الخميس. مارس 28th, 2024

بدرة قعلول : رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية بتونس

من فتح الأبواب وساعد في تغوّل داعش سواء بالمال أو بالبشر هو نفسه اليوم من يبحث له عن حل، فمن فتح الحدود لدخول هذه العناصر هو نفسه اليوم يساهم في المفاوضات، ويفتح نفس حدوده لتصبح العملية عكسية. ونستشرف خطورة هذا الواقع من المعطيات والمعلومات التي جمعناها من خلال دراسة قضية الهجرة الشرعية وغير الشرعية للدواعش بعد خروجهم من سوريا والعراق، وانتشارهم ضمن مخطط سيهيئ الأرضية لدول عظمى للسيطرة على مناطق نفوذ لها ( صراع الاقطاب العالمية على منطقة شمال أفريقيا وخط الساحل والصحراء).
فعندما يعلن الخليفة أبو بكر البغدادي عن أن تنظيم الدولة الإسلامية لم ينتهي ويأمر عناصره ومواليه بالنفير والخروج من أرض الشام والعراق الى ارض الإسلام و يقصد بها ليبيا و ما جورها بالرغم من أن تنظيمه قد خسر أكثر من 87 بالمائة من الأرض وتموقعها الميداني فإنه يقصد بالأساس بلدانا بعينها ستستقبل عناصر داعش الإرهابية، فليس المهم في هذه التنظيمات الميدان بل الحواضن العالمية التي ستستقبل العناصر الإرهابية.
خسر تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من 87 بالمائة من قوته الميدانية فسوريا والعراق وخسر مصادر تمويل رئيسية، لكنه لم يخسر كل قواعده وجنوده، وهناك عدد كبير من المؤمنين و المتبنين لفكر هذا التنظيم لم يستطيعوا الالتحاق به في سوريا، لكنهم تحولوا إلى قواعد احتياط لديه في بلدان كثيرة من العالم.

لم ينته بعد دور داعش بانتهاء الحرب ضده في العراق وسوريا، بالتزامن مع الحرب ضده في الشرق الأوسط كان يجري إعداد الأرضية والحواضن الشعبية والخلايا النائمة في معسكرات ظاهرة ومخفية لأدوار أخرى لداعش. في السنوات التي كانت كل الأنظار تتجه إلى الشرق الأوسط كان تنظيم داعش يحضر لمرحلته ومهامه القادمة خاصة في شمال أفريقيا، وبالتحديد في ليبيا، بعض البلدان الساحل والصحراء، وكذلك جنوب شرق آسيا.
منذ سبتمبر 2015 إلى أواخر 2018 تم ترحيل الآلاف من العناصر الإرهابية القيادية وغيرها إلى مواقع متعددة من العالم أبرزها شمال أفريقيا وخط الساحل والصحراء وجنوب شرق آسيا. كما تسللت مجموعات من الإرهابيين إلى بلدانهم الأصلية.
وهذا الواقع يجعل الحالة الإرهابية العالمية أكثر خطورة لأن التعامل سيكون مع إرهابيين متفرقين، لا يمكن حصرهم في مكان واحد، ما يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة:
كيف تمّ تأمين خروج العناصر الإرهابية من سوريا والعراق وما هي مسارب تنقلاتهم؟
أين اتجهت عناصر داعش وما هي أهم سيناريوهات توجهاتهم؟
هل فعلا تم تجفيف مصادر التمويل لتنظيم داعش بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأميركية بأن داعش قد خسر أكثر من 90 بالمائة من موارده؟
عندما تحدث التحالف والأمم المتحدة وأكبر مراكز الاستخبارات في العالم على ما يناهز 150 ألف مقاتل داعشي من جنسيات مختلفة في العالم مدربين متمكنين على نوعية حرب الشوارع و المدن ونوعية قتال خاصة جدا، ومستقطبين من كافة أنحاء العالم و لهم تدريبات عالية، ثم يعلن عن انهزامهم فجأة هذا يدعوننا إلى إعادة النظر من زاوية أخرى لهؤلاء الإرهابيين وإلى تصريحات القوى الكبرى التي قالت في البداية أنه يلزمها سنوات كثيرة لهزيمة هذا التنظيم وفجأة تقول إن داعش قد انتهى؟ هل كل هؤلاء قد ماتوا؟

