الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

العلم الإيراني يرفرف في قلب العاصمة نيويورك …ربما هي الحدث الأول من نوعه

أثارت تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الإيراني، والتي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي في طهران قال خلاله: “نحن لا نعادي الولايات المتحدة. عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا”، مضيفا “نحن إخوة للأمريكيين أيضا”.

بالمقابل يمكن اعتبار آلية الزناد جزءا من الآليات القانونية التي يمكن أن تستخدمها الولايات المتحدة ضد إيران عبر اتهامها وإحالة قضية “مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية” إلى مجلس الأمن الدولي حيث تريد واشنطن مزيد فرض العقوبات على أنها الجزء الثاني من سيناريو الحد من عمل إيران وقوتها في البيئة الإقليمية.

لكن ذلك لم يمنع ايران في توجيه رسالة ما لواشنطن لكن هذه المرة من خلال بيئة جديدة أو استراتيجية ايرانية دولية لم تعد كالمعتاد …فالملفت للنظر أن زيارة الرئيس الإيراني قد سبقه استعراض عسكري هائل للقوات الإيرانية قبل يوم المغادرة و خلال المراسم العسكرية في مختلف المدن وخاصة في العاصمة طهران، أحدث قدراتها العسكرية، خاصة القوة الصاروخية والجوفضائية والمسيرات القتالية، منها صواريخ فرط صوتية، مثل “خيبر شكن” (الكاسر للخيبر)، و”دزفول” و”فتاح”…فـأي خطوة جديدة ستخطوها إيران تجاه السياسة الأمريكية ؟

– رسالة الجمهورية الاسلامية الإيرانية للعالم :

أكد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان أن رسالة الجمهورية الاسلامية الإيرانية للعالم هي الأمن والسلام وذلك لدى وصوله الى مطار جون اف كنيدي في نيويورك للمشاركة بالاجتماع الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة فجر اليوم الاثنين.وبيّن بزشكيان بأنه يحمل رسالة السلام والامن من ايران وتحقيق شعار العام لمنظمة الامم المتحدة المبني على السلام والمستقبل المقترن بالتنمية لكل الشعوب.

وأضاف: بدلا عن الحرب وسفك الدماء والقتل يجب أن نصنع عالماً يعيش فيه جميع البشر براحة بمنأى عن اللون والعرق والقومية ومنطقة العيش.وأردف الرئيس بزشكيان أنه للأسف العالم الذي نعيش فيه بالوقت الراهن ليس كذلك، حيث تسوده المعايير المزدوجة، فالبعض جيدون والبعض الآخر سيئون بلا دليل، وعليه تحدث المشاكل الذي نراها.

وشدد على أن الفرص يجب ان تكون متساوية لكل البشر الذين يعيشون على الكرة الارضية.يشار الى أنه كان في استقبال الرئيس بزشكيان في مطار جون اف كنيدي كل من وزير الخارجية عباس عراقجي ومساعديه ومندوب وسفير ايران بالامم المتحدة أمير سعيد ايرواني.

هل إيران تسعى الى وقف العقوبات الدولية الأمريكية “دبلوماسيا” ؟

كان النهج الذي اتبعته إيران فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم ونشاط أجهزة الطرد المركزي منسجما مع سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بعدم حيازة إيران للأسلحة النووية. في هذه العملية، وافقت إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة أقصاها 3.67%، والأهم من ذلك، عدم إدراج منشآت جديدة لإنتاج الماء الثقيل وتخصيب اليورانيوم على جدول الأعمال. في هذه العملية، التزمت إيران بتنفيذ أنشطتها في شكل “البروتوكول الإضافي 2+93”.

واستنادا إلى أحكام قرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي صدر بعد التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة، فإنه ينص على أنه في عام 2025، سيتم تهيئة الظروف لإلغاء جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بإيران. ثانيا، تم التأكيد على إغلاق قناة مراقبة المنتجات النووية الإيرانية من قبل مؤسسات الأمم المتحدة. ثالثاً، توفير الأرضية لانتهاء آلية إعادة فرض العقوبات (سناب باك) من أجل إعادة العقوبات الدولية على إيران بشكل دائم. والحقيقة هي أنه اعتبارًا من عام 2025، وفي إطار “غروب الاتفاق النووي” و”آلية سناب باك”، يمكن وضع إيران في حالة اتصالات طبيعية، ما لم يتم توفير أسباب استخدام آلية الزناد قبل انتهاء خطة العمل الشاملة المشتركة.

إذا تجاوزت إيران عام 2025، فسيكون غروب الاتفاق النووي ممكنا. وفي الوضع الحالي، يشير بعض المسؤولين الإيرانيين إلى أن خطة العمل الشاملة المشتركة فقدت رونقها. وهذا يعني أن مسألة إعادة فرض العقوبات لم تؤخذ بعين الاعتبار، وأن إيران لن تكون مستعدة لتلقي الحقوق الناجمة عن قبول التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة. التحدي الرئيسي الذي تواجهه إيران في عام 2025 هو قضية «آلية الزناد».

هل تواصل ايران وضع سياسة القوة على جدول أعمالها

تظهر المتغيرات لعام 2025 على وجود تحديات أمنية إقليمية كبيرة تواجهها إيران إقليميا والاستراتيجية المتبعة والتي يصفها خبراء الساحة الدولية” بالغامضة “، بل فقد أصبحت هذه السياسة الغامضة محل اطماع وجوسسة من قبل الكيانات الخارجية العدوة لإيران .

فمن ناحية، وضعت إيران سياسة القوة على جدول أعمالها، ومن ناحية أخرى، تتمتع بقدرة عالية على تحمل المخاطر من خلال اتخاذ إجراءات عقلانية ومحسوبة النقطة الأخرى هي أن إيران تفضل لعب دور بنّاء في البيئة الإقليمية، وهو ما سيتم تحقيقه من خلال آليات العمل التعاوني كما أن أي إغلاق لمحركات الملف النووي و التي باتت تعرف ب “آلية الزناد” يمكن أن يوفر جزءاً من أهداف إيران الاستراتيجية المتمثلة في تبني سياسة تعاونية من أجل السيطرة على التهديدات.

إيران ومسار جديد في تأكيد شرعية سياستها الدولية

وفق منظور استراتيجي لا تسعى ايران الى تحديد مواقفها الدولية بقدر ما تسعى الى تأكيد شرعية مواقفها وممارسة اهدافها المستقبلية على نهج دولي واضح ودبلوماسي فصحيح ان ايران تمتلك رصيدا دفاعيا هائلا وذلك تحت عقيدة “حق الدولة في امتلاك السلاح”.

لكن هذا الحق وان كان مقيدا بقيود وقوانين دولية وحظر امتلاك الأسلحة النووية فإنه على ايران اعادة طرح الملف من جديد بأسلوب دبلوماسي أكثر من أي وقت مضى .

وتلك هي الرسالة التي حملها الرئيس الإيراني “نحن لا نعادي الولايات المتحدة. عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا” فمثلما ترئ ايران منطق السلام العالمي وهو موقف يذكرنا برسالة الرئيس الصيني فأنها تبدو متأهبة نوعا ما الى احترام قرارات مجلس الامن الدولي في صورة سحب العقوبات . وهو موقف دبلوماسي يختلف فيه الرئيس الإيراني مع القيادة العسكرية التي تريد ان تحافظ عل نهج القوة المتبع .

رغم المساعي الإيرانية اللافتة في انتهاج سياسة دبلوماسية براغماتية .إلا أن نهج الغرب و تحديدا أمريكا وحلفائها غير موثوق به بالمرة . فلم تثبت التجارب حتى الان ان نهج التساوي مع الأساليب الغربية وتحديدا مع واشنطن قد يوقع في فخ الإنبطاح .لكن ايران تحسب الف حساب قبل اي خطوة مضافة فإيران اليوم جسدت محور المقاومة ووحدة الساحات والمسلح الإقليمي لها بدعامة روسية صينية .لقد ارتكزت اسرائيل على استهدافها لهفوات ايران بالتركيز على زعزعتها اقليميا وعسكريا وهي بذلك تمارس شتى أنواع التهديدات من وراء امريكا والحلفاء ولوبي الامن الدولي بغرض اغراق ايران .

وايران تعي جيدا فرصتها في تقويض هذا النهج الصهيوني من خلال لعبة دبلوماسية جديدة لكسر سلاسل وهمجية الغرب وتقليص فرض العقوبات و دحض مؤامرة حضرها من الصورة الإقليمية الدولية…بينما تصنع ايران لنفسها ملامح دبلوماسية ذكية ومفارقة في آن واحد دون التخلي عن نهج القوة .

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *