تقرير فاتن جباري
القمة العربية للعام 2023أو القمة العربية الثانية والثلاثون هي الاجتماع الثاني والثلاثون لمجلس جامعة الدول العربية، حيث يجتمع رؤساء القادة العرب الجمعة في جدة للمشاركة في قمة عربية يرجّح أن يشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد، إثر جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي بعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عامًا على خلفية النزاع المدمّر في هذا البلد. قمة جدة من أهم القمم من فترة طويلة لأنها ستعيد بناء المنطقة العربية بشكل يعتمد على المصالح وتحويل التحدّيات إلى فرص…
ملفات حارقة ستطرح على طاولة اجتماعات القمة العربية التحضيرية المنعقدة بالعاصمة السعودية الرياض القمة العربية للعام 2023 التي اعادت الأسد إلى الواجهة الدبلوماسية. ويتطلع الشارع العربي الى نتائج مغايرة لهذه القمة مقارنة بسابقاتها نظرا لتقلص الخلافات العربية وتقارب وجهات النظر حول اغلب القضايا قمة ستنعقد وسط اجواء ايجابية في المحيط العربي و الاقليمي خاصة بعد المصالحة بين طهران و الرياض وما يرافقه من عمليات تهدئة في المنطقة بوساطة صينية عالية المستوى .
عودة الاسد الى الواجهة الدبلوماسية
الموعد المنتظر لكثيرين عاد يحدوهم امل اجتماع الدول العربية حول انتظارات شعوبها و الذي يزينه عودة دمشق الى الشأن العربي صلب جامعة الدول رغم حساسية عديد الملفات المطروحة على طاولة النظر .
اذ ستشهد هذه القمة عودة دولة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب الأهلية السورية بعد ان عُلّقت عضوية دمشق في جامعة الدول العربية ردا على قمعها الاحتجاجات التي خرجت في العام 2011 الى الشارع قبل أن تتحوّل إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص.
ويرى خبراء أنّ دعوة الأسد للمشاركة في قمة جدة تظهر أيضا نفوذ السعودية التي تسعى راهنا الى البروز كصانعة سلام في المنطقة، بعدما تغلّبت على اعتراضات عدد من الدول من بينها قطر لإعادة سوريا الى الحضن العربي خلال مباحثات في القاهرة مطلع الشهر الجاري اذ من ابرز قضايا الملف السوري هي اعادة اعمار البلاد و اعادة اللاجئين السوريين الى وطنهم
كما أعلنت السعودية أنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع سوريا، الحليف المقرب من إيران قبل أن تعلن قرار إعادة فتح بعثاتها في البلاد وتلى ذلك تبادل زيارات لوزراء خارجية البلدين وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من عقد
وفي دليل على اهتمام الجانب السوري بالمشاركة في القمة يشارك وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في الاجتماع التحضيري للقمة الذي يعقده وزراء خارجية الدول العربية في جدة وسط ترحيب عربي واسع النطاف عبر عنه الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للقمة العربية بمشاركة المقداد في اللقاء.هذا وينتظر ما اذا ستتمكّن الجامعة من القيام بجهود فاعلة بشأن قضايا ملحّة مثل مصير اللاجئين السوريين وتجارة الكبتاغون التي تُتهم دمشق بدعمها.
السعودية كصانعة سلام في المنطقة العربية : السودان و اليمن وسد النهضة
بالإضافة لعودة العلاقات مع نظام الأسد، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حيث يتفاوض ممثلو الطرفين السودانيين منذ نحو عشرة أيام برعاية مسؤولين أميركيين وسعوديين.
كذلك النزاع في اليمن وهو النزاع المستمر منذ أكثر من ثماني سنوات اذ تحاول السعودية ، ان تدفع نحو اتفاق سلام بين المتمردين الحوثيين والحكومة التي تدعمها على رأس تحالف عسكري يشارك في العمليات العسكرية في اليمن منذ العام 2015.
“ما تزال البيئة العالمية حافلة بالمخاطر والأزمات”. هذا ما عبر عنه الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط معتبرا ان صراع القوى الكبرى يضع على كاهل الكثير من الدول تكاليف إضافية سواء في تعزيز الأمن أو في الحصول على الموارد خاصة الطاقة والغذاء.
الوضع في فلسطين يقترب من مرحلة الانفجار كذلك الازمة الاقتصادية اللبنانية
يعتبر العرب فلسطين القضية المركزية والمحورية التي يجب التركيز عليها، وأفردوا لها العديد من القمم، أهمها ما أفرزته قمة بيروت عام 2002 من تبني مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك السعودية وقتها، والتي كانت تعرف بـ”مبادرة السلام العربية”.
المبادرة التي حظيت بتأييد عربي كبير، هدفت إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
ويبقى وجود جامعة الدول العربية ضرورة باعتبارها البيت الجامع للأمة العربية، رغم أنها لم تقم بالدور الذي يتمناه كل عربي، فمنذ أن تأسست الجامعة أقرت في ميثاقها مبدأ “السيادة الوطنية للدول الأعضاء” ومبدأ عدم جواز التدخل في الشأن الداخلي للدول وانشأت منظمات متخصصة ووقعت اتفاقيات عديدة لتعزيز للعمل العربي المشترك بدءا باتفاقية الدفاع العربي المشترك لحماية الدول من العدوان الخارجي.
مبادرة الصين العربي في ارساء سلام دائم
الصين التي برزت كقطب دولي سيقود السلام العالمي الجديد حيث تسارعت التحولات الدبلوماسية الأخيرة بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران وأعلن عنه في مارس من هذا العام .
على المستوى الاقتصادي والذي يضل في مقدمة الملفات التي تطلب معالجة خاصة وفق الخبراء، في ضل الازمة الاقتصادية التي يعيشها العالم و تداعياتها على اقتصاد دول المنطقة كالأمن الغذائي و ارتفاع اسعار المحروقات العالمي و ازمة المناخ والحرب الروسية الاكرانية .
كما يعد الجانب الامني ومكافحة الارهاب من اهم التحديات الاتي تواجهها الدول العربية ويأتي على راس الملفات التي ستناقش الازمة السودانية و ملف سد النهضة الذي سيشكل تحديا كبيرا للأمن المائي في مصر و السودان وخاصة بعد تقدم مصر لمشروع قرار لجامعة الدول العربية لمناقشة ومقاربة اثيوبيا .