نحن من سفر ونحن من نعيد؟
من كان غطاءا للتسفير ومن ساعد على التسفير والتحريض إلى سوريا والعراق ومن فتح الحدود هو نفسه من يعيد فتح حدوده لنفس العملية لتصبح معالم العملية والصورة واضحة: نفس الطريقة ونفس المسارب ونفس الغطاء، مثلا في تونس تم الكشف على أن شبكات التسفير التي نشطت بالأساس كانت خلال فترة حكم الإخوان المسلمين “الترويكا” ساهمت بشكل كبير عناصر من حركة النهضة، وهي متورطة في القضية التي تم الكشف عليها من خلال الملحق العسكري القطري الذي أتى بالأموال لتزويد جمعيات بعينها وقد ثبت أنها متورطة في تسفير الشباب إلى سوريا وأهم أعضاءها من حركة النهضة وغيرهم كثير.
وتعالت الأصوات الكاشفة على هذا الملف الخطير وكيف تم تشكيل لجنة التسفير إلى سوريا وبؤر التوتر فكان الحل لديهم هو إيداع الملف بالبرلمان التونسي حتى يتم السيطرة عليه ضمن لجنة التسفير، و بذلك يصبح الملف يدور في دائرة مغلقة.
نستحضر هنا، مساهمة الإخوان في 2012 خلال انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا وفيه تمت المصادقة على تسليح الثوار وتشجيع الشباب التونسيين لنصرة الثورة السورية وغيرها.
و ما هو أخطر اليوم أن الكرة التي تم إلقاؤها في سوريا والعراق انشطرت إلى كرات عديدة محملة بعناصر تحمل ثقافة الدم والقتل يعاد رميها في ملاعب مختلفة من العالم. وتعمل هذه العناصر على فتح العديد من الجبهات في بلدان بعينها، وستبدأ نشاطها عبر تكتيك “الهرسلة” وتحريك الذئاب المنفردة و إطلاق المبادرة المنفردة للمجموعات الصغرى الإرهابية المترصدة في المكان و الزمان و المتسللة داخل مفاصل المجتمع.

يقوم هذا التكتيك على الترهيب والعنف النفسي عبر تنفيذ عماليات داخل المدن الكبرى وأكثرها تحصينا. وتكمن المعضلة هنا، في أن من سيقوم بهذه العمليات هم “أشباح مدرّبة” أي عناصر أسماؤهم غير مبرمجة على قوائم الإرهابيين بالنسبة لوزارات لداخلية أو المخابرات العامة الداخلية والخارجية. وسيقام هذا المخطط على تحريك خلايا لا يزيد عدد الأفراد فيها على 30 عنصرا، وتقسم إلى أربعة فرق صغرى (فريق الرصد، فريق المد اللوجستي وفريق الاتصال والإعلام وفريق التنفيذ).
أربعة سيناريوهات لعناصر داعش ما بعد سوريا والعراق:
1- الهجرة إلى شمال أفريقيا والعبور إلى الداخل الأفريقي
2- عودة الدواعش الى بلدانهم الأصلية
3- انتقال الدواعش الى جنوب شرق أسيا
4- جيوب من الدواعش كورقة ضغط في سوريا والعراق و بلدان الجوار

الهجرة إلى شمال أفريقيا والعبور إلى الداخل الأفريقي
بعد الهزائم المتكررة في الموصل والرقة وادلب ودير الزور وحلب وغيرها من المدن يعلن البغدادي في بيان له النفير إلى “بلد الإسلام”، ويعني ليبيا التي تعيش جحيم الانهيار جراء القاعدة والميلشيات والصراع الداخلي وتداخل المصالح الأجنبية الغربية و العربية والقوى العظمى فكأن الأرضية قد جهزت إليهم ليعلنوا النفير إليها.
أصبحت ليبيا ثكنة لتدريب الإرهابيين والمرتزقة من كل الجنسيات ومقرا للوحدات الخاصة الأجنبية فهي تظم إرهابيين متعددي القوميات و شركات مقاتلة متعددة الجنسيات، كذلك هناك معطى آخر هو أن ليبيا كما كانت في السابق معبر الإرهابيين للسفر إلى سوريا والعراق، هي اليوم ممر العودة، حيث استقر بعضهم هناك، فيما غير البعض الآخر وجهته.

