الأثنين. أكتوبر 7th, 2024

فادي عيد وهيبالباحث والمحلل السياسي لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

صارت أطماع تركيا وسياستها العدوانية التوسعية واضحة للجميع، وهذا متوقع وهي تحت قيادة العثماني الإخواني رجب طيب أردوغان، الذي شأنه شأن عدنان مندريس يدور في فلك الأطلسي ولكن ما أتعجبه هم العرب الذين ذاق أجدادهم الأمرين من العثمانيون السفاحون، ويدعمون سياسات اردوغان التوسعية ضد بلادهم!

وأنا هنا أود أن أطرح بعض الأسئلة على مريدي خلافة الدم والخراب المسماة بـ “الخلافة العثمانية”، ومن قرأ عن هولاء الهمج في كتب التاريخ وليس في الدراما التركية:

أولا: لماذا تقاعس بنو عثمان عن مساعدة العرب فى الاندلس، وقت أن كان العثمانيون في أوج قوتهم؟!

فلم يكن هجوم العثمانيون على المغرب بنفس توقيت هجوم الأسبان والبرتغاليون عليها صدفة.

ثانيا: لماذا جاء كل قتالهم في أوروبا ضد الشعوب والدول الارثوذكسية فقط؟ وفي ذلك ليس صدفة أيضا، بعد أن دمرت الحملة الصليبية الرابعة وهي عائدة بذيول الخيبة من الشرق مدينة القسطنطينية الارثوذكسية.

فالقسطنطينية لم تسقط إلا برفضها لشرط الدول الكاثوليكية، إلا وهو الإنصياع لها، وأن تكون تابعة لها كي تساعدها الدول الكاثوليكية ضد العثمانيون، بعد أن قالت القسطنطينية الإرثوذكسية مقولتها الشهيرة “عمامة العثمان ولا قلنصوة الكاردينال”.

ثالثا: لماذا أصر بنو عثمان رفض ذكر أو نطق أسم “قسطنطينية”؟ حتى أن العثمانيون الجدد سنوا قانونا لتجريم من يذكر تلك الكلمة!

مع العلم أن كلمة “قسطنطينية” هي التى ذكرت فى أحاديث الأولين، وليس كلمة إسلامبول (دار الإسلام) أو الكلمة الحديثة إستانبول والتي تعني دار الشيطان.

رابعا: ما هي الحضارة أو الإرث الذي تركه بنو عثمان فى أوروبا الشرقية؟

فلكم أن تعلموا أن تعداد المسلمون فى استراليا وكندا (اخر بلاد الله) أكثر من تعدادهم فى الدول الأوروبية المجاورة لتركيا، والتي تعرضت لمذابح على يد هولاء السفاحين؟

ففي أوروبا “تركي” يعني مسلم، ومسلم يعني إرهابي، ولذلك تسمع دوما في الأوساط الغربية عن مصطلح “الإرهاب الإسلامي”، وهذا بسبب ما أرتكبه بنو عثمان من جرائم ومذابح بأسمالدين الحنيف.

خامسا: لماذا حاصر أمراء الأيوبيين سلاجقة ديار بكر؟

ألم يكن بسبب تعاون السلاجقة مع الصليبيين ضد العرب.

سادسا: ماذا فعل التركمان بالشام والقدس الشريف وبكل مقدساتها عام 822هـ وبدعم من من؟ قبل أن تحررها مصر المملوكية بقيادة المؤيد الشيخ؟

ألم يرتكب التركمان فى القدس فظائع تفوق ما أرتكبه الفرنجة بمراحل.

سابعا: من الذي تصدى لكل أعداء أمتنا العربية على مدار تاريخها من فرنجة وتتار وبرتغاليين وبنادقه وقبارصة وأرمن وتركمان، وفرض سيطرته على جزر المتوسط وجنوب ايطاليا بسبب قرصنتهم على إقليم شمال افريقيا، وقدم الاف الشهداء دفاعا عن المقدسات بالقدس ومكة والمدينة، وعن الأرض والعرض لقرون.

ألم تكن مصر منذ دخول الإسلام لها مرورا بمصر الفاطمية ثم الأيوبية وصولا لمصر المملوكية.

أليست مصر الذي قال عنها ما ينطق عن الهوى “إذا فتح الله عز وجل عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض.”

فقال أبو بكر لم يا رسول الله؟ فقال: “لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة.”

أليست مصر هي التي دافعت عن العروبة والإسلام في كل تلك العصور العصيبة، أم أرطغرل وأبطال الدراما التركية؟!

أليست مصر التي فتح أمرائها وسلاطينها أراضي تركيا نفسها، من ليكيا شرقا (هضبة الأناضول) بعهد عبد الله بن سعد بن أبي السرح والي مصر، وحتى ملاطية (منتصف الأراضي التركية)، على يد سلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون.

أم العثمانيون الذين أنتهكوا أعراض العرب، بعد أن أحل الغازي سليم الأول (قدوة أردوغان كما صرح الرئيس التركي) لجنوده إنتهاك الأعراض وسلب الأموال في أول ثلاثة أيام عند دخوله كل بلد عربي، قبل أن يسلب سليم نفسه كل خيرات أمتنا، بعد أن قال “إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف”.

