الأثنين. أكتوبر 7th, 2024

تونس-24-8-2021

أجرت الصحيفة الإلكترونية “حفريات” الصادرة عن مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي بجمهورية مصر العربية، حوارا مع رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس الدكتورة بدرة قعلول، بخصوص قرارات الرئيس يوم25يوليو2021، والتي إستندت على الفصل80من دستور2014.
وشدّدت قعلول على ان ” راشد الغنوشي يمرّ اليوم بفترة حالكة بائسة يائسة، فهو يتخبط يميناً ويساراً، فهو يمرّ بأحلك لحظات حياته، بعد فقدانه لمكانته الأدبية والتنظيمية عند أتباعه”، مضيفة أنّه “كان يظن أنّ ذو وضع مرموق بين أتباعه، باعتباره الأب الروحي لهم، وله منهم السمع والطاعة، أي إذا أشار بالحركة تحرّكوا وإذا أشار بالتوقّف توقّفوا، لكن انهارت تلك المكانة عقب قرارات الرئيس قيس سعيّد في 25 يوليو الماضي، بعد دعوته لأنصاره وأتباعه للتجمهر أمام البرلمان فلم يستجب له إلا عدد محدود للغاية، ربّما أقل من مئة شخص، حتى النواب لم يلتحقوا به فكانت صدمة لم يتحملها وعيه ولا وجدانه”.
وأّفادت في حديث مع حفريات بأن الغنوشي عند فقدانه الأمل في أتباعه توجّه مخاطبا الأمريكان والغرب وباللغة الانجليزية وفي مجلات واسعة الانتشار، استنجادا بهم فلم يجبه أحد، ثم صعّد الموقف ضدّ مؤسسة الرئاسة فلم يجد آذان تنصت لكلماته، ليكتشف أنّ الأحداث أكبر منه، ليلجأ في مرحلة أخرى الى مداراة الموقف واستعمال أسلوب التقية وزعمه أنّ قرارات الرئيس سعيد هي فرصة للإصلاح، وعند ذهابه لمؤازرة الرئيس لم يجد له أي صدى.
وأكّدت الدكتورة قعلول أنّ “المصائب جاءت للغنوشي متتالية، وهي حصاد تصرّفاته، فبعد أن فقد مكانته الروحية ومصداقيته أمام الشعب التونسي، ها هو يواجه اتهامات تزعزع مكانته أكثر داخل جماعته، على رأسها أنّه المتسبب الرئيسي فيما حلّ بالحركة والحزب من خسائر وهزائم، مروراً بفقدان الحزب للشرعيّة الشعبية، ونفور الشارع التونسي من مواقف الحركة، لتتعالى الأصوات المنادية بضرورة محاسبته وعزله عن قيادة الحركة”.
وأردفت، أنّ أعضاء حزب النهضة لم ينسوا موقف الغنوشي المتعنّت والمراوغ عندما طالبته مجموعة المائة في العام 2019 بألا يترشح لقيادة الحركة، لكنّه ماطلهم ولم يستجب لهم، ولم يعقد مؤتمرهم العام، وظلّ قابعاً على سدّة القيادة للحركة، وهذا ما أسفر اليوم عن تيار قوي رافض له من داخل النهضة ذاتها.
وترى قعلول أنّ الغنوشي قد ارتكب خطأ قاتلاً ومفصلياً عندما قيامه بحلّ المكتب التنفيذي لحركته. فقد سبق وأن جمّد مجلس الشورى، وبهذا القرار سيدخل شيخ الجماعة في صراعات مع أجنحة متعددة داخل الحركة، وربما سنسمع قريباً الكثير من الاستقالات، وقد يتشظّى الحزب ويتشقق إلى حزيبات صغيرة، وسيتحول حزب النهضة بعدها إلى حزب تقليدي ضعيف، ولن يتبقى معه إلا أعداد قليلة من الصقور القدامى فاقدي الفاعلية في الحياة السياسية أو في مسارات النهضة المستقبلية.

By Zouhour Mechergui

Journaliste