الأثنين. أكتوبر 7th, 2024

تونس-24-8-2021


هبّة الشعب التونسي يم25 يوليو زلزلت أركان الحكومات المتعاقبة وبخاصة حركة النهضة التي تغوّلت واستأسدت على الشعب التونسي وتطاولت على هيبة الدولة وظنت ان الأمور قد استقرت لها إلى أمد غير معلوم.
وجاء الموقف التاريخي للرئيس التونسي قيس سعيّد ليجسّد بالفعل مطالب الشعب ونداءاته بإنهاء عقد كامل من الزيف والعبث بمقدرات الشعب التونسي .
هذا الزلزال أصاب خيمة ‘الإخوان’ و كسر عمودها الفقري مما أدّى إلى تصدع خطير ترجمته الاستقالات من حركة النهضة والاتهامات الموجّهة إلى رئيسها المتربع على عرشها منذ عقود متتالية من الزمن ، وبرغم ذلك يبدو ان بعض القيادات المتكرّشة لم تستفق بعد من غرورها.
في مناورة جديدة تترجم حالة التخبط والتصدّع أعلن رئـيس ، راشد الخريجي الغنوشي، إعفاء كل أعضاء المكتب التنفيذي من مهامهم وإعادة تشكيله.
ودعا الغنوشي أعضاء المكتب إلى تنفيذ مهامهم حتى تشكيل المكتب الجديد، كما تقدم لهم بالشكر على ما بذلوه خلال الفترة الماضية.
وفي ردود الفعل،اعتبر القيادي بجماعة”الإخوان” سمير ديلو أن الإعلان عن حل المكتب التنفيذي جاء بشكل استباقي حيث إن بعض أعضاء المكتب كانوا ينوون الإستقالة والبعض الآخر استقال أصلا.
من جهته،قال أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي ، اليوم الثلاثاء، إن “راشد الغنوشي دخل في مرحلة التدابير الإستثنائية في حركة النهضة، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب دليل عن غياب ثقافة الديمقراطية صلب الحركة”.
وعلى ذلك ، أقر الشابي ان “فاقد الشيء لا يعطيه”، مضيفا القول “اعتقد أن حركة النهضة لم تستوعب الدرس”.
وأشار الشابي إلى أن “حركة النهضة أسلوبها الوحيد الذي تعتمده هو المناورة السياسية، حيث تلجأ إلى ذلك وأكبر دليل بياناتها الأخيرة وهدفها الخروج من الأزمة التي خلقتها لنفسها”.

بدوره، عدّد القيادي الإخواني العجمي الوريمي أخطاء حركة النهضة في المرحلة الماضية في عشر نقاط ، والتي أدت على هذا التصدع الاخير داخلها ومن بينها عدم ايلاء ملف الشباب داخل الحركة وفي البلاد أولوية قصوى، وعرقلة انشاء المحكمة الدستورية، و – سوء إدارة ملف القائمات الإنتخابية التشريعية والإنتكاس عن خيار الإنفتاح، والانجرار إلى مخططات الشعبوية، وعدم اختيار مرشح كفء في الحكومات المتتالية، إضافة غلىا لتحرك في الملف الليبي دون التنسيق مع رئيس الجمهورية.
وبرزت بوادر تصدّع داخل الحركة الإخوانية بعد القرارات الاستثنائية التي إتّخذها الرئيس قيس سعيّد بشأن تجميد المجلس النيابي وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وغيرهما، في خطوة أضعفت بوجود الحركة في الساحة السياسية مستقبلا.
تلك الخلافات صلب الحركة ليست بالجديدة، بل هي قديمة خصوصا بين رئيس الحزب راشد الغنوشي ، وهناك صراع قائم على تغيير النظام الداخلي في علاقة بالصقور أو القيادات التاريخية للحزب وعدم ترك المجال للنساء والقيادات الجديدة لتقلد مناصب كبرى في الحزب.
ويمثّل الغنوشي عائقا في الحركة، وربما ما حصل سيعجل بضعفها سياسيا فهي لم تقدر على جلب قواعدها وأنصارها في الاحتجاج على قرارات الرئيس، وهي الآن في عزلة كاملة.

By Zouhour Mechergui

Journaliste