ففي كتاب “بدائع الزهور في وقائع الدهور” يقول المؤرخ أبن إياس : “أن أابن عثمان انتهك حرمة مصر، وما خرج منها حتى غنم أموالها وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها”.

ومن المفارقات أن ولاية ملاطية (منتصف تركيا) التي دفع المصريون قديما فاتورة غالية بالدم لفتحها، تحمل الأن على أراضيها “قاعدة كورجيك” الرادارية الأمريكيةبمباركة من الإسلام الاطلسي، والتي تعمل بصورة متناسقة مع نظام القبة الحديدي بدول الإحتلال الصهيوني، وهو النظام الراداري الذي أقامته إسرائيل بعد كم الصواريخ التى أصابها أثناء حرب تموز 2006م.

ثامنا: هل تذكروا لي أي دور إيجابي لسفاحون بنو عثمان تجاه العرب؟

هل لديكم أي شئ قدمه هولاء الهمج أبناء العرق الخزري وأبناء عمومة يهود السبط الثالث عشر تجاه المسلمون، سوى إنتهاك الأعراض والحرمات، وحرق الديار، والإعدام بالخوازيق، ونكاح الغلمان، وسرقة كل ما هو مبدع من حجر أو بشر، حتى حجارة الكعبة المشرفة، ومقابر أهل البيت بالقاهرة لم تسلم منهم، بعد أن قاموا بتدنيسها؟

بل حتى المسابح التي صنعها العرب لتكبير الله تعالى وتسبحته، صنع جنود الجيش العثماني مثلها ولكن من حلمات أثداء النساء الأرمينيات بعد أغتصابهم ثم صلبهم، كي يتسابقوا هولاء الجنود لتقديهم للقادة الكبار، الذين كانوا يتفاخرون فيما بعد بمن يمتلك العدد الأكبر من تلك السبح أثناء إبادة الأرمن 1915م.

تاسعا: ماذا فعلت الخلافة العثمانية للدفاع عن القدس من المال اليهودي؟

ألم تسلم الخلافة الدول العربية على طبق من فضة للمستعمر الأوروبي مقابل تسديد فاتورة ديونهم وغبائهم معا.

وأنا هنا أستعين بما كشفه أوّل من نبَّه إلى الخطر الصهيونيّ ونادى بتحرير العرب من الغزاة الأتراك، اللبناني نجيب العازوري في كتابه “يقظة الأمّة العربية” 1905، عندما كان معاوناً للوالي العثماني خلال الفترة 1898-1904م.

فيقول في كتابه “أن سياسة الوالي كاظم بك أدّت إلى تسرّب مساحات واسعة من أراضي القدس لليهود، وتبيّن أن الوالي نفسه كان شريكاً للبيرعفيفي وكيل الشركة اليهودية في باريس، التي لم تقتصر عملياتها على أراضي القدس بل امتدت إلى بئر السبع وحيفا وصفد وطبريا، ووصلت حصّة الوالي إلى 50 ألف ليرة عثمانية.”

خلاصة القول تلك الأرض (تركيا) الواقع أغلبها في أسيا وجزء منها فى أوروبا والتي تأسست على يد أكثر امبراطورية دموية فى التاريخ، هي من أحتوت أشرس وأبشع التنظيمات الإرهابية اليوم، وهي من سلمت العرب على طبق من فضة لدول أوروبا عند إحتضارها منذ قرن تقريبا، وكردة فعل على إحتضارها ظهر أكثر وأعقد التنظيمات السرية فى العالمتنظيم “الإخوان المسلمون”، وهي العباءة الواسعة التى خرجت منها كل التنظيمات الإرهابية فيما بعد.

فعندما تكون هناك أمبراطورية متسلطة علينا وتقتل الأبرياء منا بأسم الدين، ومدت جغرافيتها على حساب دمائنا، فهذا لا يعني أنها أمبراطورية عظيمة ولا هي مناصرة للإسلام والمسلمون بقدر ما تاجرت به وشوهته.

فهل فى الإسلام جواري وغلمان وشذوذ مع الأطفال وإعدام بالخوازيق وما غيره من قذارة كالأتي وضعها بنو عثمان فى قوانينهم وتشريعاتهم بالإسلام العثماني؟

الإسلام العثماني الذي وضع تراثه الدموي القذر فوق الدين الحنيف نفسه عندما قتل الاف العرب بكل بلد في المنطقة العربية، وتجرأ على الكعبة المشرفة بعد أن نكل بأهل الحجاز.

الإسلام العثماني الذي فيه الحاكم قبل الله ورسوله، كما صرح يوما أحد أبواق النظام التركي الصحفي هولكيجيفيزأوغلو، عندما قال في أحد البرامج التلفزيونية التركية، إن “النبي محمد لو جاء اليوم وأسس حزبا لن يكون بمقدوره أن يأخذ أصواتا أكثر من أردوغان”

By Zouhour Mechergui

Journaliste