الدكتورة بدرة قعلول : مركز الدراسات الامنية والاستراتيجية بتونس
مهام بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا
أنشأت البعثة الأممية للدعم في ليبيا في شهر سبتمبر لسنة 2011 و هي بعثة سياسية تمّ تكوينها بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2009 (2011) و ذلك بناء على طلب من السلطات الليبية لدعم السلطات الانتقالية خلال مرحلة ما بعد النزاع.
وقام مجلس الأمن بتعديل ولاية البعثة وتمديدها من خلال قرارات 2022 (2011)، 2040 (2012)، 2095 (2013)، 2144 (2014)، 2238 (2015)، 2323 (2016)، 2376 (2017)، وينص قرار مجلس الأمن 2434 (201)علي ولاية البعثة الحالية، التي تم تمديدها لغاية 15 سبتمبر 2019.
تخضع البعثة الأممية للدعم بليبيا لقيادة ممثل خاص للأمين العام بدعم من نائب للممثل الخاص للأمين العام فيما تقوم إدارة الشؤون السياسية التابعة للأمم المتحدة بالإشراف على البعثة حيث تقدم لها الإرشاد والمساعدة التنفيذية.
تضم البعثة موظفين فنيين مختصين بالشؤون السياسية، وحقوق الإنسان، والعدالة الانتقالية، والأعمال المتعلقة بالألغام، والتسريح، والتنمية، وتمكين المرأة، والإعلام والاتصال، علاوة على موظفي دعم.
ومن خلال اتخاذه القرار 2323 بالإجماع في شهر ديسمبر 2016، قام مجلس الأمن بتكليف البعثة، بما يتماشى تماماً مع مبادئ الملكية الوطنية، بممارسة الوساطة والمساعي لدعم تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، وتعزيز الحكم الرشيد والأمن والترتيبات الأمنية لحكومة الوفاق الوطني والمراحل اللاحقة في عملية الانتقال الليبي.
إضافة إلى ذلك، يتوجب على البعثة، في إطار القيود التشغيلية والأمنية، تقديم الدعم للمؤسسات الليبية وتقديم الخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية عند الطلب.
ومن ضمن المهام التي تشملها الولاية، تم تكليف البعثة برصد أوضاع حقوق الإنسان ووضع تقارير بشأنها؛ وتقديم الدعم لتأمين الأسلحة ومكافحة انتشارها؛ وتنسيق المساعدة الإنسانية وتقديم المشورة والمساعدة للجهود التي تقودها حكومة الوفاق الوطني بهدف إحلال الاستقرار في مناطق ما بعد النزاع بما فيها تلك التي تم تحريرها من الارهابيين.
غسان سلامة تحت تهديد مليشيات السراج
على اثر الجلسة المغلقة التي صارت بمجلس الأمن و موقف غسان سلامة من حكومة الوفاق و تغير كبير لموقف غسان سلامة من حكومة الوفاق و المليشيات فبعد ان كان مؤيدا لهم أصبح ضدهم، لهذا غضبت ميلشيات الوفاق و بدأت في اتخاذ مواقف معادية و تصل الى التهديد المبطن، و آخر ما ذهبت إليه الحكومة هو قيام وكيل وزارة المواصلات بحكومة السراج يوم 03 اوت 2019 بإعلانه أن مطار زوارة سيكون مغلقا أمام طائرة سلامة و لن يمنح أي أذن بالهبوط و أنه إذا أراد القدوم لطرابلس عليه باستعمال مطار امعيتيقة الغير مؤمن.
و قد قدمت حكومة الوفاق بينا شديد اللهجة للمبعوث الاممي يوم 30 جويلية 2019 و أرادت إحراجه أمام الرأي العام الدولي لأنها كانت تعتمد عليه كثير في علاقاتها الدولية و تحركاتها بل أكثر من ذلك فهي تستمد شرعيتها من المبعوث الاممي الذي هو في حدّ ذاته لا يمكن أن تتحول مواقفه إلا بتحولات المواقف الدولية و مواقف دول الكبرى و الفاعلة.
