الأثنين. أكتوبر 7th, 2024

خاص – ليبيا


لماذا لم تقم روسيا بدعم نفوذها في ليبيا سياسيًا، على الرغم من النجاح الباهر الذي حققته قوات جماعة “فاغنر” في حملة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر على الميليشيات المسلحة في طرابلس عام 2019؟، سؤال حمل اجابته مؤسس جماعة “فاغنر” الروسية، يفغيني بريغوجين، الذي وجه اللوم لوزارة الخارجية الروسية ووزارة الدفاع.

وردًا على مجموعة أسئلة طرحها صحفي روسي له، قال بريغوجين: “قد أكون مخطئا ولا أعرف بعض التفاصيل عن العلاقات مع جنوب إفريقيا وأنغولا وبعض الدول الأخرى. لكن في البلدان التي أنا منغمس فيها جيدًا، أعتقد أننا لا نفعل شيئًا على الإطلاق”.

وأضاف: “تقوم بيروقراطيتنا بجعل كل شيء يأخذ وقتًا طويلًا، نحن لا نتخذ أي خطوات نشطة في هذه البلدان. وحتى عندما نقوم بمساعدتهم، تكون المساعدة بطيئة، وقليلة، بحيث يكون من الأفضل عدم تلقي مثل هذه المساعدة”.

واكمل بريغوجين في رده على الأسئلة: “في الأماكن التي يتواجد فيها فاغنر، نواجه صعوبات هائلة، خصوصًا من طرف وزارة الدفاع والخارجية، ولذلك وعلى الصعيد الآخر يتفاعل الأمريكيون والفرنسيون بشكل أكبر بعشرات المرات مع المعطيات في القارة الإفريقية بالمقارنة مع روسيا”.

مضيفًا: “انظر إلى ليبيا نفسها، حيث كانت العلاقات بينها وبين روسيا على أعلى مستوى قبل عامين. بينما الآن، دخل الوضع في ركود كامل وشامل. الليبيون يأتون ويطرحون السؤال: أين أنتم أيها الروس؟ إلى أين ذهبتم؟”.

لقد استطاعت روسيا تثبيت موقعها كقوة عالمية موازية لأمريكا، منذ إطلاقها العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وبدأ النظام العالمي بالتحول من نظام القطب الواحد إلى نظام متعدد الأقطاب، ولكن النفوذ الروسي لم يترجم بعد بشكل كامل في العديد من المناطق الداعمة لهذا التغيير، فليبيا على سبيل المثال تواجه خطر فقدان استقلاليتها وسيادتها لصالح الأطماع الأمريكية، والعديد من النخب السياسية الليبية لا تستطيع مجابهة هذه الأطماع الأمريكية المتنامية لوحدها.

قوات فاغنر أمّنت معسكر شرق ليبيا عسكريًا، وحققت توازن قوى بشكل لن يسمح لأي قوة في ليبيا بضرب هذا المعسكر أو الاستحواذ على المناطق الخاضعة تحت سيطرته، ولكن على الجانب الآخر، دبلوماسيًا ازداد الوضع صعوبة، بعد أن تنامى اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالملف الليبي، فأصبحت تضغط على جميع الأطراف الليبية وتحدد المسار الذي يجب على المبعوث الأممي عبد الله باتيلي السير وفقه بما يتعلق بالانتخابات الليبية.

بينما اتخذت وزارة الخارجية الروسية موقفا ضعيفًا بما يتعلق بالملف الليبي، لا يتجاوز عدة تصريحات بدعم المسار السياسي والسلمي لحل الأزمة، ما دفع بالعديد من القادة الليبيين للجلوس مع الوفود الدبلوماسية الأمريكية والتباحث معها، خوفًا من أن ينتهي بها المطاف تحت العقوبات الغربية أو أن يتم إقصائها عن الساحة السياسية.

By Zouhour Mechergui

Journaliste