كابول-أفغانستان-13-8-2021
أعلن مسؤول محلي أفغاني،اليوم الجمعة، أن مسلحي حركة طالبان سيطروا على معظم أنحاء مدينة هرات، ثالث أكبر مدينة في أفغانستان.
وقال المسؤول المحلي وهو غلام حبيب هاشم، إن القوات الحكومية تسيطر فقط على المطار ومعسكر للجيش في المدينة التي يقطنها نحو 600 ألف نسمة، قرب الحدود مع إيران.
وفي وقت سابق ، أعلن مسؤولون أفغان، أن مسلحي حركة طالبان سيطروا على مدينة فيروز كوه في ولاية غور غربي أفغانستان دون أي قتال،ويبلغ عدد سكان فيروز كوه ما يزيد على 132 ألف نسمة وهي عاصمة الولاية رقم 15 التي تسقط في أيدي طالبان في غضون أسبوع.
وخلال الساعات الماضية، أكد مسؤولان أفغانيان أن طالبان اجتاحت لشكر كاه، المدينة الرئيسية في الجنوب وعاصمة ولاية هلمند، أكبر ولاية في البلاد من حيث المساحة.
في واقع هذه التطورات المتسارعة،تسعى تركيا إلى الإبقاء على قواتها في أفغانستان.
وكان الرئيس التركي أردوغان، أكد مساء أمس الأول الأربعاء، أنه ربما يستقبل زعيم حركة طالبان في الفترة القادمة..
وكان أردوغان أعلن في وقت سابق أن بلاده ستتولى تأمين المطار الدولي بالعاصمة الأفغانية، وقال حينها إن أنقرة وواشنطن اتفقتا على “ترتيبات” تولّي القوات التركية تأمين مطار كابول بعد الإانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وحذرت حركة طالبان تركيا من مغبة إبقاء قوات في أفغانستان لحماية المطار، واعتبرت قرار حلف شمال الأطلسي (ناتو) إبقاء قواته لتأمين مطار كابول الدولي استمرارا لاحتلال أفغانستان.
ويرى مراقبون أن “الولايات المتحدة سعت إلى دعم الوجود التركي في أفغانستان، بحجة ملء الفراغ الأمريكي، اذ يحاول أردوغان “الصيد في مياه أفغانستان العكرة والمستنقع الأفغاني، أبعد من حماية تركيا للمطار “، لافتين إلى أن “الولايات المتحدة ستتجه إلى إعادة تنظيم استراتيجيتها لمواجهة روسيا والصين وإيران”,
ويبدو أن الحركة مقرة العزم على تسريع وتيرة تقدمها في الشمال اذ أن 6 من عواصم الولايات العشر التي تسيطر عليها طالبان (من 34 عاصمة ولاية أفغانية) تقع في الشمال.
وتوقع مسؤول أمريكي أن “تعزل حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يوما وربما تسيطر عليها في غضون 90 يوما”.
في هذه الأثناء، بادرت إيران من جانبها، إلى استضافة ممثلين عن حكومة كابول وحركة طالبان، في مسعى لتقريب وجهات النظر وتجاوز احتمال الحرب الأهلية
وذكرت تقارير إعلامية أن الترويكا الباكستانية الإيرانية الأفغانية سيكون لها اليد العليا في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، وذلك بحكم الجغرافيا وتركيا بحكم الوجود العسكري.
ويرى عديد المراقبين أن هناك تحديات كبيرة أمام الأتراك، ليس أقلها إيران التي وإن لم تعلق على الخطوة التركية في أفغانستان حتى الآن، إلا أن ذلك لا يعني أنها ترحب بالأمر، فهي تنظر بقلق إلى الوجود التركي شرق حدودها.
ويبدو أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في أفغانستان، فالفراغ الذي يتركه الأمريكيون يشكل فرصة لتسعى إلى تثبيت وجودها ونفوذها حتى لا تتحول البلاد إلى مصدر تهديد لها، وهذا ما قد يقود إلى تصادم مع الأتراك.