى الأمريكية بوقوع إصابات بين افرادها في هجوم بمسيّرتين غرب العراق، زاعمةً بأن قواتها دمرت مسيّرة ثالثة شمال العراق دون وقوع إصابات.
فيما أفاد مسؤول أميركي لوكالة رويترز أن القوات الأميركية في العراق تعرضت لهجومين منفصلين بطائرات مسيّرة، على قاعدة عين الأسد وقاعدة حرير الجويتين. وأضاف بأنه تم اعتراض إحدى المسيرتين فوق قاعدة عين الأسد، لكنها انفجرت مما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة وإلحاق أضرار ببعض المعدات. مع العلم بأن أحد المسؤولين أضاف بأن بعض الجنود الأميركيين يخضعون للفحص الطبي، لاحتمال تعرضهم لإصابات دماغية.
ونُشير هنا على أنه في الأسبوع الماضي، هددت العديد من فصائل المقاومة العراقية عبر قادتها، باستهداف المصالح الأميركية بصواريخ وطائرات مسيرة، إذا ما استمرت واشنطن في مساندة إسرائيل في حربها ضد الشعب والمقاومة في فلسطين.
مواقف المقاومة هذه تنسجم مع المواقف الدينية والرسمية والشعبية في العراق، تجاه ما يجري في فلسطين. فقد كانت الحكومة العراقية من أوائل الدول التي أدانت مجزرة المستشفى، معلنةً حالة الحداد الرسمي لمدة 3 أيام في أنحاء البلاد “إكراما للأرواح البريئة التي سقطت ضحية الصمت الدولي، قبل أن تسقط ضحية لنار العدوان الهمجي”.
وقد دعا المتحدث الرسمي باسم الحكومة “باسم العوادي” في بيان صحفي الدول العربية والدول الصديقة والعالم الحر إلى تبني موقف موحد عبر إصدار قرار عاجل وفوري من مجلس الأمن الدولي يوقف هذا “العدوان القبيح السافر”.
أما شعبياً، فقد خرج مئات العراقيين بشكل عفوي بعد حصول الجريمة مساء الثلاثاء، في مظاهرات شعبية للتنديد بالمجزرة التي نفذتها إسرائيل، مطالبين الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي بالتدخل لمنع هذه الجرائم التي تطال المدنيين.
أما على صعيد المرجعية الدينية، فقد أدان المجزرة العديد من المراجع في مقدمتهم الشيخ بشير النجفي. بينما ندد المرجع السيد علي السيستاني الأسبوع الماضي بكيان الاحتلال، داعيا العالم للوقوف في وجه الوحشية المروعة في قطاع غزة.
سوريا: قاعدتي كونيكو والتنف تحت النار
وفي سوريا، تعرضت القاعدة الأمريكية في حقل كونيكو للغاز شمال شرقي دير الزور، لقصف صاروخي من قبل جهات مجهولة، تبعه استنفار أمريكي وحركة مكثفة لسيارات عسكرية وتحليق للطائرات المروحية التابعة له، دون معرفة ما خلفه القصف من خسائر أو أضرار. كما تعرضت القاعدة الأمريكية في التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، لهجوم بطائرة مسيرة أيضاً.
هذه الهجمات تتزامن مع ما ذكرته مصادر إعلامية مختلفة، عن تحركات عسكرية غير اعتيادية شهدتها منطقة الجنوب السوري، للجيش السوري وقوات حلفائه. وقد أفاد البعض بأن هذه القوات عمدت الى تجهيز نقاط عسكرية متعددة دون التمركز فيها، بشكل يوحي أنها ستكون نقاط ارتكاز ودعم لعمليات ميدانية محتملة.
كل هذه المؤشرات تؤكّد بأن محور المقاومة في الفترة المقبلة، سيعمد حتماً الى تأكيد معادلاته الإقليمية ميدانياً، دعماً لقطاع غزة ومقاومته.