الأثنين. أكتوبر 7th, 2024

العراق: بغداد–مجيد الناشي: خبير سابق في الأمم المتحدة وخبير متخصص في مجال الطاقة

الصراع مابين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية، هو صراع اقتصادي على الاستحواذ على مناجم الخامات والمعادن النادرة، التي تدخل في صناعات المستقبل،فمن يمتلك تلك الخامات.. يمتلك المستقبل الاقتصادي.

فما دخل أفغانستان  بهذا الشيء؟

الكل ينظر لموضوع أفغانستان من خلال صورة لحي وعمائم حركة طلبان، لكنّ الموضوع أعمق من ذلك، ولكن الموضوع الاقتصادي وما تمتلكه الأراضي الأفغانية من معادن نادرة… بقى طي الكتمان !!

وهنا مكمن الصراع ، ويمكن إدراك ذلك من خلال النظرة العميقة والتي يمكن حصرها فالآتي:

**أولاً : تمتلك أفغانستان  أكبر احتياطي من معدنا لليثيوم، العنصر الأساسي في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية أي سيارات المستقبل.

وفي مقارنة بسيطة، فإنّ أسعار هذا المعدن كانت في عام2015، تقدّر بـ6500$للطنّ الواحد، في حين اليوم، بلغ سعر الطنّ الـ 16500$، أي بزيادة تتجاوز 20000$خلال سنوات قليلة، ومن يمتلك ويتحكّم بهذا المعدن بإمكانه التحكّم بمستقبل تجارة السيارات في العالم.

ولكنّ السؤال المطروح لماذا هذا الاحتياطي غير مستثمر لغاية اليوم؟

**ثانياً: تمتلك أفغانستان احتياطيات كبيرة جداً من معدن البريليوم…العنصر الأساسي في الصناعات الالكترونية وصناعة الطائرات والصواريخ فائقة السرعة وفي صناعة الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية وغيرها من الصناعات المستقبلية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المعدن لا يقدّر بثمن لأنّ سبائكه مع المعادن الاخرى تصل الى أرقام فلكية .

**ثالثا:تمتلك أفغانستان ثاني أكبر احتياطي عالمي لمعدنالنحاس، ويعتبر هذا المعدن من المعادن الأساسية في جميع الصناعات،  وقد وصل سعر الطنّ المتري هذا العام الى13000$،  ومن المتوقّع ان يصل سعر الطنّ في عام2025 إلى20000$.

ومن هنا، نلاحظ ان أغلب المحلّلين يحاولون القفز عن البعد الاقتصادي للحرب في أفغانستان والتمسّك باللحي وعمائم طلبان.

الصين جارة إلى أفغانستان ويربطها ممرّ حدودي ” واخان” في أقصى الشمال الشرقي لأفغانستان.

ستفعلها الصين الهادئة… الصين الرزينة،وستستغلّ وتستثمر في مناجم أفغانستان البكر، وهي متعطّشة لتلك المعادن النادرة،فالمناجم تبعد عن حدودها أقلّ من2000كم. ستفعلها الصين وستمدّد سكك حديدية لتنقل قطاراتها خامات تلك المناجم  وهي نفس سكك حديد طريق الحرير الصيني.

لتكون تاجرا ناجحا فأنت بحاجةلأن تكون سياسيا محنكا، وليس رجل كابويcowboy”” مدجّجا بالسلاح.

على حلبة الأحداث  الصين تنتصر… وأمريكا تندحر

By Zouhour Mechergui

Journaliste