كذلك مصراتة اصدرت بيانا تدين فيه تصريحات سلامة و هي تعتبرها تصريحات متلونة و ليس لها دليل صحة بل ان الاجتماع الذي جمع العديد من الشخصيات بمصراتة يوم 31 جويلية هو عبارة على تهديد صريح للمبعوث الاممي فقد طرح في اللقاء خمسة نقاط لكن بالاساس كان الاجتماع حول تصريحات غسان سلامة و كلمته في مجلس الامن يوم 29 جويلية 2019. و كانت النقطة الرابعة و الخامسة هي اهم ما ورد في نص البيان فقد كان محتوى الفقرة الرابعة ما يلي
– استنكار و رفض لكلمة المبعوث الاممي بجلسة مجلس الامن يوم 29 جويلية 2019 و اعتبروها تزيفا و تزويرا و تدليسا للحقائق حيث سوى بين المعتدي و المعتدى عليه حسب قولهم و نواصل في النقطة الرابعة التي فيها اشارة واضحة الى الجيش العربي الليبي و للمبعوث الاممي اذ ورد فيها كذلك “وضع الجميع في خانة واحدة و انحيازه بشكل واضح مع المشروع العسكري الاستبدادي” و هنا طبعا تشكيك في مصداقية غسان سلامة الذي كان في يوم ما صديقهم و يحضى بدعمهم و يعتبرونه محايدا و نزيها اذ بالمعطيات تتبدل و يصبح الرجل متحيزا.
اما النقطة الخامسة فتزداد فيها لهجة التصعيد و تم فيها المطالبة باستبدال المبعوث الاممي الحالي و عدم التعامل معه و كذلك مطالبة حكومة الوفاق الوطني بشكل واضح لا لبس فيه اتخاذ كل الاجراءات القانونية و السياسية ضذ هذا المبعوث و قطع التواصل معه بشكل نهائي دون أي تسويف او مماطلة و بكل حزم و قوة.
هذا البيان الذي يعتبر بمثابة التهديد الصريح و شديد اللهجة بالنسبة للمبعوث الاممي و للبعثة الاممية و لعناصرها يحيلنا مباشرة الى الاجراء التي اتخذته حكومة الوفاق بمنع طائرة غسان سلامة بالنزول في مطار زوارة و ربما يصل الى التصفية الجسدية لغسان سلامة او لضرب البعثة الاميية و تهديد عناصرها.
و ان التفجير الذي حدث في بنغازي يوم السبت 10 اوت 2019 من المؤكد ان له علاقة بهذه التهديدات فلقد قتل ثلاثة موظفين من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في انفجار سيارة مفخخة بمدينة بنغازي شرق البلاد و التي هي تحت سيطرة حكومة الشرق و تحت تأمين الجيش العربي الليبي و حسب التحقيقات الأولية رجح مصدر أمني أن يكون استهداف موكب البعثة الأممية متعمدا. و له علاقة بالتهديدات مليشيات حكومة الوفاق وكانت الأمم المتحدة قد أعادت فتح مكتبها في بنغازي قبل بضعة أسابيع بعد إغلاقه لسنوات نتيجة لتردي الوضع الأمني بثاني أكبر مدن ليبيا.
اذا فهل ستشهد البعثة الاممية مستقبلا تهديدا او اغتيالات او ربما عمليات ارهابية ميلشياوية ضذها ؟
و الملاحظ ان كل الحكومة السراج و مليششياتها قد انزعجت من المبعوث الاممي السيد غسان سلامة و كلها تبعث في رسائل تهديد للشخص و ربما تجيش لمليشياتها و رؤساء عصابتها لتصفيته او اجراء عمليات ارهابية و هذا يدل على اضطراب كبير في صفوفهم و انهم مدريكين ان العجلة قد بدأت تدور عليهم و ان لم يبقى لهم الاّ التهديد و الوعيد، لهذا جاء بيان قوة مكافحة الارهاب التابعة لحكومة السراج فارغة من محتواها و بشكل و مضمون هزيل جدا لا يرتقي الى مستوى بيان لكنه يحمل في طياته الكثير من المصطلحات الترهيبية و التهديد و يجب على المبعو ث الاممي غسان سلامة و الامم المتحدة طلب استفسار من السراج نفسه حول هذا البيان الذي يهدد حياته و حياة افراد البعثة مباشرة و خاصة و ان هذه الميلشيات لها سوابق في تصفية و اخطتاف ديبلوماسيين و مبعوثين دوليين.