السبت. نوفمبر 23rd, 2024

28-29 سبتمبر 2016

نظم المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والامنية والعسكرية بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية ورشة عمل “نحو خطاب ديني لمواجهة الفكر التكفيري وإرساء ثقافة السلام: تشخيص ومعالجه” في الفترة من 28-29 سبتمبر 2016. اقيمت الورشة في تونس وحضرها حوالي اربعين باحث وخبير ورجل دين من ذوي الاختصاص من مختلف الدول العربية والعالم الاسلامي.

هدفت الورشة في الاساس لتأسيس قاعدة جديدة اكثر اعتدلا تتبني خطاب ديني يتسع لاحتواء مختلف الطوائف والديانات بالعالم العربي، وأيضا العمل علي بحث سبل التعامل مع التيارات المتطرفة بالكشف عن الافكار المغلوطة السائدة ووضع استراتيجيات مواجهتها وتفكيكها.

تميزت الورشة بالتفاعل الجاد ما بين المتحدثين والمشاركين من خلال إثارة الكثير من النقاط الهامة والتي تتمحور حولها العديد من المشاكل الحالية التي تعاني منها جل مجتمعاتنا العربية؛ والتي أسست لحالة الاسلاموفوبيا التي باتت تسيطر على العالم وتربط الدين الاسلامي بكل ظواهر التطرف والارهاب اينما ووقتما حدثت.

انقسمت مداخلات المتحدثين حول نوعين من الموضوعات؛ الموضوع الاول اهتم بإثارة النقاط المفصلية حول مسببات حدوث ظواهر التطرف والارهاب بمجتمعاتنا العربية وذلك من خلال البحث عبر تاريخنا وتراثنا العربي والاسلامي وكذلك مناقشة ادوات التواصل الحالي بين الدعاة الدينين والشباب المعاصر لكشف النواقص والعوار. فيما تمحورت باقي المداخلات حول بلورة المعالجات وتقديم الرؤي الفكرية للسبل المتاحة لتجديد الخطاب الديني والعيش السلمي المشترك سواء بين الديانات المختلفة او فيما بين المنتمين للدين الواحد.

أكد جميع المشاركين بالورشة على ان كل الاديان تنبذ التطرف وتدعو للسلام ومن ثم فإن الممارسات التي نشهدها بشكل يومي ما هي الا افعال تعبر عن اصحابها حتي وان تبنتها جماعات منظمة مدعومة ماديا وعسكريا. وكانت هذه هي النقطة التي انطلقت منها اعمال الورشة والتي مثلت حاوية لكل الافكار التي طُرحت للنقاش والتي سَيُصاغ علي اساسها ميثاق تونس للخطاب الديني المعتدل وبناء السلام.

أكد القائمون على الفعالية ضرورة تفعيل النقاشات المطروحة من خلال صياغتها بميثاق يضم استراتيجية بناءة يستطيع من خلالها صانع القرار ان يتخذ اجراءات احتوائية للأفكار المتطرفة المنتشرة والتي لا يلزم ان تكون اقترنت بأفعال متطرفة. وأيضا اجراءات استباقية لسد الهوة الاجتماعية التي تتسع يوميا بين افراد المجتمع الواحد من ذوي التوجهات المختلفة.

اعتمد الميثاق على خمسة محاور مختلفة، ارتأى المشاركون ضرورة العمل عليهم بشكل متوازي للنهوض بمجتمعاتنا العربية من ما الم بها من عثرات. المحاور تضم؛ بعد ديني ، وبعد ثقافي تربوي، وبعد اعلامي، وبعد اقتصادي اجتماعي، واخيرا البعد السياسي الامني.

كما اكد المشاركون التزامهم بالحرص على التبنَي الماديَ و المعنويَ لبنود هذه الوثيقة من طرف الجهات السياديَة الرسميَة للدَول المشاركة في صياغتها والمتابعة الجادَة لتفعيل مختلف مضامينها ورصد نتائج ذلك التَفعيل على جميع الأصعدة المذكورة في الوثيقة .

هذا ومن الجدير بالذكر أن الميثاق لايزال في مرحلة الاعداد وان بنوده سيتم صياغتها بشكل نهائي بعد العديد من المداولات بين جميع المشاركين حتي يتسنى للجميع الاحاطة بالمشكلات التي يواجها كل مجتمع عربي على حده، ثم يستتبع ذلك صياغة رؤية تتسم بالشمولية من شأنها دحض الافكار المتطرفة بالعالم العربي بشكل عام.

تأتي هذه الفعالية في أطار برنامج مكافحة الارهاب والتطرف الذي تتبناه مكتبة الاسكندرية منذ العام 2012. البرنامج يسعي لبناء جسور تعاون بين مكتبة الإسكندرية وجميع المؤسسات الثقافية والبحثية بالعالم العربي. ايمانا من مكتبة الاسكندرية بإمكانية العمل العربي المشترك واهمية مواجهة الفكرة بالفكرة. والعنف بالثقافة والتعليم.  

By Zouhour Mechergui

Journaliste