المهاتما غاندي ، ولد في ولاية بوربندر، الواقعة في شمال غربي الهند في الثاني من أكتوبر عام 1869
في سن الـ 23، غادر غاندي إلى جنوب إفريقيا ، وكان يأمل في كسب القليل من المال ومعرفة المزيد عن القانون ، وهناك تحول من رجل هادئ وخجول إلى زعيم يحارب التمييز والتعصب بسبب سوء معاملة المهاجرين الهنود، أنشأ الكونغرس الهندي في ناتال.
في عام 1906 نظم غاندي أول حملة جماعیة للعصیان المدني أطلق علیها اسم ساتیاغراها، أي “الحقیقة والحزم”، وذلك رداً على القیود الجدیدة التي فرضتها حكومة ترانسفال على حقوق الهنود بما في ذلك رفض الإعتراف بالزواج الهندوسي. وبعد سنوات من الإحتجاجات سجنت الحكومة مئات الهنود بمن فیهم غاندي في عام 1913.
بعد أن أمضى غاندي عشرين عاما في جنوب إفريقيا وساعد كثيرا في مكافحة التمييز، قرر أن الوقت قد حان للعودة إلى الهند، في يوليو 1914، وفي أثناء رحلته، اندلعت الحرب العالمية الأولى فقرر غاندي البقاء في إنجلترا لمساعدة البريطانيين وشكل مع الهنود فرقا للإسعاف ، ثم أبحر إلى الهند في يناير عام 1915
في بلاده، بدأ في حملته من أجل الإستقلال في أعقاب مذبحة مدينة أمريستار السيخية ، عندما أطلق البريطانيون النار على تظاهرة، مما أسفر عن مقتل نحو 400 شخص وإصابة 1300 آخرين.
وتبنى الهنود من جميع طبقات المجتمع والأديان دعوته الرامية إلى الإحتجاج غير العنيف، وعدم التعاون مع الحكم البريطاني، و مقاطعة البضائع البريطانية.
أطلقت مسیرة الملح الشرارة لاحتجاجاتٍ أخرى مماثلة، فعمّ العصیان الجماعي أرجاء الهند وسُجن ما یقارب 60 ألف هندي، بمن فیهم غاندي الذي سُجن في مايو عام 1930، وقد جعلت احتجاجات الملح غاندي شخصیةً معروفةً عالمیًا.
اكتسب المحامي صفة الماهاتما، أي ” الروح العظيمة” بعد التجربة التي مر بها في جنوب إفريقيا، ومن ثمّ بدأ بتفعيل مبدأ الساتياغراها وهي “فلسفة اللاعنف” أو “قوة الحق” باستعمال العصيان المدني كوسيلة للتعبئة الجماعية والمقاومة، وقاد غاندي حركة التحرر وركز جهوده على تخليص الهنود من عقدة الخوف وانعدام الأمن.. وكان يدعو إلى القوة الذهنية والمغفرة قائلا: ” الضعيف لا يغفر، فالمغفرة من شيم الأقوياء”.
وتوج النضال الهندي بإنهاء الإحتلال البريطاني عام 1947، وكان هذا الإنجاز مقدمة لأفول الإحتلال البريطاني في عديد المستعمرات بآسيا وإفريقيا.
وتخليدا لنهج غاندي في الإحتجاجات السلمية المجردة من العنف، جرى الإحتفال خلال شهر أكتوبر 2019 في جميع أنحاء العالم بالذكرى المائة والخمسين لميلاده، وتقديرا لما تتسم به رسالته من أهمية في عالم تشوبه الصراعات والتوترات، إذ اعتبره العديد من قادة العالم والنشطاء في مجال الحقوق المدنية وغيرهم نموذجا يحتذى به،حيث ألهمت أفعال غاندي حركات حقوق الإنسان اللاحقة وعديد المناضلين وفي مقدمتهم زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ في الولايات المتحدة ونيلسون مانديلا في جنوب .