الأربعاء. ديسمبر 25th, 2024

اعداد رباب حدادة باحثة في قسم البحوث والدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية

مراجعة : الدكتورة بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية

منذ أولّ يوم من بداية الحرب في سوريا، باتت الدولة مسرحا للتدخلات الغربية والاقليمية، التي فككت الاقليم وقسّمت البلد بين موال ومعارض لنظام سعى جاهدا للتصدي  للمؤامرة التي أحيكت لضرب استقرار المنطقة ككل.

وانتشرت في عموم البلد النقاط العسكرية التي حددت مهامها ضمن حماية تلك المنطقة التي تتمركز بها حتى باتت سوريا كـ”مقاطعات عسكرية” تتحكم في مصير شعبها دول عظمى خاصة بعد تواطؤ المعارضة المسلحة مع جهات استخبراتية دولية واقليمية كان هدفها ضرب سوريا وامنها والتوغل في باقي دول المنطقة التي أًحرقت بنار ما أصاب سوريا.

وتورّطت أربعة دول في التدخل بتعلّة حماية النظام وأخرى لحماية المعارضة المسلحة، تركيا –روسيا–أمريكا–ايران، حتى باتت مهمة المغادرة شبه مستحيلة خاصة مع تزايد المطامع السياسية والاقتصادية ومع سيطرة كل منها على رقعة جغرافية  في سوريا بتعلة “الحماية”، ونعلم جيدا أنه من السهل ارساء نقاط عسكرية وقواعد عسكرية لكن من الصعب التنازل عليها وسحبها بالمنطق العسكري والمنطق السياسي والهيمنة.

التركز العسكري الروسي

روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري وانخرط في القتال منذ الوهلة الاولى وتركزه العسكري اختلف بشكل دائم حسب التغيرات الميدانية للحرب بطبيعة الحال.وقد شارك في الحرب السورية ما يقارب 60 الف جندي روسي بشكل عام وينتشر حاليا ما يقارب 20 الف في سوريا.

 خارطة الانتشار العسكري الاخيرة حسب ما تم رصده منذ بداية 2021 تتمثل في 3 قواعد عسكرية ولم تعترف روسيا سوى بقاعدتين الى جانب 23 مركز عسكري.

اهم قاعدة عسكرية روسية في سوريا هي القاعدة البحرية بميناء طرطوس تم بناء القاعدة في 1971 بين سوريا والاتحاد السوفياتي الذي استعملها كنقطة امداد لوجستي حتى سقوطه في 1991، وتم التخلي على القاعدة الى غاية 2008 حين قامت موسكو بابرام عقد جديد مع النظام السوري من اجل اقامة قاعدة عسكرية كبرى، وعرف الاتفاق تحويرات في 2018 تمتعت على ضوئه موسكو بالحق باستعمال القاعدة لمدة 49 سنة بدون شروط او مقابل،مع التجديد التلقائي للعقد لمدة 255 سنة متتالية.

وتعد هذه القاعدة بالغة الاهمية بالنسبة لروسيا لانها قاعدتها الوحيدة على السواحل المتوسطية وبالتالي البوابة الوحيدة المنفتحة على الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

قاعدة طرطوس

  • 8 طائرات مقاتلة اعتراضية من نوع سوخوي 24
  • 12 طائرة قاذفة هجوم أرضي نوع سوخوي 25
  • 4 طائرات متعددة الأدوار نوع سوخوي 30
  • 6 طائرات قاذفة متوسطة نوع سوخوي 34
  • 8 طائرات متعددة المهام نوع سوخوي 35
  • 8 طائرات مقاتلة متعددة المهام ميغ 31
  • قاذفات تو-162 بلاكجاك،
  • قاذفات تو 22 أم3
  • قاذفات تو-95
  • طائرات الاستطلاع والتشويش الإلكتروني إيل-20
  • الطائرة توبوليفR214وتوبوليفP214″

قاعدة حميم

ثاني اهم قاعدة هي قاعدة حميميم الجوية الشهيرة في محافظة الاذقية والتي تقع بالقرب من مطار حافظ الاسد على مساحة بدائرة قطرها 70 كم وهي المساحة المبدئية قبل توسيعات مابعد 2016.

