الأربعاء. نوفمبر 20th, 2024

الكيان الصهيوني الإرهابي تدخل اليه الأسلحة والقنابل والذخيرة ويدعم بكل صفاقة ووحشية من الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا والحكام العرب لم يقدروا على إدخال قارورة ماء…. سجّل يا تاريخ عهر وذل من يحكم العرب… إنهم متآمرين وإرهابيين أكثر من الصهاينة والأمريكان… سجل يا تاريخ أن كل طفل قتل في فلسطين يد حكام العرب ملوثة بدمائهم… الخزي والعار سيلحقكم ايها المعتوهين الجبناء… ستلعنكم كل الشعوب… ولن يحترمكم أحد وحتى العدو يحتقركم…

بكل أديان السماء… اليهودية والمسيحية والشريعة المحمدية وبكل القوانين الوضعية ومواثيق حقوق الإنسان الواهية والزائفة… ارتكب الجرم المشهود  لقد اريقت الدماء وقتلت الطفولة وأندثرت الأحلام واستبيحت المحرمات لقد حمل الصهاينة كل أحقاد الارض انه التاريخ الأسود الذي دمر فلسطين لا بل القومية العربية… 

ربما كانت الأسابيع الأخيرة من أقسى ما مر به الشعب العربي الفلسطيني في حياته من حيث تعرضه للقتل والتدمير والتهجير والإبادة، لقد بلغت العدوانية الصهيونية قمة تحديها وإستهانتها بالعرب جميعا في تحد صارخ لكل الضمائر المرابطة والحاملة في نفوسهم ذرة وفاء، الأمر الذي كان يستوجب رد فعل عربي يرتفع قليلا عن المعتاد ولو من باب رفع العتب أو براءة الذمة، ولكن رد الفعل العربي جاء على العكس  فحتى في كلمات الشجب والاستنكار والإدانة أيها العرب… لستم براء من دم أبناء فلسطين.

في صمت عربي جلب الخزي والعار يقف الحكام مكتوفي الأيدي أذلاء حمقى، ففي الآفاتِ والكوارث الإنسانية يسكتَ الأمناءُ عن بيانِ الحقِّ فلا تسمعُ لهم همسًا،  هكذا سقطت الاقنعة ولم تصدر عنها أية حركة تعطي بعض الزاد المعنوي لأشقائهم الفلسطينيين في محنتهم القاسية أو توحي للحكام العرب بعدم الرضا بمواقفهم، أو تنبه الإدارة الأميركية والمعتدين الإسرائيليين إلى أن سياساتهم تستفز الشارع العربي ويمكن أن تدفعه إلى ما هو أكثر من التظاهر.

 مما يشكل خطرا مستقبليا على مصالحهم في المنطقة هذه المواقف العربية التي باتت معروفة للجميع، العدو قبل الصديق هي التي تخذل موقف المقاومة الفلسطينية أكثر مما يخذلها القصف الإسرائيلي أو الضغط الأميركي بل أنهم يخذلون شعوبهم وهمهم رضى الكيان الصهيوني الإرهابي وداعمة الإرهاب أمريكا والغرب.

وهي، للأسف الشديد، تزيد من عدد المنادين بشعار “يا وحدنا” في الوسط الفلسطيني كفرا بإنتمائهم القومي، كما تدفع إلى تنامي قوى تطالب النزول عند شروط العدو والإستسلام لشروطه.

فكل برميل نفط سعودي وكل تيار كهرباء وكل دولار بترول عربي خليجي، يذهب في إراقة دماء الفلسطينيين الأبرياء،  فكم من برميل نفط يعادل دم وارواح واطفال الشعب الفلسطيني  لذلك، فإنه ليس على الفلسطينيين التعويل على الموقف العربي المتخاذل في عمومه الجبان الأحمق.

ولئن استندت قيادة منظمة التحرير على الدعم السياسي للجامعة لخطوات التسوية مع إسرائيل منذ اتفاق أوسلو وحتى مبادرة السلام العربية عام 2002 فإن صفقة القرن وموافقة زعيمة الجامعة العربية مصر عليها ومن ورائها السعودية والإمارات والبحرين، دفنت حل الدولتين ومبادرة 2002 هذا فضلاً عن عدم دعم هذه الجامعة أصلاً لبرنامج المقاومة بل ومحاصرته من مصر والسعودية والأردن وغيرها.

لقد بتنا نعيش في زمن الاستسلام والهون والذل والعار وليس السلام، زمن لا يوجد فيه حسيب سوى عدالة الالاه ، فلا المحكمة الجنائية الدولية ولا مجلس الأمن الدولي إذ يصمون آذانهم على جرائم الحرب التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني ولا غيرهم سيحاسب إسرائيل أو أمريكا  ..

ففي وقت تتنكر الدول الغربية الداعمة لإسرائيل لشرعية القانون الدولي بخصوص المقاومة الفلسطينية، يفضحها هذا القانون ويضعها أمام ازدواجية معاييرها ونفاقها، عندما تتجاهله ثانياً بصم آذانها عن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل او الكلب السائب من مجازر فاقت كل التوقعات وكل الضمائر البشرية الى الحيوانية الشرسة.

لقد فقد المجتمع الدولي كل ثقته في القانون الإنساني الدولي ومنه بنود اتفاقيات جنيف المحددة لقوانين وأعراف الحرب والتي باتت وهما وزيفا باسم دمقراطية الأرض زمن الحرب والسلم وتضاف إلى هذه الاتفاقيات، اتفاقية لاهاي الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، والتي تنص في مادتها الـ 25 على “حظر مهاجمة أو قصف المستشفيات و المدن والقرى والأماكن السكنية أو المباني المجردة من وسائل الدفاع أيا كانت الوسيلة المستعملة، وفي مادتها الـ 23 على “حظر استخدام الأسلحة والقذائف والموارد التي من شأنها إحداث إصابات وآلام لا مبرر لها”.

مع ذلك وعلى مرأى من المجتمع الدولي قامت إسرائيل بخرق هذه القوانين الدولية ضاربة بها عرض الحائط  خلال عدوانها على غزة،  وفي اخر حصيلة كان قصفها للمستشفى الأهلي المعمداني حيث كان يحتمي به المئات من النازحين العزل، إضافة إلى عدد من الطواقم الطبية والمسعفين وأدت هذه المذبحة إلى سقوط أكثر من 500 شهيد كما تم استخدام قنابل الفسفور الأبيض المحرمة دولياً في قصف كل من غزة ولبنان .

هجمات إسرائيل الجوية والمدفعية الدموية على قطاع غزة حولته إلى حفرة من الجحيم ينتشر فيها الموت والدمار في ظروف إنسانية بالغة التعقيد ومن دون أي خدمات أساسية للحياة هذا وتجوب صور الأطفال المقتولة والدماء المهدورة والنساء والرضع والمدنيين العزل والدمار والجوع واليأس وكل أركان الجريمة ضد الإنسانية وما تبقى في إناء الإنسانية دون أن يحرك العالم ساكنا في وقت يضخ فيه النفط العربي والبترول الخليجي والكهرباء والماء الى الصهاينة القتلة لقتل الفلسطينيين الأبرياء وصمة عار  لا يحتملها عقل بشري ولا أخلاق أمم…

By Zouhour Mechergui

Journaliste