الخميس. ديسمبر 26th, 2024

أعربت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن إدانتها الشديدة لقرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بالألغام الأرضية، واصفة إياه بالتهديد الخطير الذي يمكن أن يفاقم من معاناة المدنيين في مناطق النزاع. يأتي هذا القرار في وقت حرج، حيث تستمر الحرب الروسية الأوكرانية في تصعيد مع مرور الوقت، مما يزيد من القلق الدولي حيال المخاطر الإنسانية المترتبة على استخدام هذه الأسلحة.

في بيانها، أكدت المنظمة أن الألغام الأرضية تعتبر من أخطر الأسلحة التي يمكن أن يستخدمها أي طرف في نزاع مسلح، حيث تستمر في قتل أو تشويه المدنيين لفترات طويلة بعد انتهاء القتال.

وأشارت إلى أن آلاف الأشخاص في العديد من الدول التي شهدت صراعات سابقة ما زالوا يعانون من الإصابات والتشوهات نتيجة الألغام التي ظلت مدفونة في الأرض، مما يعرقل جهود التنمية ويجعل من المناطق المتضررة غير صالحة للعيش.

من جهتها، أكدت الإدارة الأمريكية أن قرار إرسال الألغام الأرضية إلى أوكرانيا يأتي في إطار مساعدتها في الدفاع عن أراضيها ضد الغزو الروسي، متعللة بحاجتها إلى تعزيز دفاعاتها في وجه الهجمات المستمرة. لكن هذا القرار أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية، حيث انتقدت العديد من الدول والمنظمات الحقوقية هذا الإجراء، معتبرة أنه يتناقض مع الالتزامات الدولية التي تحظر استخدام الألغام الأرضية.

ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد وقعت في عام 1997 على معاهدة حظر الألغام الأرضية، لكن قرار تزويد أوكرانيا بهذه الأسلحة يعني تراجعًا عن هذا الالتزام. وقد أدانت عدة منظمات حقوقية هذا التراجع، محذرة من أن زيادة استخدام الألغام في أوكرانيا قد يهدد حياة المدنيين ويسبب دمارًا أكبر في الأراضي التي تشهد النزاع.

إضافة إلى ذلك، يعتبر استخدام الألغام الأرضية في مناطق الحرب تهديدًا طويل الأمد للأجيال القادمة، حيث يبقى تأثيرها موجودًا حتى بعد انتهاء النزاع. وتدعو هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي إلى الضغط على الولايات المتحدة لسحب هذا القرار، والالتزام بالمعاهدات الدولية التي تضمن حماية المدنيين من أسلحة الدمار الشامل.

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *