بدرة قعلول
تطرح اليوم في تونس إشكالية الاستحقاق الانتخابي للتشريعية و للرئاسية و هذه الأخيرة التي قلبت كل الموازين بعد أن كان الكل يحسب حساباته للتشريعية التي تسبق الرئاسية، فكل الأحزاب تتسابق على من ستكون له الهيمنة على البرلمان لان السلطة التونسية تدار في البرلمان أقوى سلطة في البلاد باعتبار نظام الحكم برلماني، لهذا من كتب الدستور كان حريص أن تتم الانتخابات التشريعية قبل الرئاسية ليحدد بعدها من سيدعم في الانتخابات الرئاسية، كما أن الدستور و النظام قد كتب على قياس حزب يرى في نفسه انه المسيطر و انه يقود كل العملية الحكومية و الدولة و مفاصلها من خلال الدستور و البرلمان.
لكن بوفاة السيد رئيس الجمهورية السيد الباجي قائد السبسي يوم 25 حويلية 2019 “تلخبطت” كل الأوراق و أعيد خلطها من جديد بالانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها. زخم كبير و كلام كثير عن الأسماء المرشحة إلى أن وصل العدد الى 98 مرشح في اغلبها ترشحات غير جدية و حتى يمكن تسميتها فولكرواية.
لكن من سيبقى في السباق و كيف ستدار العملية الانتخابية و مرشحين لا تتكافأ عندهم نفس الفرص؟
و ما هي أهم التحالفات التي ستصير بين المرشحين للانتخابات الرئاسية بتونس؟
هل ستبقى حركة النهضة هي المسيطرة على المشهد الانتخابي؟
هل ستتحالف القوى الوطنية و التقدمية من اجل إنقاذ البلاد من براثن حركة الإخوان المسلمين الذي لم يبقى لهم أي ملجأ سوى تونس بعد أن تم ضربهم في كامل البلدان العربية و اقتلاعهم من جذورهم الأصلية بمصر؟
كيف سيكون التنافس بين المرشحين و من معهم الى الانتخابات الرئاسية؟
حسب المشهد العام نرجح بقاء بعض الأسماء الجدية في السباق و في المراتب الأولى، و التي يجب أن نتوقف عندها لأنها ستحدث مفاجآت كبرى على المناخ العام للبلاد، ستبقى في السباق أسماء نعتبر انه لها حظوظ و تحالفات داخلية و خارجية و هي على التوالي: المنصف المرزوقي، عبد الفتاح موروا، نبيل القروي، عبير موسي، عبد الكريم الزبيي، هذه الأسماء الأبرز فهي ستنزل بثقلها و بأحزابها و قواعدها و تحالفاتها و خاصة لمن له المال و الذي سيلعب الدور الأكبر هو المال السياسي و الإعلام.
هذه الشخصيات ستنزل بثقلها في السباق و مفاجآت كبرى تلوح في الأفق. فلأول مرة تنزل النهضة للانتخابات الرئاسية بقيادي من قياداتها مباشرة و بمرشح يعتبر بالنسبة إليها رأس حربة فهي أصبحت تطمح إلى السلطة الكاملة لأن هذه الانتخابات بالنسبة إليها قضية “حياة او موت” فتريد أن تضمن الرئاسية و كذلك
تضمن البرلمان و رئاسة البرلمان بمرشحها راشد الغنوشي، و تضمن الكتلة الأكبر في البرلمان التي من خلالها يمكنها من تشكيل حكومتها و رئيس حكومتها و هذا السيناريو الذي تحلم به حركة الإخوان في تونس و تعتبر أن هذه فرصتها لتفرض النموذج الاخواني في العالم و برنامجها التي طالما حلمت به و خاصة و انها اليوم دخلت في منافسة خفية مع النموذج التركي اردوغان كل هذا التشتت في الأحزاب و الأصوات و المعارضة المتشرذمة.
كما انه هناك عامل آخر يزعج حركة النهضة و لن تسمح به، تغيير نظام الحكم في تونس الذي يدعوا إليه الكثير من التونسيين و خاصة بعض الأسماء المرشحة في السباق الرئاسي و التي لها حظوظ كبيرة للنجاح و التي تعلن مباشرة أنها ستعمل على تغيير نظام الحكم، و تدرك حركة النهضة جيدا أن هذا الاحتمال يمكن ان يكون من صلوحيات رئيس الجمهورية الذي يمكن أن يدعوا إلى استفتاء شعبي لتغيير نظام الحكم مع تراجع كبير لشعبيتها و هي قد قامت بسبر آراء داخلي و سري و تعرف أنها لن تتجاوز العشرة بالمائة و خاصة و ان قواعدها غاضبة عليها و هي بهذا تقوم بعملية مراوغة و مغامرة كبرى يمكن أن تفوز بها و تنقذ نفسها من كل المتربصين بها على حدّ تعبيرهم او تموت بها و تحاسب على كل جرائمها و تفتح كل ملفاتها الإرهابية و التسفير و الجهاز السري و السرقات و هذا ما يفسر نزولها بكل ثقلها و بلغة كرة القدم تلعب هجوم مباشر.
و المثير للانتباه بان نفس الطبقة الحاكمة اليوم تطرح نفسها للانتخابات و كـ”منقذ” للشعب التونسي الذي كره و فقد الثقة في كل السياسيين و هو اليوم يعجز عن الاختيار من نفس سياساتها التي أوصلته لهذه الحالة. و الغريب في الأمر بان هذه الطبقة السياسية الفاشلة تطرح نفسها كوريث لنفسها بنفس الوجوه ونفس المضامين التي أدت للفشل و لا تريد أن تترك المجال لغيرها بل و ترتكب الكثير من الحماقات و المخالفات و تتمسك بمفاصل الدولة و تستعملها ثم تتكلم على اللعبة الديمقراطية بكل وقاحة.
في نفس الوقت المعارضة هي ذاتها جزء من الأزمة السياسية بتونس فهي معارضة تتميز بعدم الاجتهاد أو تقديم بدائل حقيقية يمكن أن تقلب المعادلة فالمعارضة بفصائلها كلها مشتتة و تتصارع فيما بينها و ليس لها برنامج حقيقي تقدمه أو قوة اقتراح.
الشعب التونسي و الذي بيده مصير إنقاذ البلاد في هذه المرحلة الانتخابية سيسأل عن هذه الوجوه القديمة التي تشوهت بنظام 2011 إلى 2019 و القادمة من الحكم ماذا سيقدمون أسوأ مما قدموه في مرحلة حكمهم وأيضا المعارضة التي عجزت في أحلك أحوال السلطة ماذا يمكن أن تقدّم اليوم كبدائل للخروج من هكذا وضع وصل مداه الى الانسداد.
و المرجح حسب بعض المحللين أن الدور الثاني سيكون بين الزبيدي و عبد الفتاح مورو او الزبيدي و المنصف المرزوقي وكأننا رجعنا الى مربع 2014 “المرزوقي ممثل النهضة و الباجي قائد السبسي ممثل القوى الحداثة”
كذلك هناك من يرجح في الدور الثاني صاحب قناة تلفزية و حزب لا يتجاوز عمره أربعة أشهر السيد نبيل القروي و كل الإحصائيات و سبر الآراء تعطي انه يمكن ان يذهب للدور الثاني، ففي يوم 08 اوت 2019 نبيل القروي يحوز على 34 بالمائة لكن الى أي مدى يمكن ان يصمد في السباق و ما هي انواع الضغوطات التي ستمارس عليه لينسحب أو ليتحالف مع مرشحين آخرين مع انه قد قال في جلسة مغلقة لن ارتكب خطأ انتخابات 2014 و لن اعمل لأجل الآخرين منذ ثلاثة سنوات و أنا اعمل من اجل أن أصل إلى منصب الرئاسة و لن اتركها لأحد مهما كان الثمن و كلفني ما كلفني و لست شمس باش نطيب للآخرين”
أما مرشح القوى الوطنية المستقلين و مجموعة الدولة العميقة فلقد اختاروا السيد عبد الكريم الزبيدي الممثل لوزارة الدفاع الوطنية و رجل الدولة العميقة و الذي أخرج على السطح منذ شهر و هو قد أعلن في العديد من المناسبات انه ليس رجل سياسية و لا يريد ان يعتلى مناصب كبرى و قد عرضت عليه رئاسة الحكومة سابقا لكنه رفضها و اليوم يدخل لسباق الرئاسة و حملة كبرى من العديد من الشخصيات الوطنية و غيرها تدعمه و بقوة و يقال بأنه هناك قوى دولية كذلك تدعمه و خاصة تردده على الولايات المتحدة الأمريكية نسوق هذه المعلومة بحذر.
