الأحد. نوفمبر 24th, 2024

نمرود سليمان-سياسي سوري-واشنطن

عندما استلمت إدارة أوباما البيت الأبيض مارست سياسة الانسحاب من الشرق الأوسط والتمركز على الحدود الصينية بسبب تحوّل الأخيرة الى منافس حقيقي لأمريكا .

في المرحلة نفسها شهدت المنطقة العربية الربيع العربي والذي حوّلته الاسلاموية بتشجيع من الأوباموية الى خريف مدمّر في المجالات كافة وركبت تركيا وإيران الموجة بكل قوة وبغطاء أوباموي واضح ، وصل ترمب الى البيت الأبيض والربيع العربي في مرحلة الانهيار واعتمد سياسة ( امريكا أولاً ) التي ادت الى وقوع شرخ كبير بين طرفي الأطلسي وبدأ الناتو بالاهتزاز والتفكك وتعمقت الخلافات بين الشريكين التاريخين لم تشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية ، التاريخ الذي تأسست فيه الشراكة .
قرأت قيادة الاتحاد الروسي وادرة بوتين المتغيرات الدولية والشرق أوسطية والشروخ بين الاوربين والامريكان وخلاف الناتونين بين بعضهم البعض ، عمل بوتين من خلال عقليته الأمنية على اقتناص هذه الفرصة وسعى الى استثمارها ، احتلت روسيا القرم لأنها ارض روسيا وتدخلت في جورجيا لأنها كانت سوفيتية وحشدت جيشها على الحدود الاكرانية لأنها الحديقة الخلفية لموسكو وارسلت جيشها الى سورية لمحاربة الارهاب ، انتهز بوتين الخلاف الامريكي الصيني والتركي الامريكي والفرنسي الامريكي بعد الغواصات الى استراليا ، روسيا استثمرت الخلاف الالماني الامريكي اثناء المرحلة الترمبية .
نعم روسيا قوية عسكرياً ولكنها ضعيفة اقتصادياً ، اقتناص الفرصة التاريخية هي نوع من انواع الاسلحة الفتاكة .
حنين بوتين الى الحقبة السوفيتية من جهة وسياسة الاقتناص من جهة ثانية اعاد روسيا الى قضبها الدولي الذي خسرته بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الى حد ما ، خسرت امريكا سياسة القطب الواحد الذي حكمت العالم من خلاله لمدة ثلاثين عاماً بمفردها ، بعد سياسة الاقتناص الروسي من ناحية وتحوّل الصين الى مصنع عالمي أصبح العالم متعدد الاقطاب .
بكل اسف شعوب الشرق الاوسط بشكل عام والسوري بشكل خاص هي من دفعت فواتير الدم الباهظة لهذه الأقطاب والمتغيرات والاقتناصات لأن الجغرافية العربية تحوّلت الى ساحة ميدانية لكسر الارادات بين الكبار بالعالم .
السوريون لديهم العشرات بل المئات من الغرف الافتراضية يناقشون فيها كل شي ، متى تتحوّل مئات الغرف الى غرفة سورية واحدة ، ألم يلاحظ اصحاب هذه الغرف من السوريين أننا نسجل ارقاماً قياسية في الجوع واللجوء والنزوح والغرق في البحار عدا مئات الشهداء واضعافهم من الجرحى .
متى تتحرك النُخب السورية وما أكثرها ، متى يظهر القناصون السياسيون وما اكثرهم ، متى يتحرك الضباط من مختلف المراتب وما اكثرهم .
لماذا تخافون من المبادرة أيها السوريون ، قد تبدأ بثلاثة اشخاص او اكثر .
ايجاد ألية تنظمية لجمع كل النخب بمختلف انواعها هي الحل .

By Zouhour Mechergui

Journaliste