طرابلس-ليبيا-05-10-2020
يعتمد تنظيم الإخوان الإرهابي على بقائه لاعبا في الساحة الليبية على الفوضى الأمنية والإرتباك والإنشقاق السياسي وانتشار السلاح والميليشيات وضعف الدولة والفساد المالي، فهذه العوامل هي الوسط الحيوي لحياة التنظيم ونموه، وبالتالي الحفاظ على بقائه لأطول فترة ممكنة.
وقد أثبتت الوقائع والأحداث أن حالة من الهلع تصيب هذا التنظيم وميليشياته كلما لاحت حلول لأزمة البلاد الغارقة في الفوضى منذ عام 2011.
ويعبر هذا الهلع عن نفسه في شكل تدبير عمليات إرهابية وإحداث فوضى وإعادة تمركز لعناصره قرب المنشآت الحيوية، إضافة الى محاولات ضرب المسارات التفاوضية أو تشتيتها.
وشهدت منطقة جنزور بالضاحية الغربية للعاصمة طرابلس، اليوم الإثنين، انفجارا ضخما في مخزن للذخيرة تتخذه إحدى المجموعات المسلحة مقرا لها في حي سيدي عبد الجليل ، وذلك بالقرب من مقر البعثة الأممية.
ويبدو أن هذا التفجير يأتي في إطار الرسائل الضمنية من تنظيم “الإخوان” الإرهابي قبيل انعقاد المؤتمر الدولي الثاني في برلين.
ويعتبر “الإخوان” أن مخرجات المؤتمرات الدولية تشكل تضييقا على مشروعهم في ليبيا، لذلك تعلن الميليشيات عن وجودها لإعاقة الوصول إلى حلول للأزمة الليبية، في محاولة للقفز وتجاوز الإتفاقات الدولية والإقليمية لإعادة المسارات إلى المربع رقم صفر، بدعوى الحفاظ على “الثورة” وذلك في حال لم يكن لهم دور في المسارات اللاحقة.
وأمس الإثنين دعا الإخواني، محمد الهنقاري، إلى تشكيل حكومة حرب وإنهاء حكم المجلس الرئاسي، وكتب على صفحته بموقع فيسبوك: “على رجال (بركان الغضب) تحمل المسؤولية التاريخية ضباطا وجنودا وقوات مساندة، بالعمل على استلام زمام السلطة المدنية والعسكرية بتشكل حكومة (حرب) وإنهاء المجلس الرئاسي الذي أصبح منهكا وفاشلا ويقع تحت سيطرة الأزلام والمخابرات الأجنبية المعادية”،حسب زعمه.
وتنتاب جماعة”الإخوان”الإرهابية حالة هستيرية وتهرول قياداتها إلى حواضنها الخارجية في أنقرة والدوحة، وبالتوازي مع ذلك تحرك أدواتها التخريبية وعناصر ميليشياتها داخل البلاد لفرض وجودها وحصولها على مقعد فيما يجري من ترتيبات.
وكانت مصادر أمنية ليبية كشفت، أن الإخواني خالد المشري رئيس ما يسمى “مجلس الدولة” الإستشاري في طرابلس، أجرى محادثة هاتفية مطولة، مساء الأحد، مع أمير قطر .
وتناولت المكالمة مستقبل التنظيم الإرهابي وطرق الضغط على مؤتمر “برلين 2” للحفاظ على مكاسب التنظيم وأدواته المليشياوية في الداخل الليبي.
وأشارت المصادر إلى أن الاتصال جاء تحسبا لصدور قرارات دولية جديدة تقضي بحل الميليشيات وحظر السلاح وتثبيت وقف إطلاق النار، وهي أبرز الموضوعات المطروحة على مائدة المجتمعين، في ظل غياب قطر بعد استبعادها من مسارات الحل الدولي للأزمة في مؤتمر برلين السابق يناير 2020.
وبالتوازي مع الإتصال الإخواني مع الممول القطري، استقبل الرئيس التركي أردوغان رئيس حكومة طرابلس، “السراج” في أنقرة لتلقي التعليمات وتمريرها بعد أن ارتهن القرار السياسي لـ”الوفاق” بالكامل بيد الأتراك.