هل ستلعب القوى الإقليمية و الخارجية دورا يقلب كل التوقعات في هذه الوضعية وهل سنرى سيناريو لقاء باريس 2 في 2019 ؟
الرهانات و التحديات لرئيس الجمهورية المقبل
بنسبة كبيرة تقارب 95 % من المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية بتونس لا يعرفون مهام رئيس الجمهورية الدستورية في كل تفاصيلها و اغلبهم لا يمتلكون الكفاءات اللازمة لممارسة مهام الشؤون الخارجية و الدبلوماسية و هي من أهم مهام الرئيس و من ضمن صلاحياته الدستورية، كما يفتقدون لكل ما له علاقة بوظائف الأمن القومي فضلا عن وظائف الدفاع، سواء على مستوى المعرفة التقنية الإجرائية او حتى على المستوى النظري او المعرفة العملية التطبيقية و كل المرشحين من دون استثناء لم يمارسوا مهام الخارجية من قريب او حتى من بعيد بل اغلبهم لا يتقنون مصطلحات و مفاهيم التعامل الدبلوماسي.
أنّ القاطرة الخارجية هي المحرٌك الأساسي للتطور والتنمية الداخلية و هي مهام كبرى بالنسبة لمنصب رئيس الجمهورية التونسية لهذا نولي كثيرا من الاهتمام لهذا المجال فمن سيعتلي كرسي قرطاج يجب ان يفهم جيدا أنّ الخارجية هي كل العلوم وكل الاختصاصات بما يعني أنها خبرة وحكمة. فيها الجغرافي والتاريخي والاستراتيجي والسياسي والاقتصادي والعسكري والاستخباراتي والدبلوماسي والقانوني و خاصة الثقافي، فالسياسة الخارجية هي إبداع الشعب والعمق الحضاري للدولة و اغلب المرشحين بعيدين كل البعد عن الشعب و عن العمق الحضاري لتونس و الرهان كبير على إمكانياتهم.
السياسة الخارجية للدولة هي التعبيرة عن قوّة وخزّان وإمكانيات الدولة. بالسياسة الخارجية فقط يمكن أن نحقق اختراقا عميقا في العالم و ندخل ضمن الدول التي يمكن ان تلعب دورا إقليميا و حتى عالميا. برئيس و بشخصية مضطلعة شخصية متكونة في مجال الدبلوماسية فقط يمكن أن تحوز مركزا مرموقا في العالم لو تضع هذه المهمة كخيار استراتيجي و ان تتخلى عن موروث دبلوماسي قد تجاوزته الأحداث و الظرفيات.
فعندما تستهلك دولة ما إمكانياتها الذاتية لا مناص لها إلا بالاختراق الخارجي. والبعد الخارجي ليس عمل هاوي بل في عمق العبقرية و الإبداع. و المشكل الكبير او التحدي الكبير هو كيف نتجاوز و من له الجرأة لتجاوز موروث قد أثقل كاهل السياسات الخارجية التونسية لان الإشكالية الكبرى هي انه كل من وضع السياسات الخارجية في تونس كان مجرّد موظّف وليس مخططا استراتيجيا.
لم يكن جيواستراتيجي ومتخصص في الاستشراف و خاصة لم يكن جرئا. لا يمتلك لا عقلا تاريخيا ولا بعدا مستقبليا بل انه يشتر ديبلوماسية هجينة ركيكة لا تتطور و لا تناور و خاصة لا تعرف التفاوض فهي تعتمد على أشخاص ضعفاء. كلهم كانوا مجرد تقنيين لتصريف الشؤون الخارجية وإدارة العلاقات. فتونس في ظل ما تعانيه اليوم و التكالب الكبير على كرسي قرطاج ليس إلا من باب الجهل بالشيء فتونس اليوم و في ظل الأزمات و التغيرات يجب أن تعمل على إستراتجية تفرض بها نفسها في الساحة الإقليمية و الدولية و تستثمر في وقعها الاستراتيجي و الظرفية و التحولات الجيواستراتجية العالمية و إلا ستبقى تلك الدولة التي لا تستثمر و لا تفاوض بل تتلقى الأوامر و تنفذ.
