الأربعاء. ديسمبر 25th, 2024

تعهد “بايدن” مع بداية وصوله إلى البيت الأبيض، بإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، مقابل رفع قسم من العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، قبل أن يعلن في بداية نوفمبر الماضي على “موت” الاتفاق بسبب استمرار الخلافات العالقة بين الطرفين وعدم قدرة المفاوضين على تسويتها.

 وتمثل محاولة الإدارة التوصل إلى اتفاق غير رسمي مع إيران المحاولة الدبلوماسية الأخيرة للرئيس بايدن التي تسعى فيها الإدارة إلى تهدئة حدة التوتر مع طهران.

ولكن الجهود الدبلوماسية الأمريكية مع طهران ستكون محدودة بموجب شروط قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. ولذلك، لا يمكن استبعاد أن تطلق الإدارة الأمريكية على أى صفقة محتملة مع إيران مصطلح “تفاهم” وليس “اتفاقاً” لتجنب مراجعة الكونجرس الأمريكي الذي يرفض مشرعيه رفع العقوبات المفروضة على إيران.

ويمكن أن يقوم بايدن بتوسيع نطاق هذا التفاهم لاحقا كأساس لمحادثات مستقبلية بشأن اتفاق نووي جديد بين الولايات المتحدة وإيران، على نحو يوحي بأن المنطقة قد تكون مقبلة على استحقاقات استراتيجية ربما لا تكون هينة.

وما يجري اليوم في الساحة السياسية الأمريكية هو “انقلاب” الموازين فلقد تصاعدت حدة الجدل على الساحة الداخلية الأمريكية حول التقارير الجديدة التي كشفت عن إجراء مباحثات بين مسئولين إيرانيين وأمريكيين للوصول إلى اتفاق “تهدئة” يتضمن بنودا نووية وإقليمية.

ولكن المناخ السياسي الأمريكي أصبح منقسما فهناك شق كبير يرفض رفضا قطعيا هذه “التهدئة” وهناك من هو مع “التهدئة” وذلك للأسباب التالية:

  1.  معارضة تخفيف العقوبات: يواصل النواب الجمهوريون توجيه تحذيرات إلى إدارة الرئيس بايدن من السعى إلى أي اتفاق مع إيران من شأنه تخفيف العقوبات دون موافقة الكونجرس، ومخالفة الإدارة الأمريكية شروط قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، المدعوم من الجمهوريين والديمقراطيين لضمان إشراف الكونجرس على سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
  2. فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني: بينما يرفض التيار الذي دعم قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، إبرام الإدارة الأمريكية اتفاقا نوويا آخر مع طهران، لأنه لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة مثل خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم التوصل إليها في 14 جويلية 2015، يذهب تيار آخر إلى أن التفاهم الذي تسعى إدارة بايدن للتوصل إليه مع إيران من شأنه استعادة بعض القيود التي كانت مفروضة على إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي يهدد أمن واستقرار المنطقة بعد الإخفاقات المتعددة للمباحثات غير المباشرة للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. فضلاً عن أن مثل هذا التفاهم من شأنه منع حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة، ووقف دعم إيران لوكلائها في المنطقة ودعم الحرب الروسية على أوكرانيا والإفراج عن مواطنين أمريكيين محتجزين لديها.
  3. تعزيز موقع الرئيس بايدن قبل الانتخابات: يريد الرئيس بايدن-الساعي للفوز بفترة رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي سوف تجرى في نوفمبر من العام المقبل-تجنب أي أزمة مع إيران قبل الانتخابات. ومع تعدد الأزمات الدولية والتوترات في أوكرانيا وتايوان التي تتقدم أجندة الإدارة الأمريكية راهناً، فإنها تسعى إلى تجنب حدوث تصعيد جديد في منطقة الشرق الأوسط، في وقت تقلل فيه الانخراط في أزمات المنطقة إلا في الحدود الدنيا، في ظل توجيه بوصلة الاهتمام الأمريكي من الشرق الأوسط إلى منطقة الإندو-باسيفيك.

الخلاصة:

تشهد السياسة الأمريكية مؤخرا في منطقة الشرق الأوسط “انحرافات” كبرى و”قلق” أمريكي واسرائيلي مما آلت اليه الأوضاع وخاصة بعد “فشل” مخططاتها في ما يسمى “بالربيع العربي” وفشلها في مخطط الاطاحة بنظام الأسد في سوريا وفشلها في “تطويع” النظام الايراني وكذلك الفشل الكبير في مشروع “التطبيع” مع اسرائيل.

اليوم تحاول الادارة الامريكية الذهاب الى حل “التهدئة” مع ايران فهل ينجح بايدن في اقناع الكنغرس بذلك؟

ستشهد منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تحولات كبرى، وفعلا فقد بدأت هذه التحولات تبرز وتظهر بشكل واضح وكبير خاصة بعد حلّ أكبر “عقدة في منطقة الشرق الأوسط وهي “العلاقات الايرانية السعودية” وتطبيع ايران علاقاتها مع الدول العربية ورجوع النظام السوري الى الجامعة العربية.

By Zouhour Mechergui

Journaliste