بحث واعداد: خولة كلاحشي باحثة في العلوم السياسية والاتصالالسياسي بمركز الدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية.
منذ بداية ما سُمى بـ “الربيع العربي“، انتشرت الجماعات المتأسلمة في كثير من الدول العربية في محاولة استغلال الحدثوزعزعت استقرار الجمهوريات القائمة، فتنقض على السلطة بأي وسيلة.
باغتت هذه الجماعات، مستغلة وقود الثوراتواندفاع شعب عاش قمع تحت يد رجل واحد، ثم تمارس إقصائها للجميعوبسط سيطرتها الكلية، سواء بألاعيب الانتخابات التي أظهرت براعتها فيها، أو بالقوة النفاق الديني والجرائم المروعة.
وكذا الشأن بالنسبة للجمهورية التونسية التي تعتبر عرابة الربيع العربي وحاضنته، لكن بعدتراكم الاخلالات والجرائم في حق الشعب التونسي قرر الرئيس التونسي قيس سعيد الإعلان في 25جويلية 2021 عن حل “برلمانالهلاك” الذيترأسه زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، الذي لم يقدم شيء لدولة التونسية سوى دعم بارونات الإرهاب وتقهقر جميع المجالات الحياتية في تونس وتضعفت نسب الفقر والجوع مقابل تضعف ثروته واموال عائلته والقربين منه.
ومنذ إعلان سعيد القرار الوطني، تذكر التونسيون ومعهم العرب، جرائم الحركة النهضةفي تونس، والتي بدأت منذ زمن طويل، وحتى الآن.
الإسلام دين المؤمنين بريء من كل المتأسلمين:
تجدر الإشارة، الى انه وجب تعريف التيار الإسلامي وتفريقه عن الدين الإسلامي الذي لا يمت له بصلة، وعليه وجب عدم الخلط بين الدين الحنيف ومبادئه السمحة، وهو دين الوسطية والاعتدال والمحبة، وبين الحركات والاتجاهات الإسلامية أو الفئات المتأسلمة اسماً لاستغلال الدين كقناع في سبيل تحقيق مصالح آنية أو تأمين مطامع وغايات أخرى.
وقد بدأت اسس تشويه منذ الربيع العربي بنشر المخاوف من صعود ما يسمى بالإسلاميين إلى الحكم وسيطرتهم على المنطقة بأسرها تمهيداً لحروب واضطرابات توصل إلى ما هدفت إليه نظرية صراع الحضارات.
وبات الترويج لهذه الأباطيل وسياستها النجسة لدين منتشرا لدى العموم، ومن المؤسف مشاركة العرب في مؤامرة التخويف من الإسلام او ما سمي بــــــــ “الإسلاموفوبيا“.
إن التضليل وصل إلى الخلط بين الإسلام كدينمن الديانات السماوية وبين كل هذه التسميات الأخرى مثل السلفيين والجهاديين والأصوليين والمتطرفين والقاعدة، التي تدعي أنها امتداد لدين الإسلامي والسنة، فيما جماعة «الإخوان المسلمين» اكتفت بربط اسمها بالمسلمين وليس بالإسلام، لأنه لا يمكن لأي جهة أن تحتكر ارتباط الإسلام باسمها ولهذا من الخطأ حصر كلمة «الإخوان المسلمين» بحزب أو بجماعة.
خلاصة القول إنكل هذه الحركات القائمة هي حركات سياسية توصف خطأ بـ «الإسلام السياسي» لأنه ليس هناك ما يسمى بالإسلام السياسي والإسلام غير السياسي فالإسلام واحد ليس بمتعدد. وهي في الحقيقة أحزاب دون أيديولوجيا معينة ثابتة، تسعى للوصول إلى السلطة باتخاذهاالدين ستاراً أو قناعاً لتحقيق أهدافها.
التاريخ المظلم لن يٌتنسى… ذكرهم فإن الذكرى تنفع الخلق:
حركة النهضة هي الحركة التاريخية“الإسلامية“في تونس، وتأسست عام 1972 وأعلنت رسميا عن نفسها في 6 جوان 1981.. لم يُعترف بالحركة كحزب سياسيفي تونس إلا في 2011 بعد مغادرة الرئيس الراحل زين العابدين بن علي البلاد، إثر اندلاع ثورة الياسمين التونسية في ديسمبر 2011.
ومنذ النشأة تورطت حركة النهضة الاخوانيةفي العديد من الجرائم، لعل أهمها أحداث العنف التي تعود لسنة 1991، والتي نتج عنها حرق حارسي مقر حزب “التجمع الدستوريالديمقراطي” الحاكم آنذاك.
كما تعتبر “عملية باب سويقة” هي أشهر جرائم الإخوان في تونس، إذ حُدد موعد التنفيذ في الـ 17 من فيفري 1991، لاستهداف مقر لجنة التنسيق الحزبي بباب سويقة، بعلم قيادة حركة النهضة، وجاء تحت خطة صادقت عليها هياكل النهضة في مؤتمرها.
ولحظة التنفيذ، كما يروى أحد مرتكبيها، تعالت أصوات التكبير، وهجم 16 عنصرًا من النهضة بعد انقطاع التيار الكهربائي على مقر الحزب، فقد كان هناك قرار لاستهداف مقرات “التجمع الدستوري” وتحديدا من راشد الغنوشي وعلي العريض، واستهداف لجنة تنسيق الحزب لحوزته على أرشيف كبير، إذ أن الحركة كانت تخطط لاختراق الجيش بإشراف المنصف بن سالم والصادق شورو وبقيادة مباشرة من راشد الغنوشى، رئيس البرلمان المجمد.
وكان قد تقرر التوجه إلى تنفيذ عمليات إرهابية اتخذه الغنوشي في مؤتمر الحزب سنة 1988 تحت شعار “فرض الحريات“، وقد نتج عن ذلك حرق مقرات ومدارس وكليات في العاصمة ومدينة منزل بورقيبة ومراكز أمنية بالعاصمة.
وقد أقرت قيادات الجماعة الإخوانية في 1989 استراتيجية للعنف من أجل الوصول إلى مبتغى واحد وهو كرسي الحكم، والاستئثار به بكل الطرق غير المشروعة، والتي تعتمد على الدموية كمنهج شبه وحيد، تلك الاستراتيجية التي أقرها القياديعلى العريض، وتهدف إلى تفكيك السلطة وتغيير النظام.
سعت النهضة إلى اختراق المجتمع التونسي، عبر مشروع ظاهره معرفي هو “أسلمة المجتمع“واعتمدت منهجا يجمع بين الانتماء إلى الفكر السلفي، ويتقاطع مع أنصار الشريعة الإرهابي، التي تستند إلى مبدأ فقهي وهو الحاكمية.
كل القيادات الإخوانية الحاليةالتي كانت مؤثرة في المشهد السياسي، هي من أعطت أوامر تنفيذ العمليات الإرهابيةسابقا، ولم تستوعب خطورة التوجهاتها الى اليوم.
والمدهش أن قيادات الجماعة كشفت في اعترافها، ومنها اعتراف القياديالتونسي، كريم عبد السلام، لتبنى النهضة للعنف واعتباره من أدوات التغيير السياسي دون أي وازع وطني.
وإمعانًا في المراوغة، برر الغنوشىفى أول لقاء بعد عودته من منفاه في لندن عام 2011، أحداث باب سويقة بأنها كانت “أخطاء فردية” لبعض شباب الحركة في بداية التسعينيات.
كما صرح علي العريض نائب رئيس النهضة للجزيرة نت“نحن لا ننكر أننا كنا جزءا من السلطة، ولكن ما نرفضه هو العقلية التي تريد أن تختزل 10 سنوات من الحكم في النهضة وتلبيسها كل الأخطاء“.
وأعلن عبد الحميد الجلاصي، هو أحد أبرز قياديي حركة النهضة التونسية، عن استقالته من الحركة فى 2020، وانتقد الجلاصي وجود اسم راشد الغنوشى على رأس الحركة لمدة خمسة عقود، وقال إنه يرفض أن يكون “شريكا في هذه المسرحية“.
لكن نفاق تصريحاتهم لا تسمن ولا تغني من جوع، فمن كان منهم فهو حليفهم ومساعدهم رضا بما قرروه وساعد فيما احاكوه، فلن تسلم أيديهم من شر وقع على تونس جراء صنعهم وتدبيرهم وليس عليهم سوى تحمل مسؤولياتهم.
كما تكشف عملية اغتيال الناشطين السياسيين شكرى بلعيد ومحمد البراهمى، عام 2013، والتى تفجّرت معها قضية الجهاز السري لحركة النهضة، عندما كشف فريق هيئة الدفاع عن الناشطين، وجود وثائق وأدلة تفيد بامتلاك النهضة لجهاز سرى أمنى مواز للدولة، متورط في اغتيال المعارضين، وفى ممارسة التجسس واختراق مؤسسات الدولة وملاحقة خصوم حزب حركة النهضة.
وقد تم فتح بحث تحقيقيفي قضية الجهاز السري بتاريخ 31 ديسمبر 2019 وحسب هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمى، وجه الاتهام لأشخاص مرتبطين مباشرة بحركة النهضة.
وهو ما أكد الشك القائل بأن للنهضة جهاز سري برز في أواسط الثمانينات من خلال تجنيد عناصر أمنية وضباط من الجيش، اشتغل على قلب نظام الحكم، قبل أن يسبقهم في ذلك الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي سنة 1987.
ويبقى الغنوشي هو الخيط الناظم للاخوان في تونس، ونجح في تصفية كل قيادات حركته، وهو الرأس المدبر للفشل الذي عاشته تونس في جل العشرية الأخيرة، يرجح أنه انتهى سياسيا وحزبيا، لتجلى وجهه الحقيقي لشعب التونسي وحتى أنصاره.
حركة النهضة الاخوانية، حُشرت في جُحْرِ الضًبْ، وانتهت تماما:
بعد حقبة من السياسات الفاشلة التي أوقدت غضب المواطنين، وأدت إلى سقوط الحركةالاخوانية وخروجها من المشهد السياسيمبدئيا.فقد بات جليا أنها الآن ليست بالقوة التي كانت سنة 1990، فقد استنزفت أخلاقيا ودوى فشل الغنوشي في اتخاذ التدابير المرحلية، أو تغيير قواعد الحزب لإعادة بناء نسختةثانية.
وقد تقدم 113 من أعضاء الحزب باستقالاتهم بشكل جماعي، بسبب ما وصفوه بالسياسات الفاشلة وتمسك راشد الغنوشي برئاسة النهضة، فيما حملوه المسؤولية كاملة عن الفشل السياسي الذي لحق بالحركة على مدار السنوات الماضية.
وفضلا عن هذه الاستقالات، لم تنجح تركيبة المكتب التنفيذي الجديد في نيل ثقة مجلس الشورى، ويرى المراقبون أن حركة النهضة الإخوانية في تونس ستقف وحيدة في مواجهة مصير ضبابي بعد أن تخلى عنها حلفاء الماضي واحدا تلو الآخر، بالتزامن مع التغييرات السياسية الكبيرة التي تشهدها البلاد منذ 25جويلية 2021.
وعليه، أصبح من المخزي الانتماء لهذه الحركةالمبنية على النفاق السياسي، فالنهضة فاشلة في الحرب والسلم لأنهم لا يملكون أي بصيرة أو ضمير، يتلونون بعباءات عدة أظهرت فسادهم السياسي والأخلاقي.
كما أثبتت احداث 25 جويلية2021 أن هذه الحركة من قبيلالقوى الافتراضية وليس لها أي وجود ثابت في الواقع كما ليس لها قاعدة شعبية في الشارع التونسي عكس ادعاءاتهم، فقد عملت على استغلال الفئات المهمشة والهشة أو المشحونين دينيا،وانتهت منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات السابقة.
تأثّرتعملية صنع القرار لدى الإخوان بعمق بالاعتبارات مرحلية وبالحسابات الانفعالية قصيرة المدى التي تفتقد إلى التحليل الاستراتيجي المستند إلى “مبدأ حصد الألافعددا“ وبتغول عبر المال السياسي. فكان الوصول إلى السلطة بمثابة “نهاية التاريخ” للجماعة الاخوان، ما أدّىالى هزيمة سياسية مدوية.
وتتوقع المصادر أن يتولى القيادي المستقيل سمير ديلو قيادة الحزب الجديد مع زملاءه، عبد اللطيف مكي ومحمد بن سالم، وعدد من أعضاء مجلس النواب المعلّق انابتهم مثل جميلة الكسيكسي والتومي الحمروني ورباب اللطيف ونسيبة بن علي.
أما عن القيادات المستقيلة من النهضة قد تلجأ لتدشين حزب سياسي جديد بعيدا عن أيدولوجيا الحركة لكسب مساحة في الشارع السياسي التونسي، لكن هذه التجربة لا يمكن التنبؤ بنتائجها لأنها ستظل رهينة بوعي المواطن في التعامل مع أي تيار له علاقة بسياسات الحركة المرفوضة.
وبحسب المحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي أن محاولة هذه القوى السياسية لتحوير خطابها “مجرد آلية للعودة إلى الخارطة السياسية في البلاد، وضمان حيز ما في مستقبل تونس السياسي“.
من بوادر توقع سقوط النهضة الاخوانية أغلب القوى السياسية التي تحالفت مع حركة النهضة بدأت تفك هذا الارتباط أو التحالف، بالإضافة إلى ذلك أن الشعب التونسى يئن كثيرا من إدارة حركة النهضة، كما أن مستوى المعيشة تراجع بشكل كبير فى تونس.
بيع الوطن وخيانة الأمانة، جرائم لا تفسخ بغفرانولا تسقط بالتقادمبحق الشعب التونسي:
إن حركةكانت راعية لتدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية في الدولة، كافلةلاستمرار ممارسات الإخوان في إفساد المؤسسات واختراق القضاء وممارسة العنف ضد المعارضين.
وارتكبت النهضة جرائم بحق التونسيين كما تجاوزت جرائمها الحدود لتطال دولا إقليمية، خاصة ليبيا، التي وقعت فريسة للأطماع التركية والأهداف التي سهلتها تركيا وفتح البلاد كممرات لنقل السلاح والمرتزقة إلى الداخل الليبي، وفي الداخل، فشلت حركة النهضة في تحقيق أي وعود انتخابية، كما تسببت في انزلاق البلاد لمنحدر الاغتيالات السياسية والتحارب.
فالنهضة منذ 2011 عملت لصالح أجندة التنظيم العالمي للإخوان وليس وفق أجندة وطنية، ويغيب عن أدبيتها تماما مفهوم الدولة وقيم الوطنية، وبالتالي عندما وصلت إلى صنع القرار السياسي في تونس إبان الانتخابات التي جرت عقب 2011، لم تقدم أي جديد للسياسة التونسية، وكانت صفرا من المشاريع السياسية الوطنية وخواء في القدرة على إدارة الدولة.
في المقابل ذلك، تم الكشف عن حجم ثروة رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشى، حيث تصدر قائمة أثرياء تونس بثروة لا تقل عن 2700 مليار دينار بما يعادل (مليار دولار)فى شكل ودائع بنكية موجودة أساسا في سويسرا، وحصص في شركات موجودة خارج تونس، من بينها 3 شركات في فرنسا، وهو ما نشرته صحيفة “الأنوار” التونسيةفي تحقيق تحت عنوان “الأنوار تفتح ملف ثروة الغنوشى“.
وأوضح التقرير أن الوساطة في تهريب الأسلحة إلى ليبيا تمثل هي الأخرى رافدا من روافد ثروة الغنوشى، الذي سهل مرور أكثر من 20 شحنة أسلحة إلى ليبيا مقابل عمولات بلغت 30 مليون دولار.
كما أن جزءًا كبيرًا من ثروته بفضل تجارة جوازات السفر التي يشرف عليها كاتب الدولة السابق للهجرة حسين الجزيري، وتحقق سنويا رقم معاملات يقدر قيمتها بنحو 220 مليون دولار، فضلا عن التهريب الذي يشرف عليه القيادي بالحركة والنائب المجمد السيد الفرجانى.
فيما كشف الوزير التونسي السابق محمد عبو، والقيادي السابق بالتيار الديمقراطي التونسي عن امتلاك حركة النهضة لأربع قنوات إعلامية تحمل شبهة تبييض أموال، أو غسيل سمعة الإخوان.
وتبعا لذلك،لا تمتلك حركة النهضة الأدوات التي تمكنها من إدارة الدولة أو تشكيل الحكومة بما تطلبه هذه العملية من إدراك لمختلف المعطيات، بالإضافة إلى غياب مفهوم الدولة، طبعا أولوياتها مختلفة تماما عن هذا التنظيم الهلامي الذي لا يؤمن بالوطن ويعمل فقط لمصالحه الخاصة.
ويتابع “اليحياوي” أن جل تحركات حركة النهضة الإخوانية كانت تصب لصالح أجندات خارجية، خضعت في كثير من المناسبات للإملاءات المرتبطة بالحلف التركي القطري، أكثر من كونها اتجهت لتحقيق استقلالية مالية لتونس.
مؤكدا أن العمل لصالح هذا التنظيم برأسيه قطر وتركيا كانت مسبقة على مصالح الوطن في تونس.
يصف بسام حمدي المحلل السياسي التونسي وصول حركة النهضة إلى الحكم في تونس بأنه ارتكز على ما يمكن وصفه بالنفاق الانتخابي، يتضح ذلك من خلال عدم التزامها بما وعدت به قبيل الانتخابات وأهمها تحقيق التنمية في البلاد، لكنها لم تقدر على تحقيق أي نمو اقتصادي بالعكس تزايدت نسب الفقر والبطالة والجريمة في البلاد، في الفترة حكمت فيها البلاد وحتى اليوم.
ويؤكد حمدي أن النهضة خدعت التونسيين خلال العملية الانتخابية، وفي المقابل لم تفِ بوعودها بل أسهمت بشكل كبير في تفاقم الأزمات بالولاءات الخارجية.
المراجع:
عضو منشق عن النهضة كريم عبدالسلاميفتح لـ“العين الإخبارية” الصندوق الأسود لـ“إخوان تونس“الإثنين 2021/8/2 01:23 .
https://journals.openedition.org/poldev/1833“الربيع العربي“: ثقل الإخوان المسلمين –رؤيتهم للدولة والمالية الإسلامية