الأثنين. نوفمبر 25th, 2024

تونس-06-8-2021-إعداد/ رباب حدادة


دفعت الأزمات المتراكمة منذ 2011 وركوب جماعة”الإسلام السياسي”على الأحداث، بالشعب التونسي إلى الخروج في احتجاجات عارمة يوم 25 جويلية.. غضب فجره الوضع الصحي الحرج والمعيشي الصعب واستفزازات السياسيين وصراعاتهم “الطفولية” تحت قبة برلمان أصبح أشبه بعرض مسرحي هزلي في حين نسب الوفيات من الوباء بلغت 300 حالة يوميا، ومع ذلك لم يتورع حزب “النهضة” عن المطالبة بكل صلف بـ 3 ملياردينار من التعويضات في وقت تعاني فيه الميزانية عجزا فادحا.. من جابه، وفي حين تعيش البلاد على وقع كارثة الجائحة رئيس حكومة يقضي عطلته الصيفية في استجمام وهناء وراحة بال بالحمامات بينما المواطن يكتوي بنار الغلاء والبلاد تغرق في المشاكل ومؤشر الاقتصاد ينتحدر إلى -8.2، وبارونات الفساد يرتعون..
لم يتركوا للشعب غير صوته متناسين أنه هو من أوصلهم إلى سدة الحكم والكراسي الوثيرة التي استطابوا الإسترخاء عليها فنسوا شعبهم وتناسوا أنه هو القادر على إسقاطهم.

كان يوما تاريخيا ذلك الذي تزامن مع الذكرى الرابعة والستين لإعلان الجمهورية وبداية مسيرة الدولة المدنية الحداثية،حين عمت الإحتجاجات الشعبية مدن البلاد من شمالها إلى جنوبها.. واكتملت روعة المشهد السياسي بانحياز الرئيس قيس سعيّد إلى شعبه مقررا تفعيل الفصل 80 من الدستور واتخاذ جملة من القرارات أهمها تجميد عمل البرلمان وإعفاء الحكومة من مهامها.. قرارات أعادت الأمل للشعب وأزاحت عنه سواد عشرية من التهميش والتفقير وترذيل المشهد السياسي والتطاول على هيبة الدولة وتاريخها…
لكن حركة “النهضة” ومن يدور في فلكها كـ”ائتلاف “أصيبوا بهستيريا وأفقدتهم الصدمة ما تبقى لهم من صواب .. ارتفع صراخهم وظنوا أنهم غير منهزمين .. عملوا على رسم مخطط أسود يجر الدولة إلى ظلامهم الذي يحل أينما حلوا


أي سيناريو طبخ في غرف الإخوان المظلمة؟


توجه راشد الغنوشي ونواب من “النهضة” و “ائتلاف الكرامة” إلى مقر البرلمان فجر يوم 26 جويلية بعد تفرق الحشود الشعبية التي خرجت للاحتفال بقرارات رئاسة الجمهورية..تسلل-تماما كما يفعل اللصوص” إلى مجلس نواب الشعب في جنح الظلام .. أراد الغنوشي القيام بغزوة للبرلمان للتمركو داخله وجعله غرفة عمليات يخاطبون من خلالها العالم للتدخل، وإطلاق صيحات الإستغاثة والبكاء على ديمقراطية هم الذين “شلكوها”طيلة عشر سنوات وركبوا موجتها للتمكن والسيطرة على مقدرات الشعب.. وحاول الغنوشي وجوقته أن يلعبوا دور الضحية المحاصرين من قبل الجيش ودباباته وتلوين مشهد 25 جويلية بألوان الاستبداد والانقلاب في تسويق رخيص للمغالطات.
اصطدموا بمنعهم من قبل وحدات الجيش الوطني الذي ظل منذ تأسيسه عنواا كبيرا للإنضباط وحماية الدولة المدنية ومساندة شعبه في كل الكوارث التي مرت بها البلاد.. لم يجدوا بدًّا من العودة يجرون أذيال الخيبة..
لو نجحت النهضة في تنفيذ مخططاتها ذاك اليوم لكانت البلاد اليوم تعيش وضعا مأساويا ولكانت الأمور تعقدت بشكل غير متوقع وتزايد التدخل الخارجي .. أرادوها “ليبيا ثانية” ،في سبيل بقائهم في الحكم، ضاربين عرض الحائط إرادة شعبهم كما دأبوا على فعل ذلك طيلة سنوات حكمهم وتغولهم..
لقد كان الحوار القصير الذي دار بين سميرة الشواشي نائبة الغنوشي والجندي الذي يحرس البرلمان في محاولة لإقناعه بفتح البرلمان حمل الإجابة وفضح نوايا “الإخوان”.. حاولت الشواشي استغفال الجندي الأبي بترديد معزوفة مشروخة قائلة: “أقسمنا على حماية الدستور” فاختصر الجندي ألاف الكلمات التي قد تعبر عن الوطنية وروح الفداء في عبارة واحدة: “نحن اقسمنا على حماية الوطن”. وكان هو ورفاقه عند قسمهم الذي لولاه لغرقت تونس في فتنة ولعاش التونسيون سيناريو الفتنة والدم على غرار “رابعة”.. ولقد كان لأسبقية قرارات الرئيس بالغلق الفوري للبرلمان الدور الحاسم في إنقاذ الدولة من مخطط الإخوان الأسود.

بعد فشل كل محاولات التجييش الداخلي و الاستعطاف الخارجي، نشرت حركة “النهضة” بيانا الخميس 5 أوت 2021 لم يخرج عن الأساليب التقليدية لجماعة “الإخوان” بالإنحاء للعاصفة وتفعيل “أسلوب التقية” الذي اعتمدته كلما ضاق عليها الخناق.. خطاب متلون حسب الظرف و مبادئ تولدها المصلحة!.

By Zouhour Mechergui

Journaliste