تونس كي تفرض نفسها دوليا لا بد لها ان تخلق مجال تخصص تؤسس فيه لميزة تفاضلية لا تمتلكها الا هي ويحتاجها كل العالم وهذا ليس صعبا لو يقع التخطيط له لبعض سنوات فقط. الخارجية هي إبداع التكنولوجيا هي ابتكار الميزات الأصيلة. فالخارجية هي مستقبل شعب ومصير بلد برمته و هذا ما ينتظر الرئيس المستقبلي للجمهورية التونسية و ما ينتظر الشعب التونسي من الطامحين في كرسي قرطاج. الخارجية هي عقل استراتيجي لا يمتلكه المبتدؤون الصغار و لا تمتلكها الأيادي المرتعشة و كذلك لا يمتلكها محدودي النظر.
إذا فمن هم ابرز المترشحين لكرسي قرطاج ؟
و من هي الخمس أسماء التي ستخوض السباق بجدية و لها حظوظ كبرى ؟
مرشحين النهضة : رأس حربة : عبد الفتاح مورو
الواجهة الخلفية: منصف المرزوقي
النهضة تريد الخروج في الدور الثاني بهما الاثنين و بهذا تضمن كرسي قرطاج
– عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع السابق ممثل القوى التقدمية و الدولة العميقة
– نبيل القروي رجل أعمال و صاحب قناة تلفزية
– عبير موسي رئيسة الحروب الحر الدستوري تعتمد على معاداتها للخوانجية
عبد الفتاح موروا رأس حربة الانتخابات بالنسبة للنهضة
عبد الفتاح مورو مرشح النهضة و رأس الحربة ؟؟؟
علامات استفهام كبرى و لماذا تم ترشيحه ؟
هل هو بالونه الاختبار لقواعد النهضة و جديتهم في الاقتراع و ترضية لبعض القيادات التي تريد ان ترى النهضة في كل مواقع القرار؟
هذا رجل يبحث على التموقع و يريد ان يكون له النصيب الأكبر في الحركة و هو من اخطر عناصرها فحتى راشد الغنوشي يهابه و يخاف من فلتات لسانه لهذا تتم دائما ترضيته حتى لا يتجاوز الخطوط الحمراء.
كما عرف هذا الرجل بكثرة تلونه و مراوغاته و انكارات كبيرة لكلامه فيقول الكلام و يقول نقيضه في نفس الوقت أمام الإعلام و في تصريحاته الرسمية و الغير الرسمية.
فعبد الفتاح مورو بالرغم من كثرة كلامه و بروزه إلا انه لم يكتب له موقفا صريحا و عاليا صادحا مدافعا عن السيادة الوطنية او ثروات الوطن او في القضايا الحقوقية والتحررية او ضد المديونية والتدخل الأجنبي او ضد التهرّب الضريبي والفساد وضد هيمنة رجال المال الفاسدين فهو رجل لا تذكر له مواقف وطنية.
هذا الرجل لا يملك سوى التقدم خطوة ليتراجع خطوات المهم أن لا تطله السهام ولا يواجه الأعداء خاصة داخل المشهد التونسي.
بمعنى آخر غير قابل للدفاع والصمود والنضال من أجل فكرة او موقف او قضية الأهم بالنسبة له ان يعيش بسلام مع الواقع لكن السؤال المطروح، من أوحى له بالترشح و لماذا قبل الترشح و خاصة و ان نواياه قد بانت بالكاشف يوم 27 جوان 2019 عندما أصيب الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بوعكة صحية اعتقدوا فيها انه مات فقد سعى جاهدا عبد الفتاح موروا الى إقصاء محمد الناصر و الادعاء بأنه مريض ليعتلي هو كرسي قرطاح لكن العملية قد أحبطت و تراجع عبد الفتاح موروا و خاف.
و المعروف عن عبد الفتاح مورو انه يتخلى عن كل شيء مهما كانت قيمته فحتى المبادىء الدينية التي يحملها إرضاء للاعب الدولي سريعا ما يتخلى عنها مرة تحت غطاء الحرية الفردية ومرة تحت غطاء الضرورة المهم ان لا يناصبوه العداء ويصنفوه.
و اكبر مثال يمكن ان يعرف عنه عندما تخلى عن حزبه النهضة في التسعينات استقال منه لما وقع استهدافه من النظام، المهم أن “ينجو برأسه”.
