السبت. نوفمبر 23rd, 2024

فاتن الجباري.. باحثة بالمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الامنية والعسكرية بتونس

حدث تاريخي ابهر العالم اشعل نار اسرائيل وامريكا واطفئ اللهيب الذي ضل مشتعلا طوال سنوات بين ايران والسعودية …انه انجاز صنف تاريخي شهده العالم وشغل الصحف العالمية صنعته القيادة الصينية في اعلى مستوى لها .حيث توجه الرئيس الصيني الى العالم برسالة في هذه المناسبة معتبرا وان استعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية فتح طريقا يؤدي إلى السلم والاستقرار الإقليميين في الشرق الأوسط، وقدم نموذجا لتسوية الاختلافات والخلافات بين الدول عبر الحوار والتشاور.

ويبقى بيت القصيد في اتفاق بيكينغ في انعكاسه على توازنات المنطقة واحتمال احتدام الصراع الدولي مع تسجيل الصين لنقطة على حساب الدور الاميركي المهيمن منذ حوالي سبعة عقود من الزمن هكذا يمكن لإقليم غرب آسيا أن يصبح مسرح توتر جديد مع سعي الصين للعب دور أكثر حضورا وفاعلية. تأتي الصين لتنافس واشنطن في مسرح نفوذ تاريخي، بينما تظهر علامات فشل واشنطن ببناء جدار إقليمي يصد التوسع الإيراني وكذلك في احتواء النووي الإيراني كما ستجد إسرائيل نفسها في موقف سيفرض عليها خيارات صعبة، وستضطر واشنطن والدول الأوروبية لإعادة حساباتها في مواجهة تقدم محور الشرق نحو الشرق.

هذا الاعلان العالمي المفاجئءاتى ليمثل نقطة تحول تخلط الاوراق و يمكن ان تتيح تهدئة في الاقليم وتنظيماً افضل للخلافات بين طهران والرياض. بالرغم من مناخ اقليمي ودولي مسموم تشجع فيه امريكا وحليفتها اسرائيل على التطبيع ، فبعد مفاوضات انطلقت من بغداد في 2021 وتواصلت في العراق وسلطنة عمان طوال عامين، و بحث كل الملفات الخلافية الاقليمية من اليمن إلى المشرق العربي، لكن الدبلوماسية الصينية انتهزت اللحظة السياسية عبر سياساتها الوسيطة ونجحت في احداث اختراق غير متوقع  ابهر العالم لكنه لم يعجب امريكا واسرائيل نظرا لحجم ما تملكه من مصالح عند الطرفين خاصة بالنسبة لموارد الطاقة حيث ان العربية السعودية هي من أكبر المصدرين إلى الصين، ولان للبلدين ولهذه المنطقة مواقع أساسية على دروب طرق الحرير الجديدة ، وهي عناوين توسع الصين عالميا والاشغال التطبيقية لقوتها الناعمةفي اطار برنامج السلام العالمي .

اذ توصلت المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، واتفقتا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.وفقا لما أعلنت جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيان مشترك.وخلال هذا اللقاء تم  تهنئة الجانبين بمناسبة اتخاذ خطوة تاريخية، قال وانغ يي مدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إن الصين تدعم الجانبين في تحقيق قفزات ثابتة كما هو متفق عليه في الاتفاق للعمل من أجل مستقبل مشترك مشرق بالصبر والحكمة

يأتي ذلك عقب ترأس الوفد السعودي مساعد بن محمد العيبان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية، وترأس الوفد الإيراني الأميرال علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك خلال مباحثات جرت في بكين في الفترة من 6 إلى 10 مارس، حيث أجرت السعودية وإيران مباحثات لحل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما والتزاما منهما بمقاصد ومبادئ ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية هذا وقد أعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.

مبادرة الحزام والطريق توفر القوة الدافعة للتنمية العالمية: نعلم جميعا أن الصين وإيران قد شاركتا وصنعتا هذا التاريخ المجيد معا لأنه على هذا الطريق لا يوجد تبادل للبضائع فقط، بل أيضا يوجد مزيج من الثقافات والحضارات حيث تستثمر الصين حاليا في العديد من البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق ، مما سيفيد بالتأكيد شعوب الدول الواقعة على طولهما، ويفيد الصين وإيران. وقبل كل شيء، سيكون لإحياء طريق الحرير القديم بطريقة حديثة تأثير إيجابي على التعاون الاقتصادي والتجاري الإقليميحيث ستيسر ” الحزام والطريق ” الأنشطة الاقتصادية والتجارية الإقليمية وحتى العالمية وكذلك التعاون في مجالات أخرى، وستزيد من جاذبية البلدان الواقعة على طولهما أعتقد أن هذه المبادرة يمكن أن تكون هدفا لمنظمة شنغهاي للتعاون، ويمكن أيضا أن توفر القوة الدافعة للتنمية العالمية.

 

By Zouhour Mechergui

Journaliste