قسم الأخبار الدولية 17/02/2025
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى انسحاب فوري لمقاتلي حركة “إم 23” من مدينة بوكافو ومطار كافومو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك عقب تصاعد المواجهات وسيطرة المتمردين على أجزاء من المدينة. وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، شدد ماكرون على ضرورة وقف إطلاق النار وعودة السلطات المدنية والعسكرية إلى المدينة. كما أكد أن باريس مستعدة لفرض عقوبات متعددة الأطراف على الجهات المسؤولة عن استمرار العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.
قلق أوروبي متزايد وتحذيرات من تدويل النزاع
من جهته، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التطورات الأخيرة، محذرًا من تداعيات استمرار دعم رواندا لحركة “إم 23″، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد أنور العوني. كما أدانت بلجيكا الهجوم بشدة، داعية إلى انسحاب المتمردين فورًا، وحذرت من أن استمرار العمليات العسكرية يهدد بتوسيع رقعة الصراع الإقليمي وزيادة الأزمة الإنسانية.
“إم 23” تعلن استعدادها لتوسيع سيطرتها وسط غموض عسكري
في المقابل، أعلنت حركة “إم 23” أنها تنتظر اللحظة المناسبة للتحرك، مما يثير مخاوف من توسيع سيطرتها على المدينة. وأظهر مقطع فيديو نشره المتحدث باسم الحركة، ويلي نجوما، وجود مقاتليها في شوارع بوكافو، مؤكدًا أنهم يبسطون نفوذهم على المدينة. وفي حين نشرت السلطات الكونغولية وحدات عسكرية في بعض الأحياء، إلا أن مدى قدرتها على استعادة السيطرة الكاملة لا يزال غير واضح.
تحركات أممية لمنع التصعيد الإقليمي
وسط هذه التوترات، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – خلال قمة الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا – إلى منع التصعيد الإقليمي بأي ثمن، مشددًا على ضرورة احترام سيادة الكونغو وسلامة أراضيها. يأتي ذلك في وقت نزح فيه أكثر من 6 ملايين شخص نتيجة للعنف، ما يجعل الأزمة في شرق الكونغو واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية عالميًا.
هل يتحول النزاع إلى مواجهة إقليمية مفتوحة؟
مع استمرار المواجهات وتزايد التدخلات الإقليمية، يواجه شرق الكونغو سيناريو مفتوحًا على احتمالات متعددة، إما التوصل إلى تسوية سياسية عبر الضغط الدولي، أو تحول الصراع إلى مواجهة إقليمية أوسع، خاصة في ظل اتهام كينشاسا لرواندا بدعم المتمردين. وفي ظل غياب حلول واضحة، يبقى الوضع في شرق الكونغو مرشحًا لمزيد من التعقيد، وسط تحذيرات دولية من تحول النزاع إلى بؤرة جديدة للتوتر في وسط أفريقيا.