وكانت تركيا نقطة ترانزيت رئيسية، تفتح المجال الجوي بينها وبين ليبيا للتسفير وبنفس الطريقة للعودة.
أغلب الدواعش من شمال أفريقيا أو خط الساحل والصحراء كان انتماؤهم الأول للإخوان ثم لأجنحة القاعدة، بعد ذلك انخرطت داخل تنظيم داعش. فالمدرسة هي نفسها إخوانية قاعدية داعشية، واختلافهم كان فقط بخصوص مرحلة إعلان “الخلافة”.
فهو مخطئ من يقول إن هناك صراع وعداء بين داعش والقاعدة والإخوان، فكل تنظيم له مهامه، فتنظيم الإخوان العتبة الأولى ومهمته تهيئة الأيديولوجيا، وتنظيم القاعدة يستهدف الأجانب و يتموقع في الجبال و الأماكن الوعرة و يتغذى من الفقر و الخراب، أما داعش فهم الجناح الدموي الذي يرهب ويثير عدم الاستقرار ويربك الدول الضعيفة.
منذ 2014 إلى اليوم، والأنظار والعقول مركزة على داعش وقدرته الكبيرة على استعمال السلاح والتكنولوجيا الجديدة والتكتيك الحربي في حين أن الإخوان المسلمين كانوا يتموقعون سياسيا في أماكن أخرى ويتسللون داخل مفاصل الدول تطبيقا لخطوة التمكين. أما القاعدة فكانت تتموقع في كامل شمال أفريقيا وخط الساحل والصحراء وتكتسب الأرض و الإتباع بأجنحتها المختلفة، ثم إنها تتعاون مع القوى العظمى لهزيمة داعش في درنة وسرت، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل لماذا الأميركيون يتحدثون عن ضرب معاقل داعش في ليبيا ولم يقم أية عملية ضد القاعدة و أجنحتها في ليبيا؟
تاريخيا القاعدة لها مكانتها وتنظيمها وعناصرها في منطقة شمال أفريقيا وخط الساحل والصحراء والأرضية ملائمة وجاهزة خاصة بعد ما يسمى بالثورات العربية وانهيار الأنظمة التي كانت سدا منيعا ضد هؤلاء. بدخول التيارات الإخوانية للحكم في بلدان الثورات العربية أصبحت الأرضية جاهزة.

وسرّبت العديد من الفيديوهات والملفات التي تبرز مدى ارتباط التيارات الإخوانية بقطر وتركيا والقاعدة، وتونس خير دليل على ذلك من خلال مثال المسمى أبو عياض التونسي زعيم أنصار الشريعة الذي أعلنت عن مقتله الولايات المتحدة الأميركية ما يقارب عن خمس مرات و لم يقتل لان مهامه في المنطقة لا تزال و هو الذي يلعب العديد من الأدوار خاصة في العلاقة بين القاعدة و داعش.
أبو عياض هو المتورط في مقتل الشاه مسعود. كانت بدايته مع التيار الإخواني التونسي ثم هرب إلى بريطانيا وبعدها التحق بالقاعدة في أفغانستان ونشط ضمن مجموعة المقاتلين من منطقة شمال أفريقيا في جلال أباد. وتم القبض عليه وسلم للسجون السرية الأميركية ليؤهل هناك كقائد إرهابي، لينتهي به المطاف في سجون تركيا ويسلم لتونس قبل الثورة بسنتين.
وبعد أحداث 2011 وسقوط نظام بن علي بشهر واحد يخرج أبو عياض من السجن على إثر العفو التشريعي العام على أساس أنه سجين سياسي. وفي شهر ابريل عقد مؤتمره العام بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية وينصب نفسه زعيما لأنصار الشريعة بمنطقة شمال أفريقيا، وهو الذي قاد عملية الهجوم على السفارة الأميركية في 2012 بترخيص من وزير الداخلية في ذلك الوقت القيادي الاخواني علي العريض؛ وبعد هذه الحادثة يتم تهريبه إلى ليبيا ليلعب الدور المهم و الكبير الى اليوم. ولا يقتصر الأمر على أبي عياض، فغيره كثر، ممن تثبت ملفاتهم التواصل المباشر ما بين التيارات الإخوانية والإرهابيين في داعش والقاعدة.

