نظّم المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية ملتقى إقليميا، بخصوص، ‘مأزق المرتزقة بليبيا، تداعياته على الأمن والسلم الإقليميين”.
اللواء أمين إسماعيل مجدوب: تراكمات موضوعية أدّت إلى تفاقم الوضع في ليبيا
وتحدّث اللواء أمين إسماعيل مجدوب، عضو بالأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية بالسودان، على متانة العلاقات الليبية- السودانية، لافتا إلى انه من المؤكّد وجود عوامل محليّة وتراكمات موضوعية أدت إلى تفاقم الوضع في ليبيا، مشيرا إلى أنّ الوضع النهائي الذي رسمته الثورة الليبية من ناحية عدم قدرتها على بسط سيطرتها الأمنية والعسكرية على كامل التراب الليبي، والقضاء على جيوب المقاومة المحتملة لبقايا نظام القذافي خاصّة في المناطق الصحراوية المتاخمة للسودان والتشاد.
وتطرّق اللواء الى العوامل المساعدة على تقوية جماعات المرتزقة التي تركزت أساسا على تهريب الأسلحة الليبية الى دارفور مع انهيار نظام القذافي.
وأشار اللواء مجدوب الى أنّ طبيعة النظام السياسي الذي تم تأسيسه في ليبيا في عهد ما بعد القذافي، وتحديد خياراته الإستراتيجية وحسابات سياسته الخارجية، وتوجهاته نحو جيرانه، وصعود قوى محسوبة على التيار الإسلامي الحركي، بجانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ونشوب الصراع الذي ما يزال متواصلا منذ 2011 قوّى وجود المرتزقة في البلاد، في ظل وجود جماعات المرتزقة داخل الأراضي الليبية منذ عهد العقيد القذافي، وانخراطها في الصراع مباشرة.
وأكّد اللواء أنّ المجموعات السودانية الموجودة على الأراضي الليبية هم مئات المجندين والمقاتلين السودانيين الشباب دخلوا الى ليبيا في السنوات الثلاث الأخيرة، بأعداد كبيرة.
كما أنّ هذه المجموعات ليس لديهم جدول زمني لمغادرة ليبيا، ولكن أي تمركز لهم هو مؤقّت، وهم موجودون فقط للحصول على تمويل يؤمّن لهم الحصول على الأموال والأسلحة واللوجستيات العسكرية الأخرى للعودة إلى السودان، وقد امتهنوا القتال والسلب والنهب.
وأوضح أنّ هذه المجموعات تمارس تهريب السيارات ، كما يُسمح للمقاتلين بالاحتفاظ بما يستولون عليه من مركبات وممتلكات، وحسب ما ذكره تقرير أممي فإنّ السماسرة الليبيين يدفعون للجماعات المسلحة ما يصل إلى 3 آلاف دولار نظير كل مقاتل جديد ينضم للجيش الوطني الليبي (مليشيات حفتر)، ويتلقّى كل منهم راتبا شهريا قدره 5100 دينار ليبي (نحو 3650 دولارا)، فيما يتقاضى الضباط 5200 دينار ليبي (حوالي 3700 دولار).
ودعا اللواء إلى ضرورة إحلال السلام كمقدّمة لكي تتجه المنطقة كلّها نحو سلام دائم معتبرا أنّ خروج المرتزقة مقدمة أساسية لذلك، وضرورة تكوين آلية مكوّنة من خبراء دول الجوار الليبي لإدارة ملف المرتزقة بالتعاون مع الحكومة الليبية، مشدّدا على ضرورة وضع برامج لتأهيل الأفراد في المجموعات المسلحة في ليبيا نفسياً وأكاديمياً.
كما دعا الى الحاجة الملحّة لتجفيف منابع التصدير للمرتزقة من دول الجوار، ومزيد التعاون مع برنامج الأمم المتحدة لإعادة تسريح هؤلاء المرتزقة ودمجهم.
وختم اللواء أمين اسماعيل مجدوب مداخلته بتوجيه دعوة الى كلّ القوى الدولية والإقليمية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الليبية.