ابرمت روسيا اتفاق مع بشار الاسد في بداية تدخلها سنة 2015 لاستعمال القاعدة كمهبط للحوامات ثم بدا توسيعها وتهياتها لتتحول الى قاعدة جوية.وقد نص العقد على استعمال روسيا للقاعدة بدون شروط او مقابل مادي طيلة 49 سنة القادمة مع احقية تمديد العقد لمدة 25 سنة اظافية. ومنذ ذلك التاريخ وتعد قاعدة حميمي هي المقر الرئيسي لادارة عمليات سلاح الجو الروسي.

قاعدة تدمر

القاعدة الثالثة والاكثر حداثة هي قاعدة تدمر من محافظة حمص وتعتبر في مركز الاراضي السورية.تنفي موسكو اقامتها لمثل هذه القاعدة ولكن انشاءها مثبت حسب العديد من التقارير الامريكية منذ 2016 وتضم القاعدة فرق متخصصة في نزع الالغام الى جانب اسلحة ثقيلة من مدفعيات وناقلات الجنود ومقاتلات مروحية من طرازي Mi 28 و KA 52ومروحياتMi35.ورغم قابليتها للاستعمال وادارة العمليات الا ان تهيأة القاعدة لم يكتمل بعد.

النقاط العسكرية

الى جانب هذه القواعد تركز روسيا 23 نقطة عسكرية تتركز غالبيتها حاليا في الشمال السوري والوسط الغربي كالاتي :

  • 5 نقاط في الحسكة اهمها في اقصى شمال الحسكة وهي قامشلي،قحطانية وعامودة.
  • 7 نقاط في الرقة  منتشرة علىكامل مجال المحافظة اهمها في عين عيسى.
  • 7 نقاط بين ادلب وحلب منها منبج وتشنين ومرزق
  • 4 نقاط في حمص  الى جانب قاعدة تدمر المذكورة وقاعدة تياس المعروفة بقاعدة T4 ويشاع تخلي القوات الروسية عنها لفائدة القوات الايرانية في فيفري 2021.

التركز الامريكي

تتركز القوات الامريكية بالاساس في اقصى الشمال الشرقي وتنتشر قواتها على 12 نقطة في محافظة الحسكة وشمال دير الزور وهو المجال الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية”قسد”، وهي مجموعة من الفصائل المسلحة الكردية حصلت على الدعم الامريكي، والتغطية الجوية في كافة معاركها من اجل قتال داعش في سوريا منذ 2015 وهي تابعا سياسيا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

هذه القوات لم تقاتل داعش فقط بل كانت في حرب مع القوات التركية التي تنتهج الابادة الجماعية في حق الاكراد منذ دخولها الاراضي السورية.

تعتبر المناطق التي تسيطر عليها “قسد” وتتركز فيها الولايات المتحدة الامريكية عسكريا منطقة استراتيجية تقع فيها اهم حقول النفط في سوريا وهي حقول الرميلان تنتج 90 ألف برميل يومياً، بحوالي 1322 بئرا نفطيا، حقول السويدية تنتج 116 ألف برميل يومياً،حقول الشدادي والجبسة والهول تصل إلى 30 ألف برميل في اليوم وحقول اليوسفية تنتج 1200 برميل يومياً.

الى جانب مختلف نقاط التركز العسكري في الشمال الشرقي تبقي واشنطن سيطرتها على القاعدة العسكرية في التنف على المثلث الحدودي مع الاردن والعراق وقد استخدمت قوات التحالف الدولي بقيادة امريكية هذه القاعدة في حربها ضد داعش.

وتعد التنف معبر حدودي هام خاصة للقوات الخاصة الامريكية المتمركزة في شمال الاردن.

تعتمد امريكا في وجودها العسكري في سوريا على نقاط عسكرية قليلة مقارنة بباقي القوات الاجنبية وتنحصر في مجال ضيق لكن قوتها العسكرية متفرقة على محيط سوريا من خلال قواعد عسكرية هامة وهي قاعدة انجرليك الجوية في اضنة التركية وهي قاعدة لحلف الناتو الى جانب قاعدتين في سواحل قبرص وهما اكروتيري وديكيليا.

دون ان ننسى الاتفاقية العسكرية المبرمة في  جانفي 2021 بين امريكا والاردن والتي تمنح واشنطن الحق في تركيز 12 نقطة عسكرية جوية وبحرية في الاردن، الى جانب استخدام 4 قواعد عسكرية بشكل مشترك مع الاردن، وهم كقاعدة الشهيد الطيار موفق السلطي الجوية المعروفة بقاعدة الازرق في منطقة الأزرق الواقعة في الصحراء الاردنيةاي على المثلث الحدودي مع العراق وسوريا،والتي قامت القوات الامريكية بتوسيعها لتصبح القاعدة الجوية الاساسية لواشنطن في الشرق الاوسط .

التركز العسكري التركي

تركيا من ضمن اهم المتدخلين العسكريين في سوريا وظلت في حرب ضد النظام السوري لسنوات، وينحصر وجودها حاليا على الشريط الحدودي المشترك مع سوريا، وهي مناطق تحت سيطرة قواتها العسكرية او قوات حليفة لها.

كما أنها تسيطر على المناطق الحدودية حيث تقيم مخيمات تدريب المرتزقة والمعارضين والارهابيين، حيث يسهل نقلهم من سوريا الى مدينة كيليس التركية القريبة من الحدود السورية ثم الى مطار غازي عنتاب حيث يتم توزيعهم الى مناطق القتال المختلفة.

النقاط العسكرية التركية

مع العلم أن تركيا ليس لها قواعد عسكرية في سوريا بل لها نقاط عسكرية، تنتشر قواتها ضمن 23 نقطة عسكرية من الشمال الغربي الى الشمال الشرقي وتتوزع كالاتي:

  • 10 نقاط في ادلب اهمّها في جسر الشغور وخفر النبي واريحا وهي المنطقة التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام التي عرفت سابقا بحركة النصرة وقبلها بتنظيم القاعدة في سوريا.
  • 6 مراكز في حلب منها في دار العزة والباب وجرابلس الحدودية قرب مركز عسكري روسي.
  • 6 مراكز في الرقة اهمها مركز تل الابيض وهي نقطة حدودية هامة بالنسبة للاتراك حيث يتم تجنيد المقاتلين وتدريبهم.
  • 3 مراكز في الحسكة اهمها في راس العين ومبروكة.

بدعم روسي يستعيد النظام السوري اراضيه من النفوذ التركي تدريجيا وتنحصر مناطق المجموعات المتطرفة في الشمال.ولم يبق لانقرة سوى شريط حدودي ضيق مقارنة بالمناطق التي توغل في السيطرة عليها في خضم الحرب السورية بتوظيف فصائل مسلحة مختلفة.

التركز العسكري الايراني

التركز العسكري الايراني يتواجد حصرا في مناطق سيطرة النظام السوري وهو ما يعكس تحالف المصالح القوي بين ايران وروسيا في ابقاء النظام السوري فهو الضمان الوحيد بالنسبة لايران للحفاظ على نفوذها في المنطقة كما ان تواجدها في سوريا يمثل ضغطا بالنسبة لاسرائيل، التي اصبح التواجد الايراني لها هاجسا يهددها امنيا بشكل مباشر، خاصة وان طهران تركز في نقاطها العسكرية في سوريا منصات صواريخ بعيدة المدى.

وتتواجد ايران وفق 11 مركز عسكري وهم كالتالي :

  • 4 في جنوب دير الزور كمركز بوكمالوالميادين
  • 3 في حلب منها مركز سفيرة والنبل
  • 2 مركزان في حمص مجاورتان لنقاط التمركز الروسي في تدمر وتياس حيث تخلت موسكو عن قاعدة التيفور لفائدة ايران كما انكرت معرفتها بوجود مركز عسكري ايراني في تدمر خلال انشاء قاعدتها هناك.
  • 2 نقطتان في العاصمة دمشق ويمثلان التمركز العسكري الوحيد في دمشق في ظل غياب حتى قوات روسية.

By Zouhour Mechergui

Journaliste