الأثنين. نوفمبر 25th, 2024

كابول-أفغانستان-20-8-2021


حدث ما كان متوقعا منذ بدء الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان..ولكن ما لم يكن متوقعا هو السقوط السريع المتتالي للمدن الأفغانية الواحدة تلو الأخرى وسيطرة طالبان على العاصمة كابول بدون قتال من جيش قوامه 320 ألف جندي مدربين تدريبا عاليا من قبل القوات الأمريكية.
عادت طالبان بعد عشرين عاما بهذه السهولة إلى درجة أن بعض المراقبين تحدثوا عن صفقة تسليم واستلام .. وسواء أكان ذلك هو الواقع أم لا، فإن غموضا كبيرا لايزال يخيم على اكتساح طالبان المناطق الأفغانية بهذه السرعة وعدم تصدي الجيش لها..
لكن الملاحظ أن سقوط كابول ومشاهد دخول عناصر حركة طالبان إلى القصر الرئاسي تنذر بتحول للحركات الإرهابية التي ترى في ذلك ” انتصار لها”.
هذه الحركات من إفريقيا إلى الشرق الأوسط وجنوب آسيا قد تتولد لديها قناعة بأن سيطرة طالبان على أفغانستان فرصة يجب استغلالها .
وبدأت آراء عديدة تشير إلى أن الفصائل الإرهابية، بعد أن انجذبت نحو “داعش” الذي انكسر في المنطقة العربية ، قد تعمد مرة أخرى إلى العمل تحت مظلة طالبان وفي أماكن أخرى.
وتوقفت عدة تقارير أمام إكمال باكستان مؤخرًا عملية تسييج حدودها مع أفغانستان في الوقت المناسب تمامًا لسقوط كابول، ويحمل ذلك تلميحا إلى أن إسلام أباد كانت على معرفة بزمن تولي طالبان زمام الأمور..

وهنا تحديدا، قال ليون بانيتّا ، وزير الدفاع في عهد أوباما: “ليس لدي أي شك في أن حركة طالبان تلقت مساعدة من باكستان”، في تحركها الأخير.

وفي مقابلة مع صحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية،اليوم، أضاف: “شعوري أنه بمجرد اتخاذ قرار الإنسحاب العسكري، ركز الجميع على الإخلاء، وكذلك قطع الدعم الجوي عن الجيش الأفغاني.

وتابع بانيتّا، الذي شغل أيضا منصب رئيس وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إي): “لا شك في أنه كان بإمكاننا التخطيط بشكل أفضل للخروج، على سبيل المثال من خلال الحفاظ على حضور أوسع حتى النهاية”.

وأشار الوزير الأسبق إلى أن “طالبان وضعت استراتيجية جيدة: فمن ناحية، تظاهرت بالتفاوض في الدوحة، وحققت في عهد ترامب هدف انسحاب القوات الأمريكية بحلول الأول من مايو، ثم بدأت بالتخطيط للعملية ونشر الأسلحة في أفغانستان مسبقًا”.
واختتم بالقول: “ليس لدي شك في أن باكستان ساعدتهم في هذه الإستراتيجية”..
من جانبه، كتب رؤوف حسن، المساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان: “أفغانستان تشهد حاليًا تحولًا سلسًا تقريبًا للسلطة من حكومة أشرف غني الفاسدة إلى طالبان، وانهارت البدعة التي بنتها الولايات المتحدة من أجل أفغانستان مثل بيت الورق”..
وبعد الإستيلاء المفاجئ على كابول قد تشعر جماعات إرهابية على غرار “بوكو حرام” و”داعش” أنها كطالبان تحتاج فقط إلى تحفيز أمراء الحرب في مناطقهم، والإنتظار حتى تتراجع القوى الأجنبية.

By Zouhour Mechergui

Journaliste