فما هي حظوظ عبد الفتاح موروا و ما مدى دعم حزبه له و ما مدى دعم راشد الغنوشي له و هو الذي يريد إقصاؤه بشتى الطرق و موروا يعلم ذلك جيدا؟
كيف سيتعامل موروا مع وضعه الجديد كمترشح لرئاسة الجمهورية التونسية و هو الذي قال في احد خطبه نحن لن نفرط في الحكم بعد كل هذا الزمن” و هو الذي قال “نحن ننتدب حسب الو لاءات و ليس الكافاءات” و لقاءه مع قيادات اخوانية من العالم و إنكاره بعدها.
هل سيستخدم منافسيه كل هذه المعطيات لضربه؟ و كيف ستحميه حركة النهضة؟ هل فعلا ستدعمه حركة النهضة و قواعد النهضة؟ أسئلة كثيرة تحوم حول هذه الشخصية المتلونة و الخطيرة؟ لمن سيترك عبد الفتاح موروا المكان و يتحالف مع من لترك كرسي قرطاج؟
المنصف المرزوقي الواجهة الخلفية للنهضة و فئة كبيرة من قواعد النهضة الغاضبة
المنصف المرزوفي هذه الشخصية الخطيرة جدا التي تم إبعادها من المشهد السياسي التونسي بعد انتخابات 2014 و التي بقيت تشتغل خارج و داخل تونس بقواعد النهضة الغاضبة و بقواعد حزبه المنقسم و بمغازلته الدائمة لتنظيم الإخوان المسلمين العالميين و خاصة بقطر و إخوان مصر و تركيا لأنه كان يستعد إلى انتخابات 2019 و هو يراهن على العودة إلى قرطاج و قد جلب معه الكثير من التأييد الخارجي خاصة و انه أمضى الأربعة سنوات يتجول بين العواصم العربية و الغربية ليظهر بمظهر الحقوقي و المسئول و قناة الجزيرة قد اشتغلت عليه كثيرا و آمّنت حملنه الانتخابية منذ أربع سنوات و ارتباطه الكبير بدولة قطر و حسب المعطيات التي عندنا فان قطر ستدخل به سباق الانتخابات الرئاسية و بأموال طائلة و كبيرة و ربما به تضمن قطر تواجدها في تونس فهو له حظوظ كبيرة.
و يمكن اعتباره العصفور النادر الذي لمّح إليه راشد الغنوشي في باريس و بالنسبة لهذا الأخير يخير منصف المرزوقي على عبد الفتاح موروا و النهضة و قطر قد جربوا المنصف المرزوقي في الحكم و هو اداة طيّعة و يمكن العمل به. و هناك الكثير من المراقبين للمشهد التونسي يرون في المنصف المرزوقي منافس قوي جدا في الانتخابات الرئاسية و يمكن ان يبلغ الدور الثاني بسهولة و بفارق محترم مع مرشح الدولة العميقة عبد الكريم الزبيدي.
نبيل القروي راجل الاعمال و صاحب قناة تلفزية خاصة “نسمة”
هذه الشخصية التي أصبحت بارزة جدا و خاصة في نسب سبر الآراء إذ أصبح يحوز على المراتب الأولى بنسب كبيرة جدا تفوت كل المترشحين السياسيين في الانتخابات التشريعية و الرئاسية. هذه الشخصية تحوم حولها الكثير من الكلام و ويروج أن لها ارتباطه الكبير بمليشيات ليبيا و عبد الحكيم بالحاج و علاقات مع قيادات اخوانية و علاقات بعالم الأعمال و المال. عمل نبيل القروي كثيرا ضمن حملة الانتخابات التشريعية لنداء تونس في سنة 2014 و خاصة في الحملة الانتخابية للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، و بعد فترة قدّم استقالته من حزب النداء و دخل في صراع كبير مع حافظ قائد السبسي.
في سنة 2016 توفي ابنه في حادث مرور و استغل قناته من اجل العمل السياسي و عمل على جمعية خيرية اسمها “خليل تونس” و يجمع بها الصدقات و الأموال من اجل استغلالها للفقراء و المساكين في دواخل الجمهورية التونسية لجلب شريحة هامة و كبيرة من المجتمع التونسي و يستعطف بها عامة الناس و قد نجح في ذلك نجاحا كبيرا بالرغم من حملات التشويه الذي طالته و بالرغم من المكائد إلا انه في كل مرّة تزداد شعبيته ليصل إلى اليوم بنسبة كبيرة و قاعدة شعبية مهمة جدا.
و التساؤلات التي تطرح في الأوساط السياسية حول هذه الشخصية انه قد جمع الكثير من الأموال و لا تعرف مصدرها، و الكثيرين يرجحون و يتهمونه بأن أمواله من المافيا الايطالية و وفق ما يروج دائما بأنه محمي من شريكه برليسكوني. و قد استضافت قناته صلاح بادي الإرهابي الليبي و العديد من القيادات الإرهابية و الاخوانية الليبية لهذا و في وقت ما أصبحت تحوم حوله الشبهات و يتهم من قبل أعداءه حول علاقته بالميلشيات الليبية و المافيا الايطالية و بعالم المال و الأعلام.
كذلك هذا الشخص وصل الى عمل إعلامي كبير حيث أصبحت قناته تبث عبر الجهات كل يوم منذ الصباح و هذا يتطلب أموالا باهظة و في خصومته الكبرى مع رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد تم إيقاف بثه اليومي عبر الجهات و قد عملت الحكومة و يوسف الشاهد على إيقاف البث للقناة إلا أنها لم تقدر مما زاد من شعبيته و هو يعتبر عدو شرس ليوسف الشاهد اذ ان قناته تعمل على ابراز فشل الحكومة في الصغيرة قبل الكبيرة و من قناته “نسمة” قد اعلن الحرب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد و وزراءه.
و يعتبر نبيل القروي من المرشحين الجديين و الذين يقرأ لهم حساب باعتبار كل سبر الآراء تعطي انه هو الأول بالسباق الى حدود يوم 8 اوت 2019 فانه يحوز على المرتبة الاولى في السباق الانتخابي بنسبة تفوق 34 بالمائة.
لكن السؤال المطروح هل فعلا سيبقى في السباق و مع من ستكون تحالفاته الحزبية الداخلية و من سيدعمه من الخارج؟
و الفرضية الثانية هل سينسحب نبيل القروي ليفوض الكرسي الرئاسة الى مرشح آخر ؟
عبير موسي السياسية الشرسة و الاكثر معارضة للخوانجية و رفع شعار “البارح كنا خير”
هي محامية و ناشطة تونسية من أهم الأسماء السيدات بالعمل السياسي و اول رئيسة حزب بتونس و تعتبر من الشخصيات الموالية لحزب النظام السابق التجمع الدستوري الديمقراطي.
بدأت العمل السياسي و الحزبي منذ 2016 بجدية و بصمت الى شهر مارس 2018 بدأت تظهر و تتحرك في كل الجهات في الانتخابات البلدية و في شهر مارس 2019 أصبحت عبير موسي و حزبها في الصعود المدوي و استغلت الفراغ السياسي و الفشل الكبير لكل الحكومات و عجز الرئيس السابق الباجي قائد السبسي و الغضب الشعبي عليه و بدأت تحركاتها الميدانية اليومية و بسرعة كبيرة بخطاب و مبادئ أحبها فئة كبيرة جدا من الشعب و من الدستوريين و الندائيين.
صعود مدوي و كبير في شهر مارس 2019 أكده سبر الآراء بنسبة 9.2 بالمائة و في سباقالتشريعية اما سباق الرئاسية بنسبة 7.1 بالمائة حسب مؤسسة سيقما كونسي لسبر اللآراء. بدأت عبير موسي تكتسح الميدان بتنقلات و اتصالات مباشرة بالمواطنين و بخطاب واضح جدا مباشر و موقف ثابت و أهم شيء بأنها لا تراوغ و لم تسقط في تحالفات يمكن ان تمس من ثقة قاعدتها الشعبية التي أصبحت اليوم كبيرة جدا و يحسب لها الكثير من الحساب بل الملفت للنظر بان الفئة الشعبية الموالية لعبير موسي أصبحوا أكثر منها تشبثا بمبادئ معاداة “الخوانجية”
من اهم شعارات عبير موسي و التي استقطبت بها الكثيرين :
- ضد الثورة و مخرجاتها
- تذكر محاسن فترة النظام السابق
- الزعيمة السياسية الوحيدة الثابتة على مواقفها في عدائها المعلن للنهضة و تسميهم “الخوانجية”
- الوحيدة من السياسيين التي تنادي بمحاكمة ” الخوانجية” و تدعوا الى حضر هذه الحركة
- تدعوا الى تغيير نظام الحكم بتونس ليرجع الى رئاسي
- الوحيدة من السياسيين لا تعترف بدستور 2014 و قد كتبت مع مستشاريها مقترح دستور جديد تستمد اهم بنوده من دستور 1959
- لا تتوانى عن كشف كل فشل للحكومات السابقة و السياسيين الذين تحالفوا مع “الخوانجية”
- بقدر ما يتم فضح الجرائم الخوانجية بقدر ما تزداد شعبيتها فحتى الجهاز السري و كشف حقائق كبرى لمقتل الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي فلقد استغلتهم عبير موسي اكثر من الجبهة الشعبية
- القاعدة الشعبية للحزب الحر الدستوري هو بنسبة كبيرة تبلغ 60 بالمائة من قواعد النداء الغاضبة خرجوا من النداء و انظموا الى عبير موسي.
المهم و في هذا الزخم الكبير لعبير موسي أننا لسنا أمام قاعدة انتخابية جاءت بالأساس من الذين قاطعوا الانتخابات بل من الجسم الانتخابي ألندائي ساسا أي من صنف قد راهن على النداء لإبعاد “الخوانجية” عن الحكم ففوجئ بتوافق الشيخين و لم يعد يثق بالنداء و تعتبر بالنسبة إليهم هي الضامن الوحيد لمناصريها من الحد من تغول الإخوان بتونس.
و اللافت للنظر في هيكلة المصوتين لعبير موسى و لحزبها هو ما يحصل في نوايا التصويت للرئاسية و عندما نقارنها بطبيعة التصويت العيّنة في تشريعية 2014 و الدور الثاني لرئاسية 2014 ففي كل هذه المستويات تتفوق عبير موسي على الباجي قائد السبسي و هذا نعتبره معطى مهم جدا و سوف يلعب دورا مهم في الانتخابات الرئاسية
لكن ما هو حجم المساومات التي ستخضع إليها عبير موسي حتى لا تتشتت الأصوات لصالح الحزب الذي تريد ان تطيح به؟ هل ستقبل عبير موسي النداءات بان تتخلى على الرئاسيات من اجل ممثل الدولة العميقة عبد الكريم الزبيدي؟ هل يمكن أن تحدث عبير موسي المفاجأة و تصعد الى الدور الثاني؟
عبد الكريم الزبيدي مرشح الدولة العميقة
عبد الكريم الزبيدي يبلغ من العمر 69 سنة قد تولى حقيبة الدفاع منذ 12 سبتمبر عام 2017، و هو بالأساس طبيب وسياسي سبق أن تقلد عدة مناصب وزارية في فترات مختلفة. إذ شغل الزبيدي منصب وزير دولة مكلف بالبحث العلمي والتكنولوجيا بين 1999 و2000، ثم وزير الصحة في العام 2001 في حكومة محمد الغنوشي الأولى. وبعد الثورة التونسية، وفي تغيير وزاري في حكومة محمد الغنوشي الثانية في 27 جانفي 2011، أصبح الزبيدي وزيرا للدفاع خلفا لرضا قريرة.
و عندما تسأل عامة الشعب التونسي عن السيد عبد الكريم الزبيدي فالأغلبية لا يعرفونه فلم تظهر له انجازات تذكر حتى و عند إشرافه على وزارة الدفاع لم يكن بارزا و لم تذكر له انجازات او إضافات طوال إشرافه على المؤسسة العسكرية التونسية.
كذلك و في عملية سبر آراء قامت بها إحدى الجمعيات داخليا و سريا أفادتنا بما يلي : يحضى عبد الكريم الزبيدي بنسبة قبول 04 بالمائة عند عامة الشعب التونسي. عندما طرح سؤال حول معرفة الشعب التونسي بالشخصية عبد الكريم الزبيدي فهي لا تتجاوز 5 بالمائة فلقد كانت الإجابات عند اغلب المستجوبين من هو عبد الكريم الزبيدي لا نعرفه. بالرغم من انه هناك حملة دعم للانتخابات الرئاسية على شبكات التواصل الاجتماعي كبيرة جدا و صفحات ممولة تشتغل على إبرازه كمنافس يحظى بقبول الجميع و انه الوحيد الذي بيده إنقاذ تونس و الملفت للانتباه بان أنصاره يضربون و يشوهون كل من ينتقده.
و على الرغم من ان عبد الكريم الزبيدي قد تقدم مستقلا و لا ينتمي الى أي حزب فان العديد من الشخصيات السياسية و الأحزاب الليبرالية من بينها حزب نداء تونس و حزب آفاق تونس يساندونه. مع العلم أن عبد الكريم الزبيدي قد جمع عدد من البرلمانيين توقيعات لتأييد ترشيحه لخوض الانتخابات.
وبعد تقديم أوراق ترشيحه، قدم عبد الكريم الزيبيدي استقالته من منصبه كوزير دفاع و ذلك حسب ما قال لضمان الشفافية الكاملة.
عبد الكريم الزبيدي سوف يكون في السباق و ربما سينتقل إلى الدور الثاني لان الدعم كبير و الآلة التي تشتغل معه كبيرة جدا و يمثل الدولة العميقة و القوى الوطنية التي ترفض حركة النهضة و ترفض التيارات التي جاءت بها الثورة بتونس
كذلك لا ننسى نقاط ضعف الرجل خاصة على مستوى التواصل و الكلام فقد كانت له العديد من الأخطاء الاتصالية، كذلك من اهم نقاط ضعفه انه قد اشتغل مع حكومة حمادي الجبالي و التريكا و ان اكبر الجرائم الإرهابية قد تمت في عهده.
كذلك من نقاط ضعفه و التي سيستغلها منافسيه هي السلاح الذي دخل الى ليبيا عبر تونس في عهده و مساهمة الجيش الوطني التونسي في إدخال السلاح الى ليبيا و انصياعه التام لأوامر قطر و ربما هذه النقاط الضعف الذي سيعمل عليها خصومه للإطاحة به.
اما ما هو موقف حركة النهضة من السيد عبد الكريم الزبيدي فهي إلى حد ألان لا ترفضه و لا تدعمه و لا تحاربه، يعني بالنسبة للنهضة انه في أحلك السيناريوهات، و ان يفوز بكرسي الرئاسة فسوف تذهب معه في توافق و كما اشرنا فانه يمكن ان نسقط في مربع الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 و يتم الاتفاق في باريس 2 لسنة 2019 و سيكون اللقاء بين عبد الكريم الزبيدي و إما المنصف المرزوقي او عبد الفتاح موروا و سيجبر الزبيدي للدخول في مفاوضات وربما التوافق من جديد.
أخيرا و ما يمكن ان نقول فان المناخ العام إلى حدود هذا اليوم غامض جدا و المشهد السياسي يبعث على الخوف من ان تصير مشاكل و حرب كبيرة بين المترشيحن و أحزابهم و دعميهم من الداخل و الخارج لأننا لسنا أمام تيارات فكرية او ممثلين ايديولجيات كما كان في السابق فليس لنا يمين يدافع عن مبادئه و لا يسار يدافع عن ايديوليجياته و تونس كما قلنا و لا زلنا نعيد أنها المخبر و المطبخ الذي تدار فيه كل الطبخات لتقاس و تسقط على العالم العربي كنموذج.
فما الذي يطبخ داخل تونس و ما الذي يخطط من وراء البحار للعالم العربي و لمنطقة شمال إفريقيا؟
توزيع المترشحين حسب الوزن في اللحظة الحالية/ عديد المؤشرات تم اعتمادها منها عدة استبيانات رأي منشورة وغير منشورة وعدة مؤشرات أخرى (وهي طبعا قابلة للتغيير حسب الحملات الانتخابية والأحداث ويبقى الصندوق هو الفيصل):
– بين 0 و 1%:
٠ سيف الدين مخلوف
٠ عبيد بريكي
٠ حاتم بولبيار
٠ الناجي جلول
٠ سعيد العايدي
٠ سلمى اللومي
٠ سليم الرياحي
٠ الياس الفخفاخ
٠ محمد نوري
٠ محسن مرزوق
٠ حمادي الجبالي
٠ محمد لطفي المرايحي
٠ منجي الرحوي
– بين 1 و 2%:
٠ عمر منصور
٠ محمد الهاشمي حامدي
٠ حمه همامي
– بين 2 و3%:
٠ احمد الصافي سعيد
٠ مهدي جمعة
– بين 3 و 4%:
٠ محمد عبو
– بين 5 و 6%:
٠ محمد منصف المرزوقي
– بين 6 و 7%:
٠ عبير موسي
٠ يوسف الشاهد
– بين 8 و9%:
٠ عبد الفتاح مورو
– بين 12 و13%:
٠ قيس سعيد
– بين 15 و17%:
٠ نبيل القروي
٠ عبد الكريم الزبيدي