مسارب الانتقال
أواخر 2016، بدأ العد التنازلي لمهام داعش في الشرق الأوسط بعد أن أدى مهامه وهدم كل شيء وشرد وأضعف دول الجوار وتقوت بلدان إقليمية تريد الهيمنة و السيطرة على المنطقة وأصبح لها ثقل كانت تبحث عنه، بعد أن تدربت على قتال داعش وخبرت الحرب ضده.
مع اقتراب نهاية المهمة، اتفقت كل القوى الكبرى على تأمين العناصر الإرهابية تهريبها تحت غطاء جوي آمن. خرجت من العراق وسوريا قوافل من الدواعش عبرت الحدود السورية إلى تركيا أين كانت المافيا التركية تنتظرهم لتفتح لهم المعابر تحت رقابة الحكومة حتى لا يتسللوا ويدخلوا مدنها. وتم تهريبهم من تركيا إلى مناطق يراد لها أن تكون محل توتر واضطرابات، وتم ذلك بـ”شكل قانوني” وذلك بتوفير عقود عمل بمدة غيابهم عن بلدانهم أو شهادات التسجيل بالجامعات التركية وشهادات النجاح وحتى شهادات أعداد و غيرها من المرافق المدلسة لتأمينهم قانونيا.
بدأت ليبيا تستقبل العديد من الدواعش منذ بداية عام 2017. وسجل شهر مايو 2017 ، حيث كانت الأنظار مركزة على الصراع الدامي بين الميلشيات في طرابلس وكذلك الهجرة غير الشرعية، أكبر عدد من العائدين وأيضا من عمليات نقل الأسلحة والذخيرة حسب المعلومات التي تحصلنا عليها من ليبيا وذلك عبر رحالات جوية وبحرية. وقد شهد ميناء زوارة الليبي آلاف الداخلين إلى ليبيا من مختلف الجنسيات، وكانت أهم البواخر قادمة من تركيا، ونفس الشيء بالنسبة لمطار مصراتة حيث شركات الطيران تسجل الدواعش القادمين إلى ليبيا على أساس مسافرين عادين حسب تقارير استخباراتية ليبية.

كما جاء في نفس التقرير أن طائرات قطرية كانت كذلك تقوم برحالات جوية لإنزال الإرهابيين بمختلف جنسياتهم وخاصة الجنسيات الأفريقية. وتتم عملية الإنزال دائما من المنطقة الغربية الليبية التي يسطر عليها ميلشيات الإخوان ومنها يجري توزيعهم في كل المناطق وصولا إلى الجنوب؛ مثلا هناك مجموعة من الآسيويين اللذين قدموا عبر ميناء زوارة الليبية و قد تواجدوا بالمنطقة الجنوبية على الحدود السودانية المصرية وعدد منهم عبر الحدود السودانية ليتم نقلهم لآسيا عبر الخطوط الجوية القطرية وفق ما أبرزته تقارير أمنية و استخباراتية.
كذلك من الغرب الليبي تم تسلل هذه العناصر إلى منطقة الساحل والصحراء عبر الحدود مع الجزائر ودخلوا إلى مالي وتشاد والنيجر وبركينافسو والصومال التي أصبحت اليوم اكبر بؤرة للإرهاب و العماليات الإرهابية في الآونة الأخيرة. وحسب آخر الإحصائيات فقد التحق بالمنطقة أكثر من ثلاث آلاف عنصر داعشي ويتوقع أن تشهد منطقة الساحل والصحراء عمليات كبرى و استعراضية ليثبت هؤلاء وجودهم.
و المسرب الثاني والخطير فهو السودان لقد سمح السودان لرحالات جوية كبرى من تركيا أن تأتي بعناصر إرهابية وإخراجهم عبر حدوده إلى ليبيا وباقي الدول كما فتحت حدودها لعبور الإرهابيين الآسيويين عبر الخطوط القطرية.
عودة عناصر داعش إلى بلدانهم الأصلية
يقوم السيناريو الثاني على تسلل العناصر الداعشية إلى بلدانهم الأصلية والتحاقهم بالخلايا النائمة وتشتيت الجهود الأمنية والعسكرية ووضع كل الطاقات البشرية والمادية لملاحقتهم في حرب الاستنزاف و التشتيت، وكذلك من أهم أهداف هذا التنظيم هو ضرب البنية النفسية للمجتمع وللدول والتسلل للعمق المجتمعي واستقطاب أكبر عدد من المتعاطفين ضمن البناء للحواضن الاجتماعية لبث الفوضى فتصبح كل الجهود متمركزة حول مكافحة الإرهاب.

والهدف من هذه الإستراتيجية زعزعة الاستقرار وضربه بهذه الخلايا المترصدة. لقد انتهى عصر الخلايا النائمة، واليوم نجد أنفسنا أمام استراتجيات جديدة للإرهابيين وهي الخلايا التي أصبح لها الحق في المبادرة الفردية والتي تنتظر الفرصة لتنفيذ مهامها دون الرجوع إلى القادة مهما كانت النتائج فالنتيجة بالنسبة لهم او النجاح هو إحداث الرعب و الخوف و التذكير بوجودهم و انهم يعيشون داخل المجتمع و بينه و بذلك يتم إرباك الدولة.
وتجد هذه الخلايا التي كانت نائمة نفسها مطعمة بعناصر خطيرة جدا مدربة ميدانيا، والأخطر أنها قد تشبعت بثقافة الدم والقتل لتصبح متعطشة إلى هذا النوع من العمليات.
أما مسارب دخول هؤلاء فهي بنفس الطريقة التي طرحناها في بداية البحث عبر البحر والبر والجو وبجوازات سفر لا تحمل أية أثر على دخولهم إلى سوريا، وفي بعض الأحيان حتى عدم دخولهم إلى تركيا كذلك عقود العمل والشهادات الدراسية وهذا كله باستعمال مبدأ التقية.
بالنسبة لشمال أفريقيا وخط الساحل والصحراء، يتم التسلل في أغلب الحالات برا. فأغلب العائدين قد دخلوا إلى ليبيا عبر الجو بعدها إلى السودان والصومال ويتم الآن توزيعهم سواء عبر البوابات الرسمية أو بطرق سرية، و مما يساعد على ذلك العلاقات الوطيدة التي تربط بين المهربين وتجار البشر والإرهابيين حتى أنك لا تكاد تفرق بينهم لتشابك مصالحهم.
انتقال عناصر داعش الى جنوب شرق اسيا
هنا كل الطرقات مفتوحة وشركات الطياران التركية القطرية متورطة جدا خاصة في نقل أكبر عدد منهم إلى أفغانستان كذلك إلى بروما “أين النفير لنصرة مسلمي بورما المحاذية للصين والهند والتي تعتبر خزان كبير من البترول وخاصة الغاز وهنا خلق بؤرة توتر رهيبة في الشرق آسيا تمس من أمن واستقرار القوى الكبرى و الصاعدة الصين والهند.

كذلك حسب أهم المعلومات التي لدينا هو أن العديد من العناصر الآسيوية، وخاصة مجموعة من القيادات الداعشية التي لها الجنسية الصينية، كانت في فترة ما مرابطة في الجنوب الليبي على الحدود السودانية الليبية المصرية و التشادية، كذلك مجموعة من الأفغان والباكستانيين والفلبين وهم يقومون بعماليات تدريب كبرى ومنهم أقلية قد غادرت ليبيا نحو التشاد و مالي و النيجر والأهم أنهم تنقلوا كذلك عبر الخطوط القطرية إلى الفلبين وأفغانستان وبورما. ويهدف هذا السيناريو بالأساس هو خلق بؤر توتر في مناطق من العالم وتدمير كل القوى العالمية بمشروع زرع العناصر الإرهابية بمناطق بالعالم و كأننا امام حرب عالمية بالوكالة.
جيوب من الدواعش ورقة ضغط
طبعا لن ينتهي الإرهاب لا من سوريا ولا من العراق فيجب ترك جيوب من الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط وخلق تسميات جديدة لهم تعتبر ورقات ضغط على الحكومات. فلن تعيش هذه البلدان الاستقرار فتساهم في الاضطرابات والعماليات من وقت إلى آخر فمثلا ظهور التنظيم الجديد في العراق اسمه الرايات البيض وأحرار السنة وجبهة النصرة وغيرها.
و من هنا بدأت المرحلة الثانية بعد عناصر الإرهاب و تنظيم داعش لسوريا والعراق، ستكون خلق بؤر للإرهابيين ضن حواضن عالمية في مناطق متعددة في العالم، قد تم خلخلتها من الداخل والأرضية بدأت سانحة وحان وقت تحويل وجهة داعش إلى مناطق أخرى من العالم يصعب حصرها. وبالتالي فإن من يقول إن المؤامرة ليست موجودة فهو غبي: المؤامرة موجودة لأن المتآمر يدافع عن مصالحه بطريقته أما الغبي فهو من يتآمر على نفسه بإنكار نظرية المؤامرة، هو فكر وأعد المؤامرة من أجل مصالحه و أنت ماذا أعددت لأجل مصالحك و وجودك و هويتك؟ فالحرب منذ زمان قد أعلنت تحت شعار الهوية و الوجود و البقاء سيكون لمن